تعرف على إرتباط الضوضاء بأمراض القلب

أصبحت الضوضاء  سمة عصرنا الحالي ، فقد ساهمت التكنولوجيا والتطور الكبير الذي حدث في الحياة إلى زيادة الضوضاء ومصادر الإزعاج حولنا ، فقد أصبح من يعيشون في المدن العملية أكثر معاناة من الضوضاء ممن يسكنون في القرى والتي مازالت تتمتع بالهدوء نسبيآ عن المدن ، والضوضاء هي أي أصوات مرتفعة أو مزعجة أو تداخل مجموعة أصوات مع بعضها البعض ، مما يتسبب في إزعاج الأشخاص وشعورهم بالتوتر والإنفعال وعدم القدرة على التركيز ، والتشوش .

وتتسبب الضوضاء في مشكلات كثيرة للعديد من الأشخاص ، حيث تؤثر الضوضاء على الجهاز السمعي والجهاز العصبي أيضآ ، فقد اكدت العديد من الدراسات الحديثة أن تعرض الشخص للضوضاء بشكل مستمر ومتكرر يؤثر على حاسة السمع لديه فيصيبها بالضعف ، كما أن الضوضاء تساهم في تضرر الجهاز العصبي بشكل كبير ، ويؤثر التلوث الضوضائي على الصحة بشكل عام ، حيث تتسبب الضوضاء في إصابة الاشخاص المتعرضون لها بصداع مزمن ، يرافقه حالة من الأرق وعدم إنتظام في النوم ، بالإضافة إلى القلق والإنفعال الزائد ، ومع زيادة الضوضاء في عدة دول ، بدأت العديد من البلاد تدرك مدى الخطر الذي تمثله الضوضاء على الأشخاص ، فقامت عدة دول بعمل قوانين للحد من الضوضاء في الحياة اليومية للفرد ، وأغلب القوانين تنص على عدم استعمال منبهات السيارات إلا للضرورة وعدم رفع الأصوات عاليآ ، كما بدأت بعض الدول بمراعاة مستوى الضجيج عند بناء المنازل للحد من الضوضاء وتاثيرها على الأشخاص .

وفي الفترة الأخيرة ظهرت عدة دراسات علمية تؤكد أن هناك رابط بين الضوضاء والإصابة بأمراض القلب ، وكانت هذه الدراسات مثار استغراب الكثيرين في الفترة الأخيرة ، حيث لم يكن يتوقع أحد أن هناك رابط بين الضوضاء والأمراض القلبية ، لكن عادت دراسات أخرى لإحدى جامعات طب أمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية أن الضوضاء ترتبط بالفعل بأمراض القلب إرتباطآ واضحآ ، فقد قام الباحثون القائمون على هذه الدراسة بإجراء فحوصات على مجموعتين من الأشخاص ، المجموعة الأولى هم الأشخاص الذين يعيشون في القرى الهادئة ، والمجموعة الأخرى هم الأشخاص الذين يعيشون في المدن العملية التي تنتشر فيها الضوضاء ومصادر الإزعاج ، ووجد الباحثون في نهاية الدراسة أن الأشخاص المعرضون لمصادر الضوضاء والتردد العالي للأصوات ، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أكثر من غيرهم ممن يعيشون في الأماكن الهادئة ذات التردد المنخفض من الأصوات ، وتتسبب الضوضاء بحسب ما أكدت الدراسة في أمراض قلبية مختلفة ، وهي الامراض المتعلقة بالتوتر والإنفعال العصبي .


أمراض القلب التي تسببها الضوضاء :


إرتفاع ضغط الدم :

تتسبب الضوضاء في

ارتفاع ضغط الدم

، فقد اكدت عدة دراسات أن إرتفاع ضغط الدم يرتبط بشكل كبير بمشكلات مختلفة كالتوتر والضغوط النفسية وإضطرابات النوم والإنفعالات العصبية ، وهي كلها ظواهر مرتبطة بالحياة في مكان به  ضوضاء مزعجة ، أو أصوات مرتفعة ومتداخلة .


أمراض تصلب الشرايين :

يحدث تصلب الشرايين نتيجة عدة أسباب ، وتؤثر في حدوثه عدة تعوامل ، وقد أكدت الدراسة أن أبرز أمراض القلب التي تنتج عن الضوضاء والإزعاج الشديد .


النوبات القلبية :

غالبآ ما تحدث النوبات القلبية بشكل عام بسبب التوتر العصبي الكبير ، وبحسب الإحصائيات التي تم إجراءها فإن نسبة حدوث النوبات القلبية في المدن المزدحمة والمرتبطة بالضوضاء أكثر من نسبة الإصابة بها في القرى الهادئة أو الاماكن غير المزدحمة والتي تتمتع بالهدوء .


الجلطات القلبية :

الجلطات القلبية حالها كحال النوبات القلبية ، فيؤدي التعرض المستمر والمتكرر لمصادر الضوضاء الشديدة إلى الإصابة بجلطات القلب الخطيرة .


كيفية الوقاية من أضرار الضوضاء على القلب :

يجب على الشخص المعرض للضوضاء بشكل مستمر أن يهتم بالبعد كل فترة عن مصادر الضوضاء الشديدة ، بالإضافة لأهمية الحصول على فترة كافية من النوم المنتظم ، وفي حالة كنت عند نومك معرضك لمصادر ضوضاء شديدة يمكن استخدام سدادات الأذن حتى تتمكن من النوم فترة كافية ، كما يجب ان يحاول الشخص المعرض للضوضاء السيطرة على أعصابة وإنفعالاته ، بالغضافة لأهمية قضاءه وقتآ للراحة بعيدآ عن أي مصدر من مصادر الإزعاج .