يعد القلب أهم عضو في جسم الإنسان ، فالقلب هو عضلة لا إرادية تتلقى هذه العضلة إشارات من الدماغ فتبدأ في النبض والعمل على ضخ الدم وتوزيعه من القلب إلى مختلف أجزاء الجسم ، فلا يمكن للجسم أن يعمل وتعيش أعضاءه إلا بوصول الدم لها ، وهو ما لا يتم دون عمل القلب بدقة وكفاءة وإنضباط ، ويتكون القلب من حجرتين يمر القلب خلالهما محملآ بالأكسجين اللازم لعمل أجهزة الجسم الأخرى ، فيقوم القلب بضخه ليصل لهذه الأعضاء الهامة بالجسم ، وكلما كان عمل القلب منتظم ليس به أي خلل أو مرض ، ينعكس ذلك على صحة الإنسان فتصبح صحة الإنسان جيدة كما تعمل أجهزة الجسم بكفاءة كبيرة نتيجة لكفاءة عمل القلب .

والأمراض التي تصيب القلب يصنفها أطباء وعلماء القلب كأحد أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان ، وبدأت أمراض القلب تلفت نظر الجميع إليها وتشغل نسبة كبيرة من الدراسات والأبحاث العلمية نتيجة زيادة نسبة إنتشارها على مستوى العالم ، ففي الفترة الأخيرة سجلت أمراض القلب نسبة كبيرة من زيادة الإصابة بها وصلت إلى 60 % ، وتعد هذه الزيادة هي الأخطر ن حيث لم تكن أمراض القلب قديمآ بنفس الخطورة التي أصبحت عليها الآن ، رغم التقدم التكنولوجي وتطور مجال فحوصات وجراحات أمراض القلب ، وترجع الزيادة الكبيرة في أمراض القلب إلى عدة عوامل ، تتفاوت هذه العوامل من شخص إلى آخر .

ويعد الرجفان الأذيني أحد أخطر أمراض القلب ، فالرجفان الأذيني هو مرض يصيب القلب نتيجة إضطراب في نظم القلب ، وهذا المرض هو أكثر أمراض القلب شيوعآ في الفترة الاخيرة ، ويهدد الرجفان الاذيني حياة الكثيرين نتيجة عدم استجابة بعض الحالات المرضية للعلاج ، حيث أن الرجفان الأذيني مرضآ ليس سهل العلاج ، فهناك نسبة كبيرة من الحالات لا تستجيب للعلاج بالادوية الطبية ، فيحتاج المرض لطرق أخرى من العلاج بدلآ من العلاجات الطبية الدوائية ، وبخصوص طرق علاج الرجفان الأذيني فهناك عدة طرق توصل إليها أطباء القلب ، حتى يتم علاج المريض بها حال عدم استجابته للأدوية الطبية .

والجذ القلبي هو أحد أفضل وأنجح طرق علاج مرض الرجفان ، حيث أثبت هذا العلاج نجاحآ كبيرآ لمرضى الرجفان الأذيني ، وتقوم فكرة الرجفان الأذيني على تدمير وإتلاف خلايا القلب التي تتسبب في إضطراب بالقلب ونبضاته .

الحالات المرضية التي تحتاج العلاج بالجذ القلبي :

إن أكثر الأشخاص المستفيدين من العلاج بالجذ القلبي هم مرضى إضطراب نظم القلب ومرضى الرجفان الأذيني الذين لم يتم شفائهم من خلال العلاج بالأدوية ، أو لكمن يعانون من مضاعفات مرضية خطيرة الناتجة عن إضطراب نظم القلب .

كيف يتم الجذ القلبي :

بعد أن يقرر طبيب القلب المتخصص أن يقوم بإجراء جذآ قلبيآ للمريض المصاب بمرض من أمراض نظم القلب ، وعند بدء إجراء الجذ القلبي يتم إعطاء المريض دواء مهديء للأعصاب ولا يحتاج لمخدر سواء كان مخدر موضعي أو كلي ، فيكتفي الطبيب بالمهديء فقط .

وتبدأ العملية من خلال استخدام القسطرة التي يتم إدخالها عن طريق الرقبة أو أي من الذراعين ، ويتم أثناء إدخال القسطرة تصوير ما يحدث داخل القلب عن طريق الأشعة السينية المزودة بجهاز كمبيوتر يسجل ما يحدث ، ثم يبدأ الطبيب بإصلاح الخلل القلبي الموجود عن طريق القسطرة .

ويقول الأطباء أن عملية الجذ القلبي هي أفضل طرق العلاج التي بدأ يتم الإعتماد عليها في الفترة الأخيرة ، حيث أنه لا يتسبب في مضاعفات خطيرة للقلب ن كما ان نسبة المضاعفات التي قد تحدث نتيجة القسطرة هي نسبة ضئيلة ، مقارنة بمضاعفات طرق العلاج الأخرى .

وتعد عيوب الجذ القلبي هي أنه قد يسبب نزيفآ بالقلب بعد إنتهاء العملية ، كما قد يتسبب في تكون مياه زائدة حول القلب وهو أمرآ خطير يشكل ضرر بالغ على صحة القلب ، كما يتسبب الجذ القلبي في بعض الجلطات القلبية ، لكن ما تزال هذه العيوب غير واردة الحدوث بنسبة كبيرة .

وينصح الاطباء مرضاهم بعد عمل الجذ القلبي بالراحة التامة وألا يعود المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي إلا بعد أن يفحصه الطبيب ويتأكد من أن القلب أصبح متعاف من مرضه .