تعرف على كهف موفيل السري حيث تعيش أغرب المخلوقات
يوجد كهف موفيل تحت الأرض في جنوب شرق رومانيا قرب البحر الأسود، و بقي هذا الكهف معزولا عن العالم الخارجي نحو 5.5 مليون سنة. و رغم عدم وصول أشعة الشمس إليه إلا انه تعيش فيه العديد من المخلوقات التي لا تتوقف عن التطور داخل هذا الكهف. إن غياب أشعة الشمس سبب في خلق أجواء سامة و غير صحية تشبه رائحة البيض الفاسد، لكن الغريب بالنسبة للعلماء أن هذه الظروف أدت إلى تواجد مخلوقات غريبة لم يشاهد الإنسان مثيلها من قبل. ففي الكهف تعيش أنواع غريبة من العقارب و العناكب و قمل الخشب و مئويات الأقدام كذلك.
اكتشاف الكهف بالصدفة
في سنة 1986 اكتشف عمال هذا الكهف عند طريق الصدفة عندما كانوا يقومون بفحص أرض قريبة من الكهف من أجل تحويلها على محطة كهرباء. و في إجراء احترازي قامت الحكومة الرومانسية لإغلاق المكان و منع دخول أي شخص ليس لديه تصريح بدخول المكان. أما من تمكنوا من رؤية داخل الكهف وما يحتويه فلم يتجاوزوا 100 شخص و هو رقم شبيه بعدد من زاروا القمر. و يمكن الوصول للكهف من خلال فتحة ضيقة ثم تسلق نفق حجري للأسفل في ظلام دامس و درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية تحت الصفر.
أجواء غريبة داخل الكهف
!
في سنة 2010 استطاع عالم الاحياء الدقيقة “ريتش بودن” أن يزور الكهف و وصف ارتفاع درجة حرارته و رطوبته و جوه المليء بالغازات السامة و انخفاض مستويات الأكسجين إلى 10 بالمائة فقط و هو أمر مخالف لكمية الأكسجين المتعارف عليها و التي تكو نفي حدود 20 بالمائة مما لا يسمح بالتنفس. اما إذا قضى الشخص من 5 إلى 6 ساعات داخله فمن الممكن أن يشكل ذلك خطرا على حياته، كالإصابة بالصداع كما أن المياه السامة ستؤذي الكلى.
على الرغم من كل الأجواء السامة إلا أن الحياة عامرة في الكهف
!
تعيش في هذا الكهف كل انواع الزواحف، و هناك العوالق التي تسبح في الماء و التي تعيش على اصطياد ديدان الأرض. أما القواقع و الروبيان فتتغذى على الحصيرة الميكروبية الطافية فوق سطح الماء. الغريب بالنسبة للعلماء ان هرغم هذه الاجواء السامة و السيئة للغاية إلا أن أشكال الحياة في الكهف متنوعة.
الحصيرة الميكروبية الطافية على سطح الماء مصدر التغذية لجميع أشكال الحياة داخل الكهف
لا تعيش في مياه الكهف أي أنواع التغذية أو صواعد و هوابط تنزل مواد مغذية من الأعلى، لكن الكائنات الموجودة فيه تحصل على الغذاء من الحصيرة الميكروبية العائمة التي تشبه شيئا ما نسيج الورق، و التي تحتوي على ملايين البكتيريا الذاتية التغذية و التي تقوم بإنتاج مركبات عضوية معقدة من اجل الحصول على الطاقة اللازمة للعيش. كما أن هناك نوع آخر من البكتيريا و التي تعيش في وجود غاز الميثان، حيث أنها تقوم بإنتاج مركبات أيضية من أجل تغذية أنواع أخرى من البكتيريا. كما أن البكتيريا التي تعيش في هذا الكهف لا تختلف عن أنواع أخرى من البكتيريا المعروفة للإنسان.
اختلاف طبيعة الكائنات الأخرى
و الأغرب أن باقي المخلوقات التي تعيش في الكهف مختلفة عن باقي الكائنات التي يعرفها الإنسان فأغلبها بدون عينين و تملك زوائد طويلة مثل قرون الاستشعار التي تساعدها معرفة طريقها. كما أن نقص الصبغة في الجسم أدى إلى شفافية هذه الكائنات. كما انه لا وجود للذباب حتى تتمكن العناكب من اصطياده بواسطة خيوطها و لكن قافزة الذنب هي فريستها. و يبلغ عدد أنواع الحيوانات المتواجدة في الكهف حوالي 48 نوعا، من بينها العوالق و العناكب و العقارب و حشرات أخرى. فيما اختلف العلماء حول نظريات نشوء الحياة داخل هذا الكهف.