ما هي رحلات “ماهان ” السرية ؟
بعد رفض ألماني و أوروبي لتطبيق العقوبات الأمريكية المفروضة على شركات الطيران الإيرانية، قررت صحيفة “بليد” الألمانية أن تفضح المستور، حيث نشرت أن إحدى شركات الطيران التي تعمل بانتظام إلى مدينتي ميونيخ و دوسلدورف الألمانيتين تقوم كذلك بنقل المقاتلين من إيران و العراق و لبنان ليقاتلوا في سوريا.
كيف تعمل طائرات إير ماهان ؟
و توضح الصحيفة أن شركة “ماهان إير” الخاصة التي يصل عدد طائراتها إلى 54 طائرة، و التي تعتبر أفضل شركة للحرس الثوري الإيراني، تقوم بنقل من خلال طائراتها منذ شهر أغسطس من السنة الماضية بشكل يومي الأسلحة و الذخيرة إلى الجهة الاخرى من العراق و لبنان و إيران إلى سوريا لتدعم بشار الأسد.
و أشار الخبير في شؤون الطيران “إيمانويل أوتولنغي” المنتمي لمنظمة “فاوندشن فور ديفنش أوف ديموكراسيس” الأمريكية أن طائرات ماهان إير تعدم من أهم ركائز الحفاظ على نظام الأسد في سوريا. و في نفس الوقت تقوم الشركة برحلات إلى المدن الأوروبية من بينها رحلتان في الأسبوع من مطار الإمام الخميني في طهران إلى ميونيخ و دوسلدورف و هي رحلات لنقل المسافرين في طائراتها الأوروبية الصنع.
رحلات سرية
و بطبيعة الحال فإن الرحلات السرية التي تقوم بها لفائدة نظام الأسد لا تظهر في خارطة وجهات الشركة، فالخريطة توضح الوجهات الحالية باللون الأخضر و الصفراء تدل على الرحلات المخطط لها بينما الوردية هي الرحلات الموسمية. و وفق الخارطة فإنه رغم كون الشركة تقوم برحلات كثيرة إلى الشرق الأوسط و أوروبا إلا أنها لا تذكر أنها تنظم رحلة ولا واحدة إلى سوريا بشكل رسمي.
في المقابل استطاع موقع Flightradar24 أن يسمح بتعقب الرحلات التي تقوم بها هذه الطائرات و التي شغلت الجهاز المرسل المجيب فيها و أوضح معلومات مغايرة عن رحلات الشركة المعلنة. حيث أن هذا الجهاز يتوجب أن يكون مشغلا في كل الرحلات المدنية على الطائرات ، ليتمكن المراقبون الجويون من متابعتها و تجنب وقوع إصطدامات بين الطائرات.
توثيق المعلومات
و يظهر الموقع أن شركة الطيران تقوم برحلات سرية كثيرة بين إيران و سوريا أي بشكل يومي، فيما يقوم الخبير إيمانويل أوتولنغي بمراقبة رحلات الشركة و ينشر نتائج البحث في حسابه على موقع تويتر. و لا تكتفي رحلات “ماهان إير” على دمشق فقط انطلاقا من طهران و إنما تتوجه كذلك إلى عبدان كما توثق معلومات الموقع في العاشر من شهر مايو الحالي. و تعتبر عبدان مركزا مهما فإضافة إلى وجود قاعدة جوية مهمة هناك، فإنها لا تبعد عن مدينة بصرى العراقية سوى بضع كيلومترات قليلة التي تعتبر معقلا أساسيا لجماعة “حزب الله” العراقية. و يذكر أن هذه الجماعة تقاتل في مدينة حلب بزعامة إيرانية.
رحلات سرية محفوفة بالخطورة
تقول الصحيفة كذلك أن طياري الرحلات السرية وجهت لهم تعليمات على الأرجح بإغلاق جهاز التعقب و تشغيله في الأماكن التي لا يسبب ظهورهم فيها أي مشكل لهم، الشيء الذي ربما يعرضهم للخطر الكبير، فعندما تكون أجهزة التعقب مغلقة لا يمكن للمراقبين الجويين مشاهدة الطائرة و بالتالي إمكانية وقوع حوادث خطيرة في اصطدام الطائرات .
و في 9 ديسمبر الماضي كانت طائرة من طراز ” ماهان W51161″ متوجهة بشكل رسمي من العاصمة اللبنانية بيروت إلى طهران الإيرانية، و على ارتفاع 10 كيلومترات قررت الطيار تغيير وجهته إلى حلب، ثم اختفت الطائرة من الرادار بعدها، لأن الطيار أطفأ جهاز التعقب رغم تأخره قليلا على ما يبدو لذلك سجل الموقع أول الدقائق من تغيير المسار، علما أن بيروت تعتبر من معاقل حزب الله المصنف منظمة إرهابية.