“كايت برانن” اكتشفت أسرار والدتها في عيد الأم بعد وفاتها

في يوم العيد الأم الذي تحتف به أغلب الدول الأجنبية، كانت كايت وحيدة فقد توفيت والدتها في سنة 2014. لكنها تركت خلفها الكثير لتتذكرها من خلاله. فمحتويات الكمبيوتر المحمول الذي يعود لأمها كان بمثابة الدرب التفصيلي لها لمصالح و آمال و خطط والدتها المستقبلية التي لم تتحقق. هكذا وصفت كايت برانن لصحيفة الغارديان قصة حياة والدتها التي اكتشفتها بالتزامن مع الاحتفال بعيد الأم في العديد من الدول العالمية.


آخر الأغراض الشخصية


و في التفاصيل تقول كايت أن والدتها توفيت سنة 2014 بعد أقل من 8 أشهر على اكتشافها إصابتها بسرطان البنكرياس، و كالعادة توجهت كايت و والدها إلى خزانة ملابس والدتها لتحدد ما يجب أن تحتفظ به من ممتلكات الإنسانة التي تحبها  كقطعها المفضلة، و سترتها الأرجوانية التي مازالت تحمل رائحتها، و بعض البنود و المجوهرات و الأوشحة. و بعد مرور بضعة أشهر عندما احتاجت كايت لحاسب محمول جديد قدم لها والدها حاسوب والدتها الخاص. كان الحاسوب مليئا بالصور التي شملت الرحلات و مشروع أطروحتها و ألبومات فان موريسون. حيث كان نشاطها على الحاسوب الخاصة بها مثل الدرب التفصيلي لحياتها كاملة.


أسرار حاسوبها الشخصي


وجدت كايت كذلك أوراق ملاحظات تحتوي على مقالات تريد إعادة قراءتها و المعارض و المتاحف و الفنادق التي ترغب في زيارتها.  و في كتابها استنتجت ما كان يريده والداها لها في حياتها و الأماكن التي كانوا يريدونها أن تذهب لها و أفكار لاكتشافها. و كان كل الملاحظات عبارة عن اختصار لفترة من حياتها و رحلتها إلى لندن و صور زواج ابنتها. و في النهاية وجدت فيديو لخطاب القديس الاسكافي هنري الخامس الذي كان قد أرسله أخوها عندما دخل السرطان لحياتها من أجل الاستعداد لمعركة العلاج و تقبل المرض.

و استرجعت شجاعة والدتها في فيديو لخطاب ميل غيبسون عن الحرية و القلب الشجاع. و كان تتبع خطى والدتها على الانترنت تماما كعبور حقل مليء بالألغام الأرضية. دون إنذار مسبق، حيث أيقظ فيها من جديد الحزن و الأسى، لأن معركة استكشاف مرض السرطان كان بالنسبة لها أكثر إيلاما من العلاج نفسه و كانت آمالها و خططها واضحة جدا.


يوم الوفاة


هكذا كانت والدة برانن مكافحة و كانت تتمنى أن تكون ناجحة و لكنها توفيت في 15 كانون الأول سنة 2014، أي بعد معرفتها بالمرض بثمان أشهر. و وصفت الأيام الأخيرة في حياة والدتها أي في أوائل كانون الأول التي سبقت وفاة والدتها باردة و مظلمة و ملبدة بالغيوم السوداء. و بدأ الحزن و الخوف يلازم الأسرة و لكن اليوم الذي توفيت فيه كانت مختلفا، حيث تقول كابت أن أشعة الشمس كانت تتدفق من النوافذ و أن البساتين كانت بارزة و الفواكه الوردية تصطف قرب النافذة.


ذكريات ماضية


جلست كايت حينها تتذكر ما أخبرتها والدتها عن يوم ولادتها عندما كان المستشفى مشغولا في ذلك الصباح من شهر آب بعد ولادتها مباشرة، و بقيت كايت و أمها لوحدهما في الغرفة. فرحت كايت لأنها بقيت مع والدتها فقط، و لكنها كانت هي نفس الحال في يوم وفاتها فقد بقيت كايت لوحدها مع والدتها. كانت تمسك يد والدتها و تشاهدها و هي تتنفس بصعوبة، كانت تنظر لوجهها و لا تفكر إلا كيف يمكنها النوم على صدر والدتها لتشعر بالدفء و الأمان بين يديها. و بعد ظهر ذلك اليوم لفظت الأم أنفاسها الأخيرة و تركت الأسرة تبكي قرب سريرها. أضافت كايت اسم 99 مطعما في بروكلين و أماكن لتعلم دروس الرقص و كانت 25 يوم عطلة نهاية الأسبوع قررت قضائها في مدينة نيويورك.