مخاطر ضيق التنفس أثناء الحمل
عند الحمل وخصوصا خلال الأشهر الثلاثة الأولى ، تعاني الأم الحامل من زيادة الضيق في التنفس مع توسع الرحم، مما يحد من قدرة الرئتين على العمل بالكفاءة المعتادة والمطلوبة. أيضا تعمل هرمونات الحمل على تنشيط وزيادة التنفس للمساعدة في تعويض هذا النفس المحدود داخل البطن مما يدفع الرئتين على زيادة التنفس للتأكد من أن هناك ما يكفي من الأوكسجين للأم وطفلها داخل الجسم . وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على الطرق التي تمكنك من زيادة سعة التنفس و رفع كفاءته ، بالإضافة لكيفية التعامل مع الضيق في التنفس أثناء الحمل وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة الشائعة والنصائح المهمة ، تابعي القراءة.
هل من الطبيعي أن تواجهين ضيق في التنفس أثناء الحمل؟
من الطبيعي أن تواجهين ضيق في التنفس وخاصة في الثلث الأخير، وهذا يمكن أيضا أن يحدث مع بعض النساء في وقت مبكر من الحمل. ومع ذلك، فأنت في المرحلة المبكرة من الحمل تكونين أكثر احتياجاً لمزيد من التنفس للتغلب على ضيق التنفس الذي يحدث معك. ويجب أن تعلمي بأن ضيق التنفس الذي تعانين منه هو نتيجة للتغيرات التي تحدث لجسمك أثناء الحمل.
ففي الثلث الأول من الحمل، يصبح القفص الصدري أوسع حتى يعطي لرئتيك مزيداً من القدرة على التنفس والعمل بشكل جيد. يمكن أن يكون البروجسترون مسؤولاً أيضا لأنه يساعد الجسم على التكيف مع طريقة جديدة لامتصاص الأكسجين في مجرى الدم وذلك عن طريق الرئتين. ونتيجة كل هذه التغييرات، يصبح الجسم أكثر حساسية لثاني أكسيد الكربون الذي يخرج مع الزفير. حدوث التغييرات شيء جيد لأنها تدل على أن الجسد يعمل على معالجة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بشكل أفضل، وكل تلك التغيرات في الجسم مع رفع قدرة الرئتين في العمل هي السبب في الشعور بأنك تلهثين. وبعض النساء أكثر وعيا بهذه التغييرات من الآخريات، وبالتالي يقمن بالتنفس بشكل أكبر.كذلك في الثلث الأخير من الحمل، يزداد حجم الطفل ويصبح كبيراً، لذلك يمكنك المساهمة في التنفس في هذه المرحلة ، ذلك أن الرحم يدفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى الأمر الذي يضع ضغطا على الرئتين مما يؤدي إلى الضيق في التنفس.
إلى متى يستمر ضيق التنفس أثناء فترة الحمل ؟
للأمهات لأول مرة، فإن الطفل ينخفض عادة في الحوض في حوالي 36 أسبوعا وهذا هوما يجعل ضيق التنفس أقل حدة حيث يرتخى الحجاب الحاجز قليلاً .وبطبيعة الحال، فإن مستويات هرمون البروجسترون بك تنخفض بعد نزول الطفل إلى أسفل الحوض قبل الولادة وهذا يخفف على الفور من الضغط على الرحم والحجاب الحاجز. لذا يمكننا القول بأنك قد تستغرقين بضعة أشهر قبل أن يعود نظام التنفس الخاص بك مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي. من المهم أن تكونين على بينة بطبيعة جسمك، وإذا كنت لا تزالين تعانين من ضيق التنفس يمكنك الآن ممارسة الرياضة والتمتع ببعض التمارين الخفيفة ؛ ذلك نظراً لأن عدم رشاقتك قد تزيد من معدلات التنفس الخاص بك مما يجعل التدريبات الخفيفة مهمة جداً بالنسبة لك. لذا يجب أن تكونين قادرة على ممارسة الرياضة خاصة إذا كنت تعانين من إجراء محادثة دون الحاجة إلى اللهاث واحتياج لمزيد من التنفس.أيضاً يحتاج الطفل الحصول على ما يكفي من الأوكسجين ويمكنك القيام بذلك عند الذهاب في نزهة قصيرة واستنشاق بعض الهواء مع تقليل المجهود المبذول في العمل إذا كنت تعملين.
كيفية تخفيف الضيق في التنفس أثناء الحمل ، بعض التدابير الوقائية ووصفها
الجلوس والنوم في الوضع الصحيح
هذا الأمر يعطي رئتيك مساحة كافية للتوسع عن طريق الجلوس بشكل مستقيم مع فرد الكتفين إلى الوراء. وعند النوم، يمكنك دعم الجسم صعودا مع بعض الوسائد لبعض الراحة.
ممارسة اليوغا
ممارسة
اليوغا
يمكن أن تساعدك على تعلم السيطرة على تنفسك. قد ترغبين في إجراء تمارين خفيفة مثل
السباحة
والمشي لأنها تزيد قدرتك على الاستراحة بشكل أعمق والحفاظ على مستويات اللياقة البدنية الخاصة بك أيضا.
ممارسة تمارين التنفس
يمكن أن تساعدك ممارسة تمارين التنفس ، حيث يمكنك أن تفعلينها لمدة 10 دقائق كل يوم. حيث تساعد هذه تمارين التنفس تضخيم قدرات رئتيك ويمكنك القيام بتمارين التنفس حتى بعد الولادة للمساعدة في تخفيف الضغط عن رئتيك ومساعدتها على العودة إلى وضعها الطبيعي.
محاولة هذه الطريقة في التنفس
يمكنك أيضا تخفيف الضغط الدائم عن الحجاب الحاجز وتعزيز التنفس بشكل أفضل. وذلك من خلال الاستنشاق بعمق مع رفع ذراعيك إلى أعلى ثم إلى الجانبين مع الزفير ببطء حتى يصل ذراعيك إلى الأسفل. تذكري أيضاً رفع وخفض رأسك أثناء التنفس. كما يمكنك وضع يديك على القفص الصدري لضمان أنك تخرجين هواء التنفس من صدرك وليس من البطن، وتتحتاج أضلاعك لطرد ثانى أكسيد الكربون عند الاستنشاق ومن المستحسن أن تركزين على تأثير التنفس العميق بحيث يمكنك ممارسة ذلك كلما شعرت بضيق في التنفس.
كيفية منع الضيق في التنفس أثناء الحمل ، بعض التدابير الوقائية ووصفها
تناول الطعام الصحي
يمكن لتناول الطعام الصحي منع الضيق في التنفس ؛ ذلك أن اتباع نظام غذائي صحي يعزز من حصولك على الوزن الصحي، وهذا يجعل التنفس عموما سهلاً بالنسبة لك. وأيضاً تجنبي الأطعمة غير الصحية مع ارتفاع نسبة السكر والملح والدهون.
البقاء رطبة
شرب كمية كافية من الماء وتجنب المشروبات التي تجعلك تتبولين كثيرا مثل الشاي والقهوة والكحول أو الصودا. ذلك أن المشروبات والوصفات المدرة للبول يمكنها أن تذوى الجسم. كذلك فالتانين (جمع تنوة) الموجودة في الشاي والقهوة أيضا يمنع امتصاص الحديد.
تناول الأطعمة الغنية بالحديد
تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضار الورقية الخضراء، واللحوم الحمراء وثمار التوت الداكنة. تساعد الجسم على امتصاص الحديد وأيضا زيادة كمية فيتامين C في الجسم .
استهلكي الفاصوليا السوداء مع الحذر
في حين الفاصوليا هي مصدر كبير للبروتين، فإنها تحتاج إلى أن تستهلك في الاعتدال. فتناول الفاصوليا كثيرا خاصة الداكنة منها قد تردع فعالية الجسم في امتصاص الحديد.
تجنب المهام الشاقة
لا ترهقي نفسك ، تعلمي طلب المساعدة عند الحاجة إلى رفع الأشياء الثقيلة مثل أكياس البقالة والأثاث الثقيل ، كذلك يمكنك أيضا التحدث مع مديرك لتخفيف كم المهام الشاقة في العمل.
متى يجب عليك أن تشعرين بالقلق ؟
في حين يعتبر ضيق التنفس أمراً طبيعياً خلال فترة الحمل، إلا أنك قد تحتاجين إلى التماس العناية الطبية على الفور إذا كنت تواجهين أي من الأعراض التالية: الخفقان أو دقات القلب المتلاحقة ، أو ضيق شديد في التنفس أو الضعف بعد النشاط المفاجئ مع صعوبة في التنفس عند الاستلقاء أو حدوث آلام الصدر خاصة عند ممارسة العمل ؛ ذلك أن التعب وضيق التنفس قد يكون علامة على انخفاض مستويات الحديد أو فقر الدم. تحتاج النساء الحوامل والمصابات بفقر الدم ما يكفي من الأوكسجينالذي يكفيها وطفلها أيضاً من أجل نموه بصورة صحية ، كذلك إذا كنت مصابة بالربو قد ترغبين في التحدث مع طبيبك حول المخاطر التي قد تواجهينها أنت وطفلك خلال فترة الحمل ( راجعي مقالنا عن مخاطر الربو أثناء الحمل) عادة إذا تركت الحالة بدون سيطرة مناسبة قد تتفاقم إلى حالة أكبر من الحل بالأدوية والمساعدات الطبية العادية .