تعرف على ولاية هيما العُمانية.. و الحياة البرية بها
تتنوع الولايات العُمانية ولكل ولاية ما يميزها عن غيرها فمن أشهر الولايات العُمانية ولاية هيما تكتسب هذه الولاية شهرتها كونها تحتوي على أكبر محمية للمها العربية و سوف تطلعك السطور التالية لهذه المقالة حول أهم ما يميز ولاية هيما.
أولاً موقع ولاية هيما ..
تملك ولاية المها موقعاً فريداً فهي تقع بقلب الصحراء تحدها الولايات و المحافظات العُمانية من مختلف جهاتها فمن ناحية الجنوب تجاورها محافظة ظفار ،و من ناحية الشمال المنطقة الداخلية ،و بالتحديد ولاية أدم ،و من الشرق صحراء الربع الخالي ،و أخيراً من الغرب بحر العرب ،و تعرف ولاية هيما أنها ولاية مترامية الأطراف ،و بقربها من الولايات العُمانية فهي تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 540 كيلو متر ،و تبعد عن كل من ولايتي ظفار ،و ولاية صلالة حوالي 500 كيلو متر .
سكان ولاية هيما و الصناعات التي تشتهر بها ..
أكثر سكان هذه الولاية من الحراسيس ،و تنفرد هيما بوجود عدد مميز من الفنون ،و الصناعات التقليدية من بينهم صناعة الغزل ،و النسيج ،و صناعة الخوصيات ،و صناعة الجلديات الطبيعية ،و اشتهر أهل هذه الولاية ببعض الحرف التقليدية من بينها تربية الحيوانات ،و رعي الإبل ،و الغنم .. و عُرف عن سكان هيما انشغالهم بالطب ،و البيطرة الشعبية ،و ذلك لأن صحراء هيما تزخر بنابات عشوائية تساعدهم على استخلاص الأدوية ،و من أهم ألوان الفن التقليدي لأهل هيما الرزحة ،و العازي ،و التغرود .
شهرة ولاية هيما ..
هيما واحدة من أهم ولايات المنطقة الوسطى بالسلطنة و تشتهر بتربته الإبل و الأغنام و وجود أكبر محمية للمها العربية على مستوى العالم بها ،و محمية المها العربية … تعد هذه المحمية خير دليل على مجهودات السلطان قابوس العظيمة ،و من جمال المحمية أدرجتها منظمة اليونسكو لقائمة ممتلكات التراث العالمي ،و تعتبر هذه المنطقة مزاراً سياحياً طبيعياً لكل من يهتم بأمور بالحيوانات البرية .
ولاية هيما وقصة تسميتها ..
تقول أحد الأساطير التاريخية التي حكى عنها واحداً من أهل البادية أن هيما يعود اسمها دار بين البدوي ومخاطر الصحراء فقديماً الهيماء أو المعبر هي المنطقة التي لا تمد للحياة بصلة فلا يوجد فرصة لمن يسكنها للظل أو للقضاء أو لتناول و تسوية الطعام و ليس فقط ذلك الحال على الإنسان حتى الإبل أيضاً كانوا لا يجدون الماء ،و في أحد الأيام اشتهر أحد سكان الولاية بين سكان المناطق المجاورة بناقة سريعة قوية كان الجميع يحاول أن يسرقها فكانت هذه الناقة سبباً لجلب الكثير من المتاعب لهذا الرجل و في يوم هجم عليه ستة من المهاجمين ليسرقوا منه الناقة و لكن هذا الرجل العُماني الشجاع أنقذ نفسه وناقته منهم و توج التاريخ حكاية هذا الرجل لأنه تمسك بحقه و مرت الأيام و جاء عدد من الخبراء الأجانب تحديداً في الخمسينات و اتخذوا من منطقة الدقم معسكراً لهم و قابلهم أحد المسئولين عن المنطقة في هذا الوقت وطلب الخبراء منه أن يخصص لهم شخصاً يطلعهم على تاريخ المنطقة و اصطحب الخبراء هذا الشخص وصولاً إلى مركز الولاية الحالي وهناك قام الخبراء بممارسة أعمالهم المسحية وهناك قص الشخص الذي رافقهم حكاية البدوي الذي دافع عن حقه ونجاحه في حماية ناقته وسأل الخبراء البدوي عن اسم المنطقة فأجاب أن اسمها إهجمت ،و وضح البدوي أن هذا الأسم نسبةً للوقعة التي دارت بين صاحب الناقة ،و المسلحين ويعني مركز الهجوم ،و لعادة أهل البدو أن ينطقوا الجيم ياء سمعها الأجانب إهيمت ،و نصت الخبراء للإسم جيداً و أعجبوا به و قالوا سنطلق عليها همياء و تحور اللفظ بعد ذلك و أصبح هيما .
السياحة في ولاية هيما …
تزخر هيما بمعالم سياحة جعلت لها رونقاً مميزاً تتنوع ما بين كهوف ،و محميات ،و من أشهر كهوف الولاية كهف الراكي .. يقع هذا الكهف من الجهة الشمالية الشرقية لجعلوني ،و كهف المسك و نظامه المائي المميز فالمياه تسقط عليه في شكل قطرات دون أن تراها على سطحه ،و كهف وادي صراف يتخذ موقعاً فريداً بمنحدر أسفل سطح الأرض تصل إليه من خلال فتحة تتصل بممر مائل وأيضاً كهف قطار ،و لكن مياه هذا الكهف بالإضافة لمياة كهف الراكي لا تصلح للشرب … ،و من أبرز المعالم الطبيعية بهذه الولاية الثلاث عيون الأولى هي بوي الحوجاء ،و الثانية الأصلع ،و الثالثة هي قرن عانوز .
خدمات حكومية بولاية هيما ..
.
شهدت هذه الولاية نهضةً عظيمةً فقد وصل بها عدد المدارس حتى الآن لثلاثة مدارس للمراحل التعليمية الثلاثة ،و مستشفى مجهز على أعلى مستوى بالإضافة لعدد من المكاتب الحكومية التي تحرص على حماية ،و خدمة أهل الولاية .