“هارييت توبمان” أول امرأة ستطبع صورتها على أوراق نقدية أمريكية
من المنتظر أن تقوم وزارة الخزانة الأمريكية بإصدار أوراق نقدية جديدة، من صنف عشرين دولارا و تظهر عليها صورة الناشطة السمراء البشرة “هارييت تابمان” التي تعتبر ضحية للاستعباد، فتكون بذلك أول امرأة تطبع صورتها على الأوراق النقدية للعملة الأمريكية.
هل يؤيد الأمريكيون هذه الخطوة ؟
إنها ليست المرأة الأولى التي تطبع صورتها الشخصية فقط و غنما أول شخصية سمراء البشرة توضع صورتها على أوراق مالية في الولايات المتحدة الأمريكية. و كان قد أعلن وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو أن الورقة النقدية التي ستصدر قريبا ستحمل صورة هارييت توبمان، لينهي بذلك حالة من الانتظار التي عرفتها أمريكا منذ حوالي عام.
و نشرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية “هيلاري كلينتون” على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن هارييت توبمان كانت امرأة و قائدة و محاربة في سبيل الحرية، و أنها لا يمكنها أن تتخيل اختيار أفضل من هارييت توبمان ليكون على الأوراق النقدية من فئة 20 دولار الأمريكي.
امرأة أخرى على الورقة النقدية ؟
في شهر حزيران من سنة 2015 أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها تعتزم أن تستبدل صورة أول وزير خزانة في الولايات المتحدة الأمريكية “ألكسندر هاملتون” الذي توفي سنة 1795 المطبوعة على الأوراق النقدية من صنف 10 دولارات بأخرى لامرأة لم يتم تحديد هويتها في ذلك الوقت. إلا أن المشروع أثار جدلا كبيرا بين محبي هاملتون عراب الدستور الأمريكي و طالبوا هؤلاء بالتخلي بدل منها على الصورة المطبوعة على الأوراق من صنف 20 دولار التي هي للرئيس الأمريكي السابع “أندرو جاكسون” الذي تعتبر شعبيته أقل بكثير.
استطلاع لتحديد الصورة
أصدرت الإدارة الأمريكية عندها استطلاعا للرأي على نطاق واسع لمعرفة المرأة التي يجب اختيارها لوضع صورتها على العملة النقدية الأمريكية لأول مرة منذ مئة سنة. و صرح ليو بأنه تلقى العديد من الردود في هذه الاستطلاعات، و من بين الشخصيات التي تم اختيارها من طرف الأمريكيين بشكل كبير هي زوجة الرئيس الأمريكي سابقا فرانكلين روزفلت “اليانور” التي كانت تشتهر بنفوذ كبير في الساحة السياسية الأمريكية، و كذلك الناشطة ضد التمييز العرقي روزا باركس. لكن لن يكون من الممكن أن تطبع الأوراق النقدية الجديدة قبل سنة 2030، حسب وسائل الإعلامية الأمريكية كثيرة.
من هي هارييت توبمان ؟
ولدت هارييت توبمان في سنة 1820 و توفيت في مارس سنة 1913. كانت ناشطة في مجال محاربة العبودية و مدافعة عن حقوق الإنسان كما عملت كجاسوسة لفائدة الإتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. عملت هارييت على إنجاز 13 مهمة بعد ان هربت من العبودية التي ولدت فيها، من اجل إنقاذ أكثر من سبعين مواطنا من العبودية و ذلك من خلال مساعدة شبكة من الناشطين في محاربة الرق مستعملة بيوت آمنة و كيفية سرية تسمى “نفق سكة الحديد”.
بعد الحرب ناضلت توبمان طويلة من أجل حق المرأة في التصويت. و تعرضت في طفولتها للضرب من طرف الكثير من أسيادها في مقاطعة دور شيستر، ماريلاند. و من بين هذه الحوادث تعرضت لجرح كبير في رأسها عندما ضربها مراقب غائب بمعدن ثقيل ألقاه في اتجاهها عندما أراد أن يضرب عبدا آخر. بعد الإصابة تعرضت توبمان إلى الصداع و نوبات من التخيلات و الرؤى، و حالات من فرط النوم التي أصابتها طول حياتها و كانت تصف الأحلام على انها إلهام من الخالق. فرت توبمان سنة 1849 إلى فيلادلفيا لكنها عادت بسرعة على ماريلاند لتنقذ أسرتها. و فعلا قامت بإخراج عائلتها من الولاية عن طريق مجموعات، و منحت العشرات من العبيد الحرية.