البلاذري .. شيخ النسابين والمؤرخين
أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري هو كاتب، و أديب و شاعر، و عرف بعدة ألقاب منها (أبو الحسن – أبو بكر – أبو جعفر ) و قد نشأ البلاذري في بغداد ، و يعتبر البلاذري من أشهر أعلام المدرسة التاريخية التي عرفت و ازدهرت بشكل كبير جدا في القرن الثالث الهجري ، كان البلاذري يهتم بشكل كبير جدا بالعلم والأدب والمعرفة و كان يطوف البلدان و يسافر في مختلف أنحاء المعمورة من أجل البحث و الدراسة و التنقيب عن المعلومات لذا يعتبر البلاذري من أهم المؤرخين المسلمين بعد الطبري و ذلك من حيث كم المعلومات التي جمعها ومن حيث طول الفترات التاريخية التي غطاها .
نسبه ونشأته
:
البلاذري من مواليد مدينة بغداد ، و أستطاع البلاذري أن يقضي معظم حياته في العراق ، و قد قال عنه الكثير من المؤرخين أنه فارسي الأصل لكن في الحقيقة لا يوجد دليل على ذلك ، و قد نشأ البلاذري في عائلة تعتبر من صنعة الكتابة لذا تعلم منهم الصناعة و أستطاع البلاذري أن يتقرب من الخلفاء العباسيين و منهم المتوكل والمستعين والمعتز، وكانت بغداد في هذا العصر منبرا من منابر العلم والمعرفة ، يتردد إليها طلاب العلم من كل أرجاءالعالم ،و يستقر فيها أفقه العلماء والشعراء والأدباء والفقهاء، و أستطاع البلاذري أن يتلقى العلم على أيدي مجموعة كبيرة من العلماء و المؤرخين .
تلاميذ البلاذري :
تتلمذ على أيدي البلاذري عدد كبير من العلماء و الفقهاء و الشعراء و الأدباء منهم :
- عبد الله ابن الخليفة المعتز الشاعر والكاتب والمترجم (عن الفارسية)
- محمد بن إسحاق النديم مصنف كتاب الفهرست
- جعفر بن قدامة صاحب كتاب الخراج
- يعقوب بن نعيم – عبد الله بن سعد الوراق -محمد بن خلف – وكيع القاضي
- كما روى عنه : يحيى بن النديم – أحمد بن عبد الله بن عمار- أبو يوسف – يعقوب بن نعيم قرقارة الأزني
رحلات البلاذري
:
بعد أن تعلم البلاذري على أيدي أكبر العلماء في بغداد ، قرر القيام برحلة إلى بلاد الشرق من أجل طلب العلم و زيادة علمه وثقافته ، و انطلق برحلتة مغادرا بغداد منطلق إلى حلب، و دمشق، و حمص، و العراق، و منبج، و أنطاكية والثغور و أستطاع أن يطوف جميع المدن التي تقع شمال الشام، ثم تحوّل منها إلى بلاد ما بين النهرين ، و في الحقيقة أن رحلة البلاذري تعتبر من أكبر الإنجازات التي أستطاع أن يحققها البلاذري في حياته الأدبية والعلمية وهي تعتبر من أكبر أسباب نبوغه في العلم .
قربه من الخلفاء العباسيين
:
البلاذري كان يتميز بقربه من الخلفاء العباسيين و علاقاته القوية معهم منهم على سبيل المثال : المأمون والمتوكل والمستعين و عبد الله بن المعتز ، و قد مدح البلاذري الخليفة المأمون بمدائح ، و الجدير بالذكر أن البلاذري رغم علاقاته القوية ببعض خلفاء الدولة العباسية و على الرغم من أنه استفاد كثيرا من خيراتهم، ألا أنه كان يحرص دائما على إظهار الحقائق في مؤلفاته دون أن يلجأ إلى النفاق كغيره .
كتب البلاذري ومصنفاته
:
البلاذري له الكثير من المؤلفات القيمة منها:
- فتوح البلدان الكبير أو ” كتاب البلدان الكبير” وهو لم يتم كتابته.
- فتوح البلدان أو “كتاب البلدان الصغير” : أستطاع البلاذري من أن يسجل بهذا الكتاب قصة فتح كل بلد ، مع كتابة معلومات مهمة تخص الحياة الاقتصادية والإدارية والثقافية.
- أنساب الأشراف :و يعرف ب ” الأخبار والأنساب ” :وهو موسوعة كبيرة جدا تتكون من أكثر من مجلد و معظم رواياته في إطار الأنساب .
- عهد أردشير : حيث قام البلاذري بترجمته عن اللغة الفارسية و لم يكتفي بذلك بل قام بصياغته شعرا رقيقا .
- في الرد علي الشعوبية
- كتاب جامع : حيث أكد بعض المؤرخين أن البلاذري قام بوضع كتاب جامع يتكون من أربعين مجلدا قبيل وفاته .
وفاة البلاذري
:
توفي البلاذري عام 279هجريا / 892ميلاديا ، و قد ترك لنا ثورة من المؤلفات التاريخية القيمة يستفاد منها أجبال من بعده .