تقرير عن فقدان الذاكرة أثناء الحمل

تشير العديد من التقارير إلى أن النساء أكثر تعرضاً للنسيان مع تقدم الحمل وتشير البحوث الحديثة إلى أن السبب في ذلك قد يعود إلى ارتفاع مستوى الهرمونات والذى يؤثر على عمل الدماغ والذاكرة . فإذا كنتِ قد بدأتِ فى خوض تلك التجربة فلا داع للقلق فهذا أمرُ تعاني منه العديد من النساء الحوامل .

وتقول معظم النساء أنهن يعانين من ضعف الذاكرة الشديد خلال فترة الحمل ، مثل نسيان المفاتيح في أماكن وعدم تذكرها ، وأرقام الهواتف وشراء بعض الأشياء دون تذكر الأمر ككل لماذا تشتريها أو ممن ، وهذا قد يدفع السيدة الحامل لقضاء المزيد من الوقت داخل السوبر ماركت دون تذكر سبب التواجد به في كثير من الأحيان .

وتقترح دراسة حديثة أن الذاكرة يمكن أن تضعف إلى حد كبير لمدة تصل إلى سنة بعد عملية الولادة، وكذلك  يجب الإشارة إلى أن جميع جوانب الذاكرة لا تتأثر ، ولكن فقدان الذاكرة بشكل خاص يتعلق بأشياء معينة  كما ذكرنا أعلاه  ، أي المهام المتعلقة بالذاكرة المؤقتة أو الفورية بالمخ ويتزايد الأم مع تقدم الحمل وتعدد المهام التي يجب على الأم القيام بها .

وفي دراسة هي الأولى من نوعها أجرى كل من الدكتوره هنري وزميلها الدكتور بيتر ريندل، من الجامعة الكاثوليكية الأسترالية، تحليل نتائج 14 دراسة بحثية مختلفة نُفذت في جميع أنحاء العالم منذ عام 1990. قارنت هذه الدراسات أداء الذاكرة بين أكثر من 1000 النساء الحوامل والأمهات والإناث غير الحوامل.

ووجدت الدراسة أن النساء الحوامل يعانين من ضعف بالذاكرة ، وأن النسيان قد يستمر لمدة تصل إلى سنة بعد ولادة الطفل. وتعمل الذاكرة العادية بشكل جيد ، ولكن يختلف الأمر مع الحمل ويعترف بعض الأطباء ، أنه على الرغم من أنهم يعتقدون أن متلازمة ضعف الذاكرةأثناء الحمل موجودة بالتأكيد، فلا يمكن أن نؤكد أسباب حدوثها من الناحية الفسيولوجية ، ولدى الأطباء في هذا المجال بعض الشكوك  بأن نمط الحياة قد يكون عاملاً رئيساً ومهماً في حدوث الأمر، على سبيل المثال زيادة الاضطراب والتعب من الحمل، والانشغال وعدم وجود روتين ثابت لهذه الفترة ، وأضاف “هنري أن الحرمان من النوم أيضاً قد يكون عاملاً مهماً ومؤثراً على العملية الإدراكية خلال فترة الحمل وقد تكون الهرمونات عاملاً فاعلاً في حدوث الأمر أيضاً ، فقلة النوم ، والتعب يؤثران بالتأكيد الذاكرة والسلوك المعرفي.

الاقتراح هو أن أدمغة النساء تتغير خلال فترة الحمل بحيث تكون أكثر قدرة على التركيز على احتياجات الأطفال حديثي الولادة وبعد الولادة، ونتيجة لذلك تصبح أقل تركيزاً على الأمور الأخرى، وتؤكد الدكتورة لورا غلين، وهي طبيب نفساني في جامعة تشابمان، كاليفورنيا، أن هذه التغييرات قد تنجم عن تغيرات كبيرة في الهرمونات النسائية وكذلك حركات صغيرة من الجنين. وتتساءل بعض النساء فى قلق حول ما إذا كان باستطاعتهن استرجاع قوة الذاكرة والوظائف المعرفية للدماغ بعد مرور فترة الحمل والولادة ، وحول هذا الأمر يمكننا القول أن ليس كل النساء الحوامل تشهد هذا الانخفاض في الذاكرة. لكن بالنسبة لأولئك الذين لا يتصورن أن لديهن مشاكل في الذاكرة مع تقدم الحمل ، قد يساعد هذا الأطباء والعلماء على التأكيد بأن الأمر ينتهى بعد الولادة بفترة قصيرة .

وأجرى بعض الأطباء دراسة حول الذاكرة لبعض السيدات الحوامل وأخريات لسن حوامل ، مع قياس لمجموعة من الهرمونات الجنسية في النساء الحوامل وبمقارنة النتائج تأكد للأطباء بأن المرأة الحامل تعاني من ضعف الذاكرة المكانية خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل ، وكذلك السيدات اللاتى أنجبن أطفالاً منذ ثلاثة أشهر فقط . هذا بالإضافة إلى أن السيدات الحوامل كن أكثر مزاجية وقلقاً مقارنة بالسيدات غير الحوامل ، وأرجع العلماء بعض الأمور في هذه الحالة إلى أن ارتفاع مستويات الهرمونات الجنسية المنتشرة في أجساد النساء الحوامل يمكن أن يكون لها تأثيراً سلبياً على الخلايا العصبية في أجزاء من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة المكانية ، ولا سيما الحصين. كذلك تؤثر المنشطات الجنسية على الخلايا العصبية وتسبب لها آثاراً ضارة  ، والاحتمال الآخر هو أن الاكتئاب أثناءالحمل  يمكن أن يؤثر على ذاكرة الأم الحامل ، إلا أن احتمال الهرمونات هو الأكثر قبولاً نظراً لأنها تأخذ فترة حوالى 3 أشهر عقب الولادة حتى تعود إلى معدلاتها الطبيعية مرة أخرى وهي الفترة التي تحتاجها المرأة لاستعادة قوة الذاكرة والوظائف الإدراكية للدماغ كما كانت قبل الحمل




هام الاطلاع على :


اسباب لخبطة الهرمونات وطرق علاجها والوقاية منها