يعتبر فلويد مايوذر ملاكما أمريكيا محترفا و يصنف من بين فئة وزن خفيف المتوسط و هو من مواليد ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية، و تمكن هذا الملاكم من إحراز بطولة المجلس العالمي للملاكمة و بطولة الاتحاد الدولي للملاكمة، و قام بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، و في المقابل لم يهزم أبدا في أي نزال طيلة مسيرته الاحترافية إلى غاية اعتزاله السنة الماضية لذلك فهو يعد من أفضل الملاكمين في التاريخ و الأفضل في عهده.

ما الذي أثار غضب فلويد مايوذر ؟

بعد أن اعتزل فلويد ابتعد عن الملاكمة، لكنه دخل حلبة صراع من نوع آخر، مع أطراف جديدة كالمرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقرر أن يقوم بضربة جديدة لتترك أثرا كبيرا في نفس متلقيها. و المتلقي هذه المرة ليس ملاكما و إنما المرشح الرئاسي دونالد ترامب.

بعد تصريح ترامب العلني في أحد المؤتمرات الانتخابية أنه يكره المسلمين و يريد أن يطردهم خارج الولايات المتحدة الأمريكية كما أعلن أنه لا يرغب في استقبال أي مسلم في أمريكا، و أن الإسلام ليس إلا دين عنف و إرهاب، حسب تصريحه، إضافة إلى العديد من التصريحات الطائفية و المعادية للمسلمين التي لم تعجب فلويد، فقرر تلقينه درسا أمام أنصاره، لكونه ملاكم تعود على المنافسة بشكل علني وسط الجمهور، حتى لو كانت تشجع خصمه.

ما هي تفاصيل الواقعة في حملة ترامب؟

و خلال رالي قامت بتنظيمه حملة دونالد ترامب في يانجز تاون في ولاية أوهايو، كان ترامب على موعد مع ضربة فلويد، للرد على كلمات المرشح الرئاسي العنصرية و الطائفية، و على عكس الأفكار السائدة قام الملاكم المعروف بارتداء الحجاب، و تحرك بين حشود أنصار المرشح المعادي للإسلام بخطوات متثاقلة و ثابتة، و بدأ بالتحرك بجوارهم مرفقا خطواته بنظرات مباشرة للفت الأنظار إليه و استفزاز طائفيتهم غير أن أحد لم يستجب.

لم يكن يبدو الملاكم الأمريكي كامرأة، لأنهم فهموا أنها مجر محاول استفزاز من أنصار مرشح آخر أو احد الداعمين للمسلمين في أمريكا فتجاهلوه لكنه لم يتوقف عند ذلك الحد بل أشهر قبضته القاضية، موجها إياها أمام أعينهم خلال تحركه بين الحشود، فأثبت لهم بذلك أنهم ضعفاء غير قادرين على المواجهة، و انه يمكنه أن يتواجد بينهم و من حقه التعبير دون أن يمنعوه.

و بعد نحو 45 دقيقة اتجه إليه أحد المواطنين المناصرين لترامب و هو يرتدي قبعة رعاة بقر، و اقترب حتى أصبح في مواجهته تماما، لكنه اكتشف أنه ليس مواطن عادي بل الملاكم فلويد مايوذر، أشهر ملاكمي أمريكا، فتراجع راعي البقر بسرعة، فبدأ فلويد بإلقاء كلمة أمام الجموع صارخا في وجوههم انه مجرد سيدة مسلمة صغيرة و تسائل هل يستطيع أحد أن يوجه لكمة إليه لكن الصمت كان سائدا و لم يجب احد فعاد و سألم مجددا هل من احد يريد أن يضرب مسلما و طلب منهم المحاولة.

ما نهاية هذه المبادرة الداعمة للإسلام؟

بقي الصمت سيد الموقف و عم السكون في المكان بعد أن كانت الساحة تعج بالصخب و الهتاف من مؤيدي المرشح ترامب، في ذلك الوقت قام الملاكم الشهير بخلع حجابه و صاح بأن هذا ما كان يظنه منذ البداية للإشارة إلى خوف الجميع من الاقتراب منه و مواجهته ثم ترك المكان ورحل. و الجدير بالذكر أن مايوذر يلقب بالصبي الجميل ” Pretty Boy ” من طرق زملائه في فريق الهواة لأنه كان خلال مبارياته ينهي النزالات بوجه نظيف بعلامات ضرب قليلة، و يرجع ذلك لقدراته الدفاعية الكبيرة التي تعملها من والده و عمه رودجر.