قصة اسلام الممرضة البريطانية كايسي
نمتلئ فخراً عندما نتعرف على القصص المختلفة في هداية الكثير من البشر ، وإنطلاقهم إلى بداية الحياة المليئة بفرحة القرب من الله ، سبحانه وتعالى . نتعرف معكم في موضوعنا هذا على قصة اسلام الممرضة البريطانية كايسي .
قصة اسلام الممرضة البريطانية كايسي
طرحت الممرضة البريطانية كايسي قصتها ، وهي : أنا اسمي كاسي ، وعمري 23 سنة ، تخرجت كممرضة مؤهلة لهذا العمل ، وحصلت علي لقب الممرضة الأولى للمنزل .
وفي بداية عام 1980، كان لدي مريض إنجليزي الجنسية ، حيث انه كان يعاني من مرض الزهايمر ، وفي إجتماعي الأول معه ، حصلت علي سجل المريض ومنه ، فقد تعرفت على انه قد اعتنق الدين الإسلامي ، لذلك فإنه مسلم . كما كنت أعرف ، أن هناك بعض الطرق المختلفة في علاجه التي قد تتعارض مع عقيدته ، وبالتالي فقد قمت بمحاولة التكيف مع رعايتي لتلبية احتياجاته ، حيث أحضرت بعض اللحوم “الحلال” لطهي الطعام ولضمان عدم وجود أي لحم خنزير أو كحول في أماكن العمل كما أجريت بعض البحوث للتعرف على محرمات الدين الإسلامي لتفاديها في التعامل مع هذا المريض .
وكان هذا المريض في مرحلة متقدمة جدا من حالته لذلك فإنه غير قادر على التعامل الجيد مع زملائي ، لأنهم لم يستطيعوا فهمه ، وبذلك فقد قمت ببذل الكثير من الجهد في التعامل معه ، ولكن فهمت أن الشخص الذي يلجئ إلى الإيمان بالله يستحق هذا الالتزام ويجب احترامه .
وعلى أي حال بعد بضعة أسابيع مع التعامل مع المريض بدأت ألاحظ بعض أنماط والحركات التي يؤديها المريض . في البداية اعتقدت انها كانت بعض الاقتراحات لإظهار حالة شخص آخر ، ولكن رأيته يقوم بتكرار الحركة في وقت معين ؛ الصباح وبعد الظهر ، والمساء . ومن هذه الحركات في حركة رفع يديه ، والقوس وثم وضع رأسه على الأرض ، لا أستطيع أن أفهم سبب ذلك ، وكان يردد أيضا الجمل بلغة أخرى ، وأنا لم أستطع أن أعرف ما هي اللغة التي كانت يرددها كما كان خطابه مدغم لكنني أعرف أنه يكرر نفس الآيات يوميا . وأيضا كان هناك شيء غريب ، وقال انه لم يسمح لي أن أطعمه بيدي اليسرى ، وما كنت أعرف أن هذا مرتبط بدينه ولكني لا أعرف كيف ؟ .
ذهبت للبحث عن بعض المعتقدات الدينية حول الدين الإسلامي ، ومن هنا بدأت التساؤلات حول الحركات المتكررة ، وعرفت أن هذه الأمور هي حركات الصلاة ، حتى فهمتها من موقع يوتيوب .
ولقد صدمت ، عندما وجدت الرجل فقد كل ذاكرته من أولاده ، ووظيفته ، وبالكاد فإنه يتناول الأكل والشراب ، إلا انه لم يستطع نسيان الصلاة ولا الآيات القرآنية التي يكررها يومية بلغة لم أفهمها . هذا الأمر جعلني أحتار كثيراً ، كيف لهذا الرجل أن يكون تقياً لهذه الدرجة في إيمانه ، مما جعلني أريد معرفة المزيد من أجل توفير رعاية أفضل ما يمكن .
واصلت البحث للتعرف على الدين الإسلامي ، وبدت أتعرف على القرآن الكريم من خلال سماعه ، إلا اننا انتبت بالقشعريرة عندما سمعت سورة “النحل” ، وقمت بتكرارها عدة مرات في اليوم نفسه . كما قمت بمنح المريض فرصة الإستماع إلى القرآن الكريم ، مما جعله سعيداً ومبتسماً ، كما كان يبكي .
وطبقت ما اكتسبته من بحثي المستمر في التعرف على الإسلام ، فقد كنت أقدم لمريضي الرعاية الجيدة ، ولكن وجدت نفسي تدريجيا قادمة إلى البحث للعثور على إجابات لنفسي . على الرغم من إنشغالي الدائم ، فلم أنظر إلى حياتي حيث توفيت والدتي وأنا في الثالثة من عمري ، ولا أعرف شيئاً على والدي ولا أخواتي . وعلى الرغم من كل هذه الخسارة ، إلا انني دائما ما أجد نفسي سعيدة . بعد قضاء بعض الوقت مع هذا المريض شعرت وكأني كنت في عداد المفقودين في إفتقاد معنى السلام والهدوء التي يشعر بها المريض حتى من خلال المعاناة التي كان يشعر بها .
بدأت بالبحث عن مسجد قريب من منطقتي ، وقمت بزيارته وشاهدت الصلاة إلا أنني لم أتمكن من كبح دموعي . وشعرت بالانتماء إلى المسجد ، وكنت أذهب يومياً إلى الإمام حيث كانت زوجته تعطيني الكتب والأشرطة المختلفة والجذابة حول الدين الإسلامي . وخلال هذه اللقاءات ، أستطعت التوصل إلى الإجابات المقنعة لأسئلتي المختلفة ، وبدأت في الإنشغال بالدين الإسلامي بينما كان إعتقادي الدائم أن هناك الله . ولكني لا أعرف كيف أعبده .
وفي ليلة واحدة جائني من المسجد وسألني ، ما موقفك من قبول الإسلام ، بينما لم أجاوب وذهبت إلى المسجد لمشاهدة صلاة الفجر ، وسألني الإمام نفس السؤال ، وأيضاً لم أستطع الإجابة ، حتى ذهبت إلى المريض ، وعندما قدمت له طعامه نظرت في عينيه وأدركت للتو ، واقينت السبب ، والشيء الوحيد الذي ملئني بالقبول ومنع الخوف من داخلي .
وبعد ظهر ذلك اليوم ذهبت إلى المسجد وسألت الإمام إذا كان بإمكاني إشهار إسلامي وشهدت بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
لم أستطيع أن أشرح الشعور الذي شعرت به عندما رددت الشهادة ، إلا انني في غاية السعادة والرضا عن إسلامي . وعدت الى منزلي وكررت الشهادة في الغرفة .
وفي نهاية المطاف ، توصلت إلى أخي ، ودعوته لأعلمه بإسلامي وعن مدى سعادتي بهذا الدين الجميل . وبعد الأسبوع الأول من إسلامي ، توفي مريضي المسلم أثناء نومه بينما كنت في رعايتة . توفي وفاة سلمية وأنا كنت الشخص الوحيد معه . توفي بعد أن كان المدخل الأساسي لوصولي إلى الدين الإسلامي .