لماذا ينجذب الرجل إلى المرأة التي تشبه أمه ؟
إذا ما تأملت زوجتك بتمعن ستكتشف أنها تشبه والدتك او على الأقل تتشارك في مجموعة صفات و طبائع مع أول امراة أحببتها في حياتك و هي أمك. صحيح أن كثير من الرجال سيتفاجئون عندما يعلموا أن زوجاتهم يشبهن كثيرا أمهاتهم. فلماذا ينجذب الرجل للمرأة التي تشبه أمه أو على الأٌقل التي تذكره بها ؟
نتائج صادمة
قام باحثون في جامعة تروكو في فنلندا بإجراء دراسة شملت 70 رجلا و امرأة قاموا فيها بمقارنة وجه الشريك بوجه المعني بالأمر، فقارنوا وجه الرجل بوالد الفتاة و قارنوا وجه المرأة بوالدة الرجل. لمعرفة الشبه بين زوج و والد المرأة و زوجة و والدة الرجل. لكن النتائج كانت صادمة، حيث أن الازواج لم يكونوا يشبهون أباء الزوجات لا من قريب و لا من بعيد، لكن الرجال في المقابل اختاروا الزواج من نساء شديدات الشبه بأمهاتهن، وفق ما نشرت الباحثة أرزولا مارتشينكوفسكا الأستاذ في علم النفس التطوري في الجامعة التي قامت بالدراسة.
ربما يبدو هذا الأمر مزعجا للرجال بعض الشيء، إذ لا يمكن لرجل أن يتخيل أنه تزوج بشبيهة والدته، لكنه ليس بالأمر المزعج فحسب الباحثة الفنلندية أرزولا، إنه أمر طبيعي أن ينجذب الرجل للنساء اللواتي يشبهن أمه.
“برمجة” طبيعية
يقول البعض أنه التطور و الانتقاء الطبيعي اللذان يقومان ببرمجة الإنسان مسبقا من أجل اختيار شريك ينحدر من فئة أو نوع معين. و لان أول اتصال للرجل مع المرأة هو قربه لوالدته، فإن الأم بالنسبة له تعتبر نموذج يرغب الرجل في السعي له من اختيار زوجته لتكون شريكته في الحياة.
في المقابل فإن الأباء مهما كانوا مثالا في الحياة و كانوا مخلصين و حاضرين و مؤثرين في العائلة فإنهم لا يتركون التأُثير نفسه على خيارات الفتاة عندما تختار في المستقبل زوجا لها، أي أن الفتاة لا تختار زوجا يشبه والدها، مهما كانت معجبة به كما يقول المثل “كل فتاة بأبيها معجبة”. لكن الأهم من هذا أن الشبه بين أم الزوج و زوجته لا تقتصر على الشبه في الملامح و الشكل، بل إن علاقة الرجل بوالدته طيلة حياته ستلعب دورا مهما في تحديد الطريقة التي سيتعامل بها مع زوجته في المستقبل.
إصلاح العلاقة
وفق البروفسور “مايكل كيميل” المتخصص في علم الإجتماعي في
جامعة نيويورك
فإن أهم قاعدة لوجود روابط عاطفية و اجتماعية صحية في المستقبل هو وجود صلة حب و مودة بين الابن و أمه. و في نفس الصدد قال البروفسور “ويليام بولاك” الأستاذ في كلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية، أنه إذا ما كان للرجل علاقة مضطربة أو متضعضعة مع امه البعيدة عنه أو المقصرة أو المهملة، فإنه غالبا سيختار زوجة بدون وعي منه تشبهها، في رغبة لا شعورية منه لإعادة إصلاح أو ترميم ما تحطم في العلاقة بين الرجل و أمه. لكنه غالبا ما يفشل لأن تلك المرأة لو كان يمكن اصلاحها لفعلها والده.
نصيحة ذهبية
تقول النصيحة الذهبية الموجهة للرجال في هذا الشأن بانه يجب عليه البحث عن انواع أو نماذج معينة في علاقته العاطفية الفاشلة و ان يقوم بمقارنتها مع والدته. فإن كان هناك تشابه قائم بين الشريكة و الأم المهملة، وجب أن تنهي العلاقة و يبدأ بالبحث عن نموذج مختلف لشريكة حياته امرأة تشبه الصورة التي يتمناها في والدته وليس والدته بالضبط. و لينتبه أنه يجب الفصل بين علاقته بوالدته و علاقته بزوجته فلكل واحدة مكانة مختلفة عن الأخرى، لا مجال للمقارنة.