التدفئة التقليدية … غاز سام يسبب الاختناق في صمت
مع زحف الشتاء واشتداد البرودة يبدأ كلا منا البحث عن وسيلة فعالة للتدفئة في كل مكان في المنازل والسيارات والمركبات ، وهو ما قد يشكل خطرا يهدد الصحة وقد يؤدي للوفاة ، إذ أن طرق التدفئة الخاطئة والتي تعتمد على الطرق القديمة التقليدية باستعمال دفايات الكيروسين ، أو الحطب ، أو الفحم واستعمالها في أماكن سيئة التهوية غاية في الخطورة ، أو اللجوء للتدفئة باحراق الحطب في معسكرات ورحلات التخييم ، محاذير وأخطار عديدة تؤثر على الصحة يجب التنبيه والتوعية لها .
تكمن خطورة التدفئة التقليدية في انبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام نتيجة للاحتراق ، وهو غاز خفي ليس له لون أو رائحة أو طعم ، وينتج عن الاحتراق الغير كامل للمواد الكربونية دون أن يشعر به الأشخاص المحيطين بالمدفأة ، وينتج هذا الغاز عن خلل في المدفأة المستخدمة ، أو نتيجة للمواد المشتعلة التي يتم حرقها للحصول على التدفئة المطلوبة .
تأثير أول أكسيد الكربون على الصحة :
يصل أول أكسيد الكربون للدم عند استنشاقه ، ليختلط بالهيموجلوبين الناقل للأكسجين ويعمل على تقليل النسبة التي تصل منه للرئتين وخلايا الجسم ، والذي يعد اللاعب الرئيسي في عملية الحرق التي تتم بالجسم للحصول على الطاقة ، مما يؤدي لنقص حاد في نسبة الأكسجين في الأنسجة مسببا التسمم ، حيث أن أول أكسيد الكربون ذو قابلية أعلى من الأكسجين للارتباط بالهيموجلوبين مما يسرع ازاحة الأكسجين والارتباط بالهيموجلوبين ومن ثم التسمم ، تحتاج عملية التسمم بأول أكسيد الكربون لفترة طويلة نسبيا تتراوح ما بين 8-12 ساعة تقريبا بعد التعرض له وتشبع الدم به ، وهي فترة بطيئة لحد ما ، ولكن أحيانا ما تظهر الأعراض قبل تشبع الدم بالغاز مما قد يؤدي للوفاة قبل ظهور الأعراض .
أعراض تسمم أول أكسيد الكربون : يشعر الشخص أحيانا بهذه الأعراض دون الوعي بأسبابها :
*
الصداع .
*
الضعف والوهن العام .
*
الغثيان والدوخة .
*
الخمول .
*
نقص الوعي .
*
عدم انتظام ضربات القلب
.
*
مضاعفات طويلة الأجل تصيب الجهاز العصبي المركزي مما يحتاج للعلاج في وحدة العناية المركزة ، والخضوع لأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الأكسجين عالي الضغط .
تخف حدة هذه الأعراض مع مرور الوقت ، حيث ترتفع نسبة الأكسجين في الدم تدريجيا مع التهوية الجيدة للمكان ، وهي أعراض تنتج عن استعمال الدفايات التي تعمل بنظام الاشتعال والحرق ، والتي تزيد احتمالية التسمم بأول أكسيد الكربون .
رغم التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم إلا أنه لا يزال كثير من الناس يستخدم تلك الطرق للتدفئة مما يعرض حياتهم للخطر ، وفي دراسة سعودية بحثية بمستشفى الحرس الوطني والتي تم نشرها عام 2000 في المجلة الطبية السعودية ، والتي ذكرت وصول عدد كبير من الناس للمستشفى بسبب اصابتهم بالتسمم نتيجة لاستنشاق غاز أول أكسيد الكربون ، وكانت نسبة استخدام الفحم فس التدفئة لدى المصابين تشكل 71% ، ونسبة 21% تعزى للتعرض لعوادم السيارات والذي يؤدي للتسمم .
تتمثل خطورة الإصابة بالتسمم لاحتمالية حدوثه أثناء النوم دون الإحساس بالأعراض ، بالإضافة لتعرض الأطفال للتسمم بنسبة أكبر من الكبار ، حيث أن معدل تنفس الأطفال أسرع من معدلات التنفس في الأشخاص البالغين ، مما يزيد من سرعة وصول غاز أول أكسيد الكربون للدم والإصابة بالتسمم بشكل أسرع .