كي الثدي تقليد قاس لحماية الفتيات من الإغتصاب
تنتشر في الدول الإفريقية عدة عادات و تقاليد بعضها جاء من طقوس دينية بالية و أخرى جاءت من أفكار قديمة و خرافات لا أساس لها من الصحة. ومن هذه الدول هناك دولة الكاميرون التي يتم فيها استئصال ثديي الفتيات باستعمال مكواة ساخنة من الحجر بهدف حمايتهن من الإغتصاب و الخظف من قبل جماعة بوكو حرام الجهادي و ذلك وفق ما نشرت صحيفة ديلي بيست الأمريكية.
غريس تشامي
فتاة في السادسة عشر من عمرها تنحدر من بلدة إكوم في نيجيريا، كانت إحدى الحالات التي رصدت في التقرير. تقول تشامي بأنها عندما وصلت إلى مرحلة البلوغ في سن 9 من عمرها، بدأت أمها بعملية تعذيبها من اجل حمايتها على حد تعبيرها. تقوم الأم في كل صباح على الساعة السابعة و تأخذ إحدى المدقات الحجرية التي تستعمل في طحن الطعام و تعمل على تسخينها على الفحم ثم تضعها على ثديي غريس حتى تسوي الصدر بالجسد.
و تقول غريس بأن والدتها كانت تقوم بذلك كل يوم لمدة 3 أشهر في المطبخ الموجود خلف البيت. بينما كانت أخ غريس يمسك قدمي اخته حتى لا تهرب. و تصرح غريس بان تلك العملية سببت لها صدمة لا تزال تعاني منها. أما والدتها فكانت تقوم بذلك حتى تجعلها غير مرغوب بها و لكي تمنع فرصة أن تكون ابنتها حاملا في سن مبكر بسبب الإعتداء.
عادة بالية
و ليست غريس الفتاة الوحيدة التي تعرضت لهذا التعنيف، فهذه العادة منتشرة في الكميرون منذ سنوات عديدة و أصبحت تنتشر حتى بين الأباء الذين يرغبون في حماية بناتهم من خطف مجموعة بوكو حرام. و في خلال التقرير قالت وزارة الخارجية الأمريكية سنة 2014، في تقييمها لحقوق الإنسان بأن هذه العادة شبيهة بعادة ختان النساء التي تعد أكثر شيوعا. و يحلل التقرير نتائج هذه الممارسات التي يعتبرها ذات تبعات جسدية و نفسية قاسية و ضارة.
ملايين النساء في العالم
و تقول الأمم المتحدة بأن عملية كي الثديين تعاني منها نحو 3.8 مليون امراة حول العالم. و رغم أن الإحصائيات تقول بأن هذه الممارسة نادرة إلا أن المنظمات و الصحف المحلية في الكاميرون تؤكد أن 50% من الفتيات يخضعن لتلك العملية يوميا. و في آخر الأبحاث التي أصدرتها منظمة غير حكومية تهتم بتمكين و تنمية النساء في الكاميرون، تم الاعلان على أن واحدة من بين كل 4 نساء تخضع لهذا التقليد و أن الأم هي التي تقوم بهذا بهدف حماية ابنتها.
و قال مؤرخون بأن هذه العملية كانت في العصور القديمة تتم بهدف زيادة و تحسين در الحليب لدى الأمهات المرضعات، لكن الهدف تغير بسبب ارتفاع نسبة جريمة الإغتصاب في البلد. وليس فقط في الطبقة الفقيرة أو المتوسطة، فحتى في العائلات الثرية تقوم الفتيات بارتداء أحزمة عريضة و ضاغطة على الصدر حتى تمنع نموه.
توثيق حالات في دول إفريقية أخرى
رغم أن هذا التقليد يعد منتشرا بشكل كبير في الكاميرون إلا أنه تم توثيق العديد من الممارسات في نيجيريا و توغو و جمهورية غينيا و ساحل العاج و جنوب افريقيا. و يعتبر صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن عملية كي الثديين هي عبارة عن جريمة من ضمن 5 جرائم لا يتم الإبلاغ عنها و العنيفة في حق المرأة. أما من جهة المواطنين فإن نتائج الوكالة الألمانية للتنمية الدولية كشفت على أن 39 من الكاميرونيات يرفضن ممارسة كي الثديين بينما تؤيدها نحو 41%. و يؤكد نشطاء في مجال حقوق الانسان أن 10 من الأقاليم الكاميرونية تعاني من هذا الفعل الشاذ بينما تخضع له أكثر من 200 مجموعة عرقية في الكاميرون.