قصة ” خالد الدوسري ” معتقل السجون الامريكية

يتعرض العديد من المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة لتهم خطيرة ليس لها أساس من الصحة ويزجون في المعتقلات الأمريكية ، فقط لأنهم يدفعون ضريبة تعليمهم وعبقريتهم في مجالاتهم ، ولأنهم يتخصصون بتخصصات حساسة ويصلون بأبحاثهم إلى العالمية ، وهذا ما يرفضه الغرب ويخشاه من أن يكون هناك علماء عرب ومسلمون يتنافسون مع كبار العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول الغربية . وللأسف الشديد السعودية تنال نصيب الأسد من كثرة الاعتقالات التي تؤدي إلى الحكم المؤبد من مبتعثيها الذين ذاقوا لوعة الغربة عن أوطانهم وعائلاتهم ليحققوا طموحهم بالوصول إلى هدفهم في الحصول على أعلى الدرجات العلمية ليتمكنوا من منفعة وطنهم والارتقاء به عاليا .

قصتنا لليوم ، هي ليست القصة الأولى بل هناك العديد من قصص الاعتقالات لمبتعثين سعوديين في السجون الأمريكية ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ” شاكر عامر ” معتقل غوانتنامو ، والمعتقل حميدان التركي ، وآخرها المعتقل السعودي “

خالد الدوسري

” ، وفي مقالنا سنتناول قصة المعتقل السعودي في السجون الأمريكية ” خالد الدوسري ” .


من هو خالد الدوسري ؟


هو خالد بن علي بن محمد الدوسري ، ولد في عام 1990 ، درس الابتدائية في مدارس أبو بكر الصديق والمغيرة بن شعبة الابتدائية ، ثم انتقل إلى مدرسة الملك خالد المتوسطة ليجتاز المرحلة المتوسطة ، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الأمير سلطان الثانوية ، وكان يتميز بتوفقه العلمي حيث حصل على نسبة 99.32% بتقدير ممتاز في الثانوية العامة ، وهذا أهله لأن يحصل على بعثة شركة سابك في الولايات المتحدة للدراسة الجامعية ، وبالفعل انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 2008 لدراسة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية .


تفاصيل قضية اعتقاله :


طلب خالد الدوسري عبر إحدى شركات الشحن كمية من المواد الكيميائية من ولاية نورث كارولينا في مدينة برلنغتون ، وبطريقة رسمية ونظامية ومرخصة باسمه ، وذلك بهدف أبحاثه العلمية التي يقوم بها والتي هي من صميم دراسته باعتباره متخصص في الهندسة الكيميائية ، ومن المعروف عن البريد الأمريكي بأنه مراقب من قبل المباحث الفدرالية بالولايات المتحدة منذ هجمات الجمرة الخبيثة التي أحدثت بلبلة في وقت من الأوقات ، إلا أن شركة الشحن التي اتفق معها خالد الدوسري أبلغت السلطات الأمريكية حول شكوكها من نوايا خالد الدوسري في استخدام هذه المواد بأعمال إرهابية على الرغم من أن الشركة المصنعة لهذه المواد تكون جميع صادراتها ووارداتها مراقبة وبالأخص في عمليات الإرسال والتسليم لمثل هذه الطلبيات ، وما إذا كانت هذه المواد مصرح ببيعها ، فقد أكد خال الدوسري بأن المواد الذي طلبها هي مواد مسموح بيعها باعتراف البائع .

أظهرت التقارير بأن هذه المواد الكيميائية تكفي لصنع قنبلة بدائية ، وبناءً عليه فقد قامت السلطات ألأمريكية باعتقال الدوسري وأرغمته على ارتداء ملابس سوداء اللون التي تشير على أنه إرهابي أمام وسائل الإعلام الأمريكي وتضخيم القضية وذلك بحسب تصريحات محامي خالد الأمريكي الذي وكل للدفاع عنه .


التهم الموجهة إليه ومحاكمته :


بعد أن تم اعتقال خالد الدوسري في 28/2/2011 ، وجهت له العديد من التهم من أهمها محاولته استخدام أسلحة دمار شامل ، التخطيط لاستهداف منزل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، والتخطيط لتفجير محطات خاصة بالطاقة النووية وسدود كهرومائية . وقد طالب النائب العام الأمريكي في المحكمة بحظر الكشف عن الأدلة التي تم جمعها من قبل السلطات الأمريكية التي تدين الدوسري ، إلا أن محامي الدوسري رود هوبسون طالب بإلغاء الحظر والسماح لفريق الدفاع بالاطلاع على كافة المعلومات التي تم جمعها ، كما تم منع خالد الدوسري ومحاميه من الظهور إعلاميا والتحدث إلى وسائل الإعلام الأمريكية .

وفي المقابل طالب خالد الدوسري من ذويه عندما أجرى اتصالا هاتفيا معهم من نشر قضيته عبر وسائل الإعلام المحلية وطالب بالوقوف إلى جانبه مؤكدا بأنه بريء من جميع التهم التي وجهت إليه .

وقد عقدت جلسة المحكمة بتاريخ 28/3/2011 ، وقد كان خالد الدوسري حينها يتصرف بهدوء وواثقا كل الثقة من نفسه وكانت ردوده لكل الاتهامات التي وجهت له بأنه غير مذنب ، وفي هذه الجلسة تم تقليص التهم الموجهة إليه لتصبح تهمة واحدة فقط وهي تهمة حيازته لأسلحة الدمار الشامل .


السجن المؤبد :


عقدت جلسة الصدور بالحكم ضد الدوسري بتاريخ 13/11/2013 ، وصدر حكما نهائيا في حق الدوسري بالسجن المؤبد مدى الحياة ، وقد وقع هذا الخبر كالصاعقة على ذوي خالد الدوسري ، وأثار هذا الخبر ضجة كبيرة في وسائل الإعلام السعودية ، واستنفر فريق الدفاع عن الدوسري لبذل قصارى جهودهم في تخفيض الحكم .

وقد تعرض الدوسري لحالة نفسية سيئة للغاية ورفض حينها محادثة ذويه على الرغم من أنه غير مسموح له محادثتهم سوى مرة واحدة في الشهر ولمدة ست دقائق فقط لا غير .


آخر المستجدات :


وفي اطلاع على آخر المستجدات الخاصة بقضية الدوسري فقد صدرا أمرا بنقله من سجن ولاية انديانا الخاص بالإجراءات المشددة إلى سجن ولاية الينوي الخاص بالقضايا الأقل خطورة ، وقد ذكرت إحدى المصادر الأمنية بأنه من الممكن نقل الدوسري إلى المملكة لقضاء محكوميته .

ومن جهة أخرى حاولت عائلة الدوسري من مقابلته في السجن بأمريكا إلا ان السلطات الأمريكية رفضت طلبهم في ذلك وعادوا إلى المملكة دون مقابلته ، وقد أعلن سفير المملكة في الولايات المتحدة ” الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي ” بأنه سوف يقوم بالتفاوض بنفسه إن احتاج الأمر حتى يتمكن الدوسري من مقابلة عائلته .

هذا وقد استطاع الدوسري من الاتصال بالسفارة السعودية بواشنطن لأول مرة منذ أربع سنوات متتالية ، كما سمحت السلطات الأمريكية من التواصل مع الدوسري عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف تحت إشراف منها .