الوميض والأجسام الطافية

من الشائع و المألوف وجود او رؤية ومضات او اجسام طافية و في الغالب فإن ذلك لا يعد مؤشرًا على الخطورة او على حالة طبية شديدة , إن العوائم او الأجسام الطافية تبدو في شكل بقع سوداء صغيرة او دوائر او خطوط و شكل يشبه بيوت العنكبوت او اي شكل آخر يظهر في مجال الرؤية , هذه العوائم يمكن ان تظل بنفس المكان لمدة يوم و ربما تتحرك بشكل سريع لتخرج من مجال الرؤية و لا تمثل أهمية طبية بخاصة اذا لم تكن تؤثر على الرؤية , اما الومضات فهى عبارة عن ومضات من الضوء تظهر عادة مع العوائم و تستمر الومضات من 10 الى 20 دقيقة و يترافق معها صداع نصفي او شقيقة في الغالب , لا يوجد علاج للعوائم و إنما يتم التعايش معها حيث يتعود المخ على تجاهلها ذلك في العادي , اما في حال زيادتها و تأثيرها على مجال الرؤية هنا يجب اللجوء الى الطبيب , فذلك يعتبر مؤشرًا على مشكلة تحتاج الى الحل و يقوم الطبيب بتحديد المشكلة و علاجها , اما الومضات اذا استمرت لفترة و لم تختفي مع الوقت يتم التدخل للقضاء عليها .

سبعة من عشرة أشخاص تقريبًا يرون الأجسام الطائرة او ما يعرف بالأجسام الطائرة او الذبابة الطائرة في إحدى فترات حياتهم و يمكن أن يتم بجانب رؤية الأجسام الطافية رؤية وميضًا من الضوء .



لمحة تشريحية للعين .



تتم الرؤية في العين بالطريقة التالية يسقط الضوء على القرنية و هي عبارة عن غطاء شفاف يوجد في مقدمة العين , ثم ينتقل الضوء الى قعر العين مرورًا بالحدقة او بؤبؤ العين و هو عبارة عن فتحة في مركز القزحية و هى ذلك الجزء الملون في العين , و تقوم القزحية بضبط كمية الضوء التي تدخل العين حيث تتحكم في حجم الحدقة او البؤبؤ , ثم يصل الضوء من الحدقة الى العدسة و هى عبارة عن عدسة شفافة تقوم بتركيز الأشعة على الجدار الخلفي للعين و تعمل تلك العدسة كعدسة آالة التصوير , بعد تركيز الأشعة من خلال العدسة يمر الضوء عبر مادة هلامية شفافة تسمى الجسم الزجاجي ثم يقع الضوء على قعر العين على الشبكية , حيث تقوم الشبكية بتحويل الضوء الى إشارات كهربية تنقل عن طريق العصب البصري الى الدماغ حيث يتم ترجمتها الى صور و يعرف الجزء المتوسط في الشبكية بالبقعة و هو ما يتيح لنا رؤية الأشياء التي توجد امامنا اما الجزء الباقي منها فيعرف بالمحيط و هو ما يتيح لنا رؤية الأجسام او الاشياء الجانبية و تسمى تلك الرؤية الرؤية الجانبية او المحيطية و كباقي أجزاء و أعضاء الجسم تحتاج الشبكية و العين الى الدم وحيث يتم تنزويدها به من خلال الأوردة و الأوعية الدموية بشكل مستمر .



الاعراض .



إن 70% من الناس يرون الذبابة الطائرة او الأجسان المتحركة في مجال الرؤية و تظهر تلك البقع او الخطوط بشكل واضح و سهل عندما تكون الخلفية مستوية و تستطيع أن تحدد إن كنت ترى تلك الأجسام او لا عندما تقوم بإغلاق إحدى عينيك و النظر بالعين الأخرى الى الفضاء الأبيض و هنا ترى تلك الأشكال المتحركة او الثابتة و عادة فإن حجمها صغير و تختفي سريعًا .

الوميض الضوئي يمكن أن يصاب به الأشخاص و هو عبارة عن أضواء لامعة او شرئط مضيئة يتم رؤيتها حتى في حال عدم وجود ضوء لامع , و يشبه هذا الوميض رؤية النجوم عند التعرض للضرب على الرأس و غالبًا فإن الوميض يظهر في الليل او في أماكن تكون معتمة و يبدو هذا الوميض أحيانًا في شكل خطوط متكسرة او موجات حرارية في العينين معًا و أحيانًا يعقب الرؤية صداع و ألم بالرأس .



الاسباب



إن الجسم الزجاجي الذي يملاء العين يتكون بشكل اساسي من الماء لكنه يحتوي ايضًا على نسبة من البروتينات و جزيئات أخرى , حيث تمر الاشعة خلال الجسم الزجاجي الى أن تصل الى الشبكية و في حال وجود أي شئ او جسم بين الشبكية و الأشعة الضوئية فإن ظل تلك الأجسام يسقط على الشبكية و من هنا تظهر الأجسام الطائرة , اي أن هذه الأجسام هى ظلال للأجسام العالقة في الجسم الزجاجي , تأتي تلك العوالق او الأجسام من الجسم الزجاجي نفسه او من النسيج الذي يكون محيطًا بالجسم الزجاجي , حيث يمكن أن تتكتل ألياف البروتين في الجسم الزجاجي مما يمثل جسم يعترض الضوء فتظهر ظلال تلك التكتلات و عادة فإن حجمها صغير و لا تكون مصحوبة بظهور الوميض و تبقى في الجسم الزجاجي بشكل مستمر فيقوم المخ بالتعايش معها و العمل على تجاهلها .

يمكن أن يكون سبب ظهور العوالق حدوث نزف في الاوعية الدموية في الشبكية و تظهر تلك البقع الناتجة عن النزف في شكل بقع سوداء ناعمة و في شكل سرب من البعوض او غيمة من الدخان , تختفي تلك الخلايا الناتجة عن النزف بعد إرتشاف الدم و لكنها لا تختفي بالكامل حيث إن إختفاؤها بالكامل يحتاج الى بضعة شهور .

التقدم في السن يجعل الجسم الزجاجي أكثر كثافة و يبدأ في الإنكماش فيبتعد قليلًا عن الشبكية و تسمى تلك الحالى بالإنفصال الخلفي للجسم الزجاجي و يسمح ذلك الإنفصال بتغلغل الأجزاء الناتجة عن الإنفصال الى الجسم الزجاجي مما يعمل على تكوين العوائم او الأجسام الطائرة , عادة فإن الإنفصال الخلفي للجسم الزجاجي يتسبب في وجود أجسام يمكن أن تحجب جزء من مجال الرؤية و يتسبب عادة في ظهور الوميض مما يدل على أن الإنفصال حدث و بشكل واضح او شديد , يحدث الإنفصال الخلفي للجسم الزجاجي مع التقدم في السن او عند الخضوع الى جراحة الساد او اذا كان سبق الإصابة بالبرص في العين او إلتهاب داخل العين و يمكن ان يصاب به الاشخاص الذين يعانون من قصر النظر , غالبًا ما يتم الإنفصال بشكل نظيف مما لا يؤدي الى التسبب في مشكلات و عادة فإن الوميض يتناقص الى أن يختفي تمامًا اماالأجسام الطائرة الناتجة عن الإنفصال تظل مستمرة و لكن إزعاجها يقل في بضعة اشهر حيث يعتاد المخ على تجاهلها , اما في بعض الحالات القليلة فإن التمزق قد يؤدي الى تمزق في الشبكية و تمثل تلك الحالة خطوررة حيث أنها قد تؤدي الى العمى


من المضاعفات التي تصيب الشبكية .


عند حدوث التمزق يكون هناك فرصة كبيرة لتسرب السائل الموجود في الجسم الزجاجي من خلال مكان التمزق مما يؤدي الى انفكاك الشبكية عن الجدار الخلفي لكرة العين و هنا يعرف بإنفصال الشبكية و فيها يمكن أن يصاب المريض بالعمى الجزئي او الكلي و من أعراض انفصال الشبكية : –

• الزيادة بشكل مفاجأ في الأجسام الطائرة .

• الومضات الضوئية .

• الضعف في الرؤية .

• وجود ظل او ستار على الرؤية المحيطية حيث يتحرك الظل او الستار خلال ساعات او أيام او اسابيع لينتقل الى منطقة الرؤية المركزية .

كلما طال امد الإنفصال زادة خطورة التلف لأنسجة الشبكية و تعرض العين الى الاصابة بالعمى .



التشخيص .



يقوم الطبيب المختص بفحص العين لمعرفة هل ما يراه من أجسام طائرة و وميض ناتج عن تمزق في الشبكية او اي مشاكل أخرى بالعين و يتم ذلك من خلال سؤال المريض كي يصف شكل تلك الاجسام و الوميض , ثم البحث عن إصابة في الشبكية و يتم ذلك من خلال حدقة العين , بالنسبة لرؤية الاجساط الطائرة فلا يمكن لأحد رؤيتها بخلاف المريض الا اذا كانت ذات حجم كبير , يستطيع الطبيب رؤية الشبكية من الحدقة و بمساعدة قطرات التوسيع يمكن رؤيتها بشكل واضح و شبه كامل و يتم ذلك ايضًا بمساعدة آداة تسمى منظار قعر العين , كما يقوم الطبيب بجعل المريض يقوم بالنظر في اتجاهات مختلفة حتى يتم إجراء الفحص الشامل للعين .

القيام بفحص بواسطة الضاغطة الصلبة و هى آداة خاصة و غير جارحة و تسمى تلك العملية خسف الصلبة مما يتيح للطبيب رؤية الشبكية و بالتحديد رؤية الأماكن التي لا يستطيع رؤيتها و يمكن التقليل من الإزعاج الذي يسببه هذا الإجراء عن طريق إستخدام القطرة المخدرة كما يتم إستخدام ضوء ساطع لعملية الفحص .

بالإضافة لما سبق من الفحوص للعين يمكن أن يقوم الطبيب ببعض الفحوص الإضافية مثل إختبار القدرة البصرية , إختبار ضغط العين , التصوير بالموجات الفوق صوتية .



المعالجة .



لا يوجد علاج يقوم بالقضاء على او إخفاء الأجسام الطائرة بل إن العقل بعد بعض الوقت من ظهورها يبدأ في التأقلم معها و تجاهلها حتى و إن استمر بعضها في مجال الرؤية , اما الوميض فتعود المعالجة الى السبب في ظهور الوميض و هو إنفصال الجسم الزجاجي عن الشبكية عند كبار السن يختفي في بضع اسابيع او أشهر .

اذا كانت الاجسان الطائرة تؤثر على حدة الرؤية بشدة و تؤثر على الحياة و لم تتراجع حدتها مع الوقت يتم اللجوء الى الطبيب حيث يمكن عمل جراحة للتخلص من الجسم الزجاجي و وضع محلول ملحي بديلًا له , تعتبر تلك الجراحة نادرة حيث انه نادرًا ما تتفاقم تلك المشكلة لتصل الى حد الجراحة و لا يميل الأطباء لإجراء حراجة و كبيرة و خطرة بعض الشئ لمجرد إزالة الأجسام الطائرة .

عندما تكون الأجسام الطائرة مؤشرًا لحالة مرضية يجب العمل على علاج الحالة حتى لا تصل الحالة حتى فقدان البصر .



الوقاية .



لا يمكن الحماية من ظهور او تكون الأجسام الطائرة في الجسم الزجاجي او الوميض لكن الحماية تكون بعد ظهور تلك الحالات و هى وقاية العين من تدهور حالتها .

يجب ان يقوم الجميع بشكل دوري بعمل إختبار الرؤية في العينين حتى يتم التأكد من ظهور او عدم ظهور الاجسام الطائرة و في حال ظهور الاعراض التالية يجب اللجوء الى الطبيب : –

1- رؤية الكثير من الاجسام الطائرة و بشكل مفاجئ او رؤية الوميض او اذا كان يراهم و لكن زادت حدتهم او إختلف شكلهم .

2- ظهور او رؤية حجاب او منطقة رمادية في مجال الرؤية المحيطية .