تسريبات عن مقتل مدبر الهجمات “عبد الحميد أباعود”
أعلنت بعض وسائل الإعلام الفرنسية بأن العقل المدبر هجمات العاصمة الفرنسية الأخيرة التي قتلت ما يناهز 140 شخصا، المدعو عبدالحميد أباعود، قد قتل خلال المداهمة الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية الفرنسية يوم الأربعاء. من جانبه صرح المدعي العام في باريس “فرانسوا مولان” بأن المحققين الفرنسيين لا يمكنهم حاليا تحديد هويات المقتولين في مداهمات الشرطة التي تمت يوم الأربعاء بشكل مفاجئ، مؤكدا أن العقل المدبر للعمليات لم يتم إعتقاله أثناء المداهمات مما يرجح فرضية مقتله .
و نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر أوروبية رفيعة المستوى في الإستخبارات تصريحها بأن أباعود تم قتله في حملة المداهمة التي همت ضاحية سان دوني في شمال فرنسا. و يذكر أنه شارك في الحملة اكثر من 100 عنصر امن فرنسي و تمت مداهمة شقة لمدة سبع ساعات، و نتج عنها مقتل اثنين بمن فيهم عبدالحميد أباعود أول مشبه فيه في المخططات الارهابية في باريس.
و بعدها جاء التأكيد على مقتل أباعود من طرف خبراء التحقيقات الجنائية و التشريح الذين قاموا بتفتيش الشقة، بعد اطلاق النار و إلقاء قنابل فيها، للبحث عن الحمض النووي و بقية الأدلة. و رفضت جهات أخرى مسؤولة التعليق على وفاة المشتبه فيهما قائلة بأنه لم يتم التاكد من جنسيتهما و صحة التصريحات وذلك في إنتظار كشف هويتيهما إلى غاية إعلان السلطات خبر مقتل أباعود.
عبد الحميد أباعود
فور انتشار اسم عبدالحميد أباعود ضمن المشتبه فيهم في الضلوع في هجمات تفجيرات باريس ، حتى بدأت الأسئلة تتكاثر حول هوية هذا المتشدد البلجيكي و حول مساره ذو الجذور المغربية و كيف استطاع أن يراوغ السلطات و المخابرات البلجيكية حتى يتمكن من تنفيذ مخططاته.
و كانت قد اعلنت صحيفة “لوموند” بان أباعود البالغ من العمر 28 عاما، كان قد خطط سابقا لشن هجمات بمدن اوروبية عدة، لكن هذه المخططات أجهضت في أكثر من مناسبة. و من بين هذه المخططات تفجير كنيسة بمنطقة فليجويف في منطقة إيل دو فرانس في 19 أبريل من سنة 2015. كما كان عبدالحميد جزءا من مخطط لإستهداف قاعة للحفلات في شهر أغسطس الماضي، و كذا استهداف قطار تاليس في فرنسا في نفس الشهر.
في حين بقي على اتصال بالمتشدد مهدي نموش الذي تم اعتقاله و تسليمه إلى بلجيكا كونه من المشتبه فيهم في هجوم المتحف اليهودي في بروكسيل. و لهذه الأسباب و غيرها أصبح اسمه مرشحا في قائمة المستهدفين في الغارات الفرنسية التي تقوم بها في سوريا. كما علقت صحيفة لوموند بأن نجاح أباعود في أكثر من مناسبة في ترويع الدول الأوروبية ما هو إلا دليل على إخفاق المخابرات الأوروبية امام الإرهاب ذلك بعد أن غادر الى سوريا سنة 2013 ثم عاد إلى بلجيكا في نهاية العام عبر اليونان ثم عاد مرة اخرى إلى سوريا.
التحقيقات الأولية
لم تمر إلا أيام قليلة على توجيه الاتهام الى عبدالحميد أباعود على أنه المخطط و العقل المدبر لهجمات باريس الدامية، و على معرفة أنه مواطن بلجيكي ذو أصول مغربية، حتى صرح مصدر بأن أباعود متواجد حاليا في سوريا. ليتم نفي ذلك بعدها و الخروج بتصريح آخر مفاده أن المبحوث عنه لازال في بلجيكا و انه توفي في مداهمة العناصر الامنية للشقة المستهدفة ، وما يمكن أن يفهمه المتابعون هنا أن السياسة تستعمل الصحافة لطمأنة المبحوث عنهم و حتى يعاودوا التحرك من جديد و يتم القبض عليهم.
و من جهة أخرى تم الإعلان عن تحديد هوية انتحاريين اثنين احدهما سامي الذي كان مراقبا من طرف الشرطة للاشتباه في تواصله مع الجهات الارهابية و الثاني هو الانتحاري أحمد المحمد الذي أظهر جواز سفره انه سوري من مواليد ادلب و يبلغ من العمر 25 عاما و مر عبر اليونان و صربيا و تركيا وصولا إلى فرنسا و طالبا للجوء قبل أن ينتحر قرب ملعب فرنسا.