وفاة المطرب الفرنسي جي بيار “Guy Béart”
فقد محبو الفن الفرنسي المطرب و المؤلف الغنائي و عازف الجيتار جي بيار الذي وافته المنيه عن عمر يناهز 85 سنة إثر أزمة قلبية ألمت به.
ولد بيار في جمهورية مصر سنة 1930م ككثير من المطربين الفرنسيين : داليدا، وكلود فرانسوا، وجورج موستاكى، وريتشارد انطونى، من ثم انتقل مع أسرته من اليونان إلى مدينة نيس، ثم إلى لبنان، و قضى سنوات من طفولته في المكسيك، و أخيرًا استقر في باريس و هو يبلغ الـ17 من عمره، حيث سجل بالليسيه هنري الرابع، و كان من نتائج تنقلاته أنه ارتبط بشرق دول البحر المتوسط و موضوع الحرية التي جسدها في أغنيته “الماء الحي” التي ألّفها في سنة 1958م و بعدها أغنية “الحقيقة” و كتب عددا من المسرحيات.
كما اشتهر جي بيار بصوته الحنون، و أصدر أول ألبوم له و هو في سن السابعة والعشرين من عمره، و كان كثيرا ما يستقبل أعمدة الفن و الموسيقى و رجال السياسة في بيته.
جي بيار
اسمه الحقيقي الكامل هو جي بيار حسون “
Guy Béhart-Hasson
“، ولد جي في 16 يوليوز 1930م في القاهرة و توفي في 16 سبتمبر 2015 في غراش.
طفولته ودراسته
كان بيار في طفولته كثير التنقل بسبب عمل والده كمحاسب مشارك في بناء المشاريع الذي يفرض عليه السفر، قبل أن يستقر في لبنان التي درس بها معظم سنوات الدراسة بين 10 و 17 عاما، ثم انتقل إلى باريس.
التحق بمدرسة الموسيقى في باريس، و كان يعزف على عدة آلات موسيقية، و تابع في نفس الوقت دراسته في ثانوية هنري الرابع عشر في الأقسام التحضيرية في تخصص الرياضيات. حصل بعدها على دبلوم الهندسة من المدرسة الوطنية و عمل في مكتب دراسة المقاولات سانراب و بريس.
المسار الفني
بدأ بيار مشواره الغنائي من سنة 1954م في الحانات الباريسية بأغنية ” La Colombe” لميشيل فالت و “Les Trois Baudets” لجاك كانتي الذي ضمهما إلى ألبومه الأول الموقع سنة 1957م.
كان أول نجاح له سنة 1958 عندما حصل على الجائزة الكبرى للشريط من أكاديمية شارل كروس ثم تلتها عدة انتاجات: “L’Eau vive et Qu’on est bien” سنة 1958 و ” Les Grands Principes” سنة 1965 و “Le Grand Chambardement ” سنة 1967 ثم ” La Vérité” سنة 1968 التي أصبحت من الأغاني الكلاسيكية.
سجل فيما بعد ألبومين للأغاني الفرنسية التقليدية من بينها “Vive la rose”، و ألف الأغاني لعدة فنانين كباتاشو “Patachou” و زيزي جان ماري “Zizi Jeanmaire” و جولييت غريكو “Juliette Gréco”.
ثم أصبح منتجا و مقدما إذاعيا في القناة الأولى ” ORTF” في برنامجه “مرحبا بكم عند جي ماري “Bienvenue chez Guy Béart” و كان يستقبل بداية من 1966 عدد من الفنانين و شخصيات ذلك العصر من بينهم “Duke Ellington” و ” Simon” و ” Garfunkel”.
إصابته بالسرطان أبعدته عن الساحة الفنية لعدة سنوات قبل أن يقرر العودة سنة 1986 مع أمل كبير في الاستمرار. و في نفس السنة شارك في برنامج “Apostrophes” لمقدمه التلفزيوني “Serge Gainsbourg”.أما في السنة الموالية، قدم أغنية الرجاء المجنون ” L’Espérance folle” التي صرح فيها بمرضه و حصل بسببها على جائزة بالزاك ” Balzac”.
و في أثناء الحرب اللبنانية في يونيو 1989، عاد إلى بيروت إلى الأماكن التي عاش فيها طفولته ليجدها عبارة عن ساحة دمار و من هنا استلهم أغنيته لبنان الحرة “Liban libre” ، التي كتبها و لحنها خصيصا و شارك في التظاهرة الفرنسية من أجل السلام.
في سنة 1994، تم اختياره من قبل الأكاديمية الفرنسية لمنحه ميدالية الأغنية الفرنسية على مجموع أغانيه المقدمة.و في غشت 1998، أصبح عضوا في مجموعة الشرف للبرلمان العالمي في مون بولييه “Montpellier”.
في 17 يناير 2015، قدم بيار آخر عرض له على مسرح ” Olympia” رفقة 3 موسيقيين فقط. و دام العرض مدة 4 ساعات مع فاصل بين كل أغنيتين، و في نهاية الحفل صعد العديد من الحضور للمنصة لتحيته من بينهم ابنته إمانويل بيار “Emmanuelle Béart”.