مقاتلات ” الشبح ” “F-22 Raptor” الأمريكية إلى أوروبا
منذ الشهور الماضية تواصل الولايات المتحدة الأمريكية العمل على تقوية مواقعها العسكرية في أوروبا، حيث أعلنت عن قرب نشرها لمقاتلات “F-22 Raptor” التي لا يتم رصدها بالرادار في أوروبا، وذلك مساندة لدول أوروبية التي تزعم تخوفها من تقدم روسيا العسكري في المنطقة.
و صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع الأمريكية ديبرالي جيمس في مؤتمر عقدته أن بلدها ستنشر قريبا جدا مقاتلات “F-22 Raptor” في دول أوروبا و ذلك للاستجابة للقيادة المدنية العسكرية و الدعم الذي تقدمه لأوروبا. كما أضافت أن طيارين أمريكيين سيقودان التدريب على استعمال هذه المقاتلات لفائدة طيارين من دول حلف الشمال الأطلسي لكنها لم تحدد عدد الطائرات و لا موعد نشرها أو الأماكن العسكرية التي ستنشر فيها.
و تعتبر المقاتلة إف-22 طائرة جد متطورة و فائقة التصميم تعمل على التصدي للطائرات الجوية للعدو، إضافة إلى ذلك فهي طائرة لا يتم رصدها عن طريق الرادارات و سرعتها قياسية بحيث أنها يمكن أن تدمر طائرة العدو قبل أن تحدد الطائرة الهدف موقعها، كما يمكنها أن تقوم بعمليات هجومية جو- أرض. و قد تم الاستعانة بهذه المقاتلة في الخدمات العسكرية منذ سنة 2005 ، حيث تملك القوات الأمريكية منها على حوالي 180 طائرة. و يذكر أن هذه الطائرة شاركت لأول مرة في الغارات التي شنتها دول التحالف الدولي منذ 1 من سبتمبر سنة 2014 على ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية) في كل من سوريا و العراق.
و يؤكد تصريح المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن قرب إرسال العاصمة واشنطن لمقاتلاتها المتطورة من نوع إف-22 من وراء الأطلسي إلى قارة أوروبا ، في إطار عمليتها لعسكرة المنطقة و التهديد الغير مباشر لروسيا، مما يجعل من أوروبا مسرح تعده أمريكا لحرب متوقعة، و بالتالي زعزعة أمن دول أوروبا و إحياء عداوات الحروب العالمية الأولى.
يذكر أن أمريكا عززت قواعدها العسكرية مؤخرا في بريطانيا بنشرها لطائرات قاذفة من طراز (بي-2) و ( بي-52) و إجرائها لتدريبات في المجال الجوي البلطيقي. و في يونيو الماضي تم عقد جلسة بالعاصمة البلجيكية بروكسل لوزراء دفاع دول الناتو لتعزيز الإجراءات العسكرية كزيادة قوات الرد السريع إلى 40 ألف جندي، وإقامة مخازن عسكرية في أوروبا الشرقية للمعدات و الأسلحة الحربية.
و في نفس الإطار، أعلن آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي على أن أمريكا تنوي أن تنقل قوات عسكرية إلى شرق و وسط أوروبا، بحيث ستنشر ما يناهز 65 ألف جندي أمريكي في أوروبا، و ذلك لدب الأمن و الاستقرار في دول حلف الشمال الأطلسي التي تعتبر تدخل روسيا في أوكرانيا تهديدا لها.
كما تحدث الجنرال بن هوجس قائد القوات البرية الأمريكية عن ما سماه خطة أمريكية لنشر ما يقارب 250 دبابة عسكرية من طراز (ام-1 أبرامس) و (أم-2 برادلي) أي المركبات الخاصة بالمشاة القتالية ، و كذا مدفعية (هاوتزر) و معدات طبية و أخرى هندسية. كما نشرت صحيفة الوول ستريت جورنال أن وزيرة القوات الجوية الأمريكية أفادت بأن البانتاغون يعتزم إصدار قرار بنشر مقاتلات أمريكية أكثر حداثة.
الطائرة الشبح :
هي طائرة تتميز بقدرتها على التخفي حتى لا يتم اكتشافها من قبل الرادارات و يعود ذلك إلى شكلها الهندسي الخاص و المواد المستعملة في صناعتها.
تم تصميمها من قبل مخترعين ألمان في الحرب العالمية الثانية، و قد حاولت عدة دول كبرى امتلاكها بكل الطرق الممكنة لأنها مقاتلة تستطيع تنفيذ الهجمات العسكرية على المواقع العسكرية و الطائرات دون أن ترصدها الرادارات.
و مع العلم أن الطائرات لا يمكن أن تختفي بشكل تام عن آلات و شاشات الرصد إلا أن اعتمادها على تقنية فريدة تجعلها لا تظهر بشكل متواصل و لا يمكن تتبعها بدقة.
و كانت الولايات المتحدة الأمريكية السباقة لصناعة الطائرة الشبح في العالم ، و كانت أول طائرة صنعتها هي (F-117 Nighthawk ) و قد تم استعمالها منذ سنة 1981م إلى غاية 2008، حيث تم توقيفها عن الخدمة.
و في بداية التسعينات بدأت محاولات إلكترونية لقرصنة القواعد التي تحمل تصميمها و مواصفاتها، و التي أصبحت في منتصف التسعينات معروفة، لكن لم يستطع أحد من الدول الأخرى أن يعرف مميزاتها و طريقة صناعتها. و تتواجد أسرار صناعتها بالضبط في قاعدة الأنهار الأمريكية روما- نيويورك و هي مقر الأبحاث للقوات الجوية.