ماذا وراء استقبال المانيا للمهاجرين السوريين ؟

أصيب العديد من المهاجرين السوريين إلى ألمانيا بالذهول، نتيجة الاستقبال الذي أعدته السلطات الألمانية لهم، بعد ما واجهوه من مخاطر في سبيل الانتقال إلى بلد آمن في الضفة الأوروبية. و بحسب التوقعات، فقد تستقبل ألمانيا وحدها ما يناهز 800 ألف مهاجر في هذا العام. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي المصلحة التي تلهث ألمانيا خلفها من وراء استقبال هذا الكم الهائل من المهاجرين كل يوم ؟

يعتبر الكم الهائل الذي يتدفق بشكل يومي من المهاجرين إلى ألمانيا قوة اقتصادية كبيرة تحتاجها


المانيا


في سوق الشغل ، فهي دولة تعاني من نقص اليد العاملة بشكل واضح وهو شيء معروف في الأوساط الاقتصادية الأوروبية ، لكنها تقوم بهذا التسريع في إدخال اللاجئين بخطوات مدروسة و حذرة.

و تعد ألمانيا البلد المستضيف الأول للمهاجرين سواء كانوا سوريين أو آسيويين يبحثون عن ملجأ في أوروبا بشكل عام. و لا يشكل وصول 800 ألف لاجئ خوفا لدى السلطات الألمانية، فهم متأكدون أنهم لن يستطيعوا المكوث طويلا، بل سيختار بعضهم العودة إلى بلدانهم.



السواعد الثمينة



عند وصول اللاجئين إلى الأراضي الألمانية، فإن الفائدة ستكون متبادلة من الطرفين، ذلك أن اليد العاملة تعتبر ثروة لا يمكن الاستغناء عنها في بلد يعاني جل سكانه من الشيخوخة.

يتوقع متابعي سوق الشغل في ألمانيا أن تحتاج البلاد إلى ما يناهز عشرات الآلاف من المهندسين و المبرمجين و التقنيين و كذا العاملين في قطاع الصحة و السياحة ، بعد أن تراجعت نسبة البطالة في البلد إلى أدنى مستوياتها. و يؤكد المراقبون الاقتصاديون أن السواعد الشابة الجديدة ستساعد في شغل مناصب تقدر بأكثر من مليون إلى 3 ملايين منصب بين سنتي 2020 و 2040.

لكن الخوف الأكبر لدى الشركات و المؤسسات المشغلة يكمن في عدم وجود ضمانات بين اللاجئ العامل و الشركة ، ذلك أن شبح عودته إلى بلده تخيم على فكر البلد المستضيف ، لهذا تضغط المؤسسات التي تشغل اللاجئين على الدولة لإجراء شهادات تعترف بكفاءات العاملين و تحسين أوضاعهم خلال فترة التوظيف التي تسبق استقرار اللاجئ ، إضافة إلى تعليمهم اللغة الألمانية. و تؤكد وزيرة الوظيفة و الشؤون الألمانية على وجوب أن تقوم علاقات زمالة و قرب بين اللاجئين و الألمان ، حتى تسرع من تأقلمهم و قدرتهم على تعلم اللغة الألمانية.



معارضة حزب أنجيلا ميركل



تتعرض في هذه الأثناء أنجيلا ميركل (Angela Merkel) إلى ضغوطات قاسية من طرف حزبها الذي يواجه قانون الهجرة برفض شديد خوفا من الالتفاف على قوانين اللجوء الصارمة في ألمانيا.



دول أوروبية أخرى تفتح ذراعها للسوريين



من جانب آخر صرحت المجر على لسان مستشار


النمسا


وارنر فايمن أنها خصصت 100 حافة لتقل المهاجرين السوريين إلى الحدود النمساوية – المجرية. و يذكر أن النمسا استقبلت إلى حدود الساعة ما يزيد عن 4 آلاف لاجئ عبر حافلاتها ، كانوا قد توجهوا في اتجاه الحدود النمساوية مشيا على الأقدام قبل أن يتم نقلهم عبر الحافلات التي خصصتها السلطات المعنية لذلك من محطة بودابست التي شهدت تكدس آلاف المهاجرين. و في نفس الأثناء تم تشييع جثة الطفل السوري آيلان شنو في مدينة عين العرب كوباني بعد غرقه و والدته و وشقيقه في تركيا في محاولة للهروب من الحرب السورية.