انهيار الاسهم الصينية وتأثيرها على الاقتصاد السعودي
يعيش الاقتصاد الصيني أسوأ أيامه بعد هبوطٍ سوق الأسهم الصيني يوم الإثنين الماضي 24/8/2015 والي أسماه المحللون الاقتصاديون بالإثنين أسود ، حيث خسرت الصين مبالغ طائلة أدت إلى خسارة مكسب عام كامل ، وأدى هذا الهبوط الحاد إلى خسائر حادة أثرت بشكل ملحوظ على الاقتصاد العالمي بسبب تراجع الأسهم الأسيوية والأوروبية وسط مخاوف شديدة من انهيار اقتصادي عالمي بشكل عام خاصة أن الاقتصاد الصيني له أهمية كبيرة في النمو الاقتصادي العالمي .
تفاصيل :
سجل سوق الأسهم الصينية أعلى معدل للربح في منتصف شهر يونيو ، وبعدها شهد السوق تراجعا تدريجيا في الأسهم وسط محاولات من السلطة للسيطرة على الوضع إلا أن جميع المحاولات باءت بالفضل فوصل تراجع السوق حدته يوم الإثنين الماضي حيث أغلق مؤشر شنغهاي عند نقطة 3.209.91 بتراجع نسبته 8.49% ، وهذا يعد الهبوط الأكبر للأسهم منذ ثماني سنوات حيث سجل المؤشر سنة 2007 من شهر فبراير خسارة وصلت إلى 9% من الأسهم .
تأثير الازمة الصينية على الاقتصاد العالمي :
أدى هذا التدهور الكبير التي يشهده سوق الأسهم الصينية إلى تدور آخر في الأسواق العالمية الرئيسية وخاصة في المناطق المجاورة حيث خسر مؤشر هونغ كونغ حوالي 4.89% من تداولاته في آخر التعاملات ، وانخفض مؤشر نيكي في طوكيو لـ4.61% ، بينما سجل مؤشر تايبيه الانخفاض الأكبر من نوعه بنسبة 7.46% .
وكذلك هو الحال في السوق الأوروبية حيث تأثرت السوق بانهيار الصين بشكل ملحوظ ، فمؤشر لندن انخفض بنسبة 2.43% . ، كما تراجعت أسهم باريس بنسبة 2.70% وتعد هذه أدنى نسبة منذ شهر يناير الماضي ، أما في موسكو فقدت تراجعت بورصة ار تي بنسبة 4.21% وهذه النسبة الأدنى منذ افتتاح البورصة حيث انخفضت قيمة الروبل بشكل ملحوظ أمام الدولار واليورو ، وتراجع أيضا مؤشر ميسكس إلى 1.76% .
تأثر أيضا سوق الأسهم الأمريكية جراء انهيار البورصة الصينية حيث انخفض المؤشر الأمريكي S&P500 بما يقدر 37.40 نقطة ، وانخفض أيضا مؤشر داو جونز بنسبة 2.38% حيث سجل أدنى مستوياته منذ عام 2014 من شهر فبراير الماضي .
تأثير الازمة الصينية على السعودية ودول الخليج :
لم يمر ” الإثنين الأسود ” مرور الكرام في سوق الأسهم الخليجية ، فأصابت الخسارة الصينية المستثمرين الخوف والهلع خاصة أنها من أهم الأسواق الاقتصادية العالمية ، حيث قدرت خسائر الأسواق الخليجية ما يعادل 184 مليار دولار أي ما يعادل نصف الميزانيات العامة للدول الخليجية ، فكانت الإمارات من أوائل الدول الخليجية التي تكبدت مخاسر وصلت إلى 36 مليار دولار ، وكذلك هو الحال في قطر التي خسرت 18 مليار دولار في بورصتها ، بينما شهدت السعودية النصيب الأكبر في خسارتها حيث قدرت بـ 118 مليار دولار .
ويرى محللون أن تأثر سوق الأسهم السعودية بالأزمة المالية التي تحصل في الصين ماهي إلا أمرا طبيعيا باعتبارها من أكبر مستوردي النفط السعودي ، هذا بالإضافة إلى ارتباطها بشكل وثيق بالتجارة السعودية في مختلف المجالات ، وقد توقع المحللون الاقتصاديون بأن الربع الثالث من هذا العام سيشهد انخفاضا ملحوظا في أرباح الشركات المساهمة في البورصة السعودية وبالأخص الشركات النفطية إذا ما قورنت بمعدلاتها في العام الماضي .
رجال الأعمال :
طالت الأزمة المالية الصينية أغنى رجال العالم حيث تأثر حوالي 400 رجل أعمال من أغنى أغنياء العالم من بينهم سعوديين بخسائر قدرت حوالي 182 مليار دولار من مجموع ثرواتهم في غضون أسبوع واحد بعد الهبوط الحاد للبورصة الصينية والعالمية ، فأطلقوا عليه الأسبوع الأسود ، ومن بين رجال الأعمال الخاسرين السعوديين ” محمد بن حسين العمودي الذي قدرت خسارته حوالي 212 مليون دولار و ” محمد الجابر ” الذي خسر حوالي 19 مليون دولار ، وفي المقابل استطاع حوالي 11 رجل أعمال من أثرياء العالم أن يستفيدوا من هذه الأزمة بازدياد ثرواتهم في هذا الأسبوع من بينهم الأمير الوليد بن طلال حيث حقق أرباحا وصلت إلى 169 مليون دولار .
المواطن العادي :
وفي المقابل رأى الخبراء بأن الاقتصاد السعودي قوي لصد الأزمات الاقتصادية العالمية ولن تؤثر هذه التقلبات الاقتصادية على المواطن العادي ، حيث أن انخفاض أسعار النفط الخام في السعودية وانخفاض البورصة الصينية بشكل كبير قد يجلب العديد من المستثمرين الأجانب للمشاركة في أسهم شركات البتروكيماويات والاسمنت وهذا سيؤدي إلى انتعاشة جديدة للبورصة السعودية ، وقد أكد الدكتور سالم باعجاجة رئيس قسم الاقتصاد في جامعة الطائف أن المواطن الغير مستثمر العادي لن يطوله الضرر إثر هذه الانخفاضات بينما ينصح المستثمرين الصغار بالتريث في عمليات البيع حتى يتحسن السوق إثر انجذاب المستثمرين الأجانب لشراء الأسهم .
قرارات :
أصدرت الحكومة الصينية والسعودية بعض القرارات المتعلقة بهذا الشأن ، حيث قام البنك المركزي الصيني بخفض أسعار الفائدة إلى 4.6% و خفض نسبة الاحتياط الإلزامي للمصارف ما يعادل 18% أي 50 نقطة ، ، كما أعلنت السوق المالية السعودية باعتماد الوثيقة المستحدثة للأسئلة الشائعة المتعلقة بقواعد أنظمة استثمار المؤسسات المالية المدرجة بسوق الأسهم السعودية ، وقد أدت هذه القرارات إلى ارتفاع أكثر من 7% من مؤشر سوق الأسهم السعودي وبذلك يكون قد عوض حوالي 50% من الخسائر التي لحقت به يوم الاثنين الأسود .