متلازمة اسبرجر عند الأطفال
لماذا تحدث متلازمة اسبرجر
لا يوجد سبب واحد وراء حدوث متلازمة اسبرجر. ولكن على الرغم من ذلك، تشير الابحاث أن هناك عدة عوامل خلال الحمل وبعد الولادة من الممكن أن تزيد من خطر حدوث هذه المتلازمة. تتضمن هذه العوامل:
- الاضطراب الصبغي مثل متلازمة الصبغي X الهش
- تناول الأم الحامل لأدوية تستلزم وصفة طبية تؤخذ أثناء الحمل مثل حمض الفالبرويك للنوبات أو اضطرابات المزاج أو الثاليدومايد للقلق.
- الأبوين كبار السن.
هذه العوامل بما في ذلك الجينات والتعرض للسموم البيئية مثل المواد الكيميائية أو الفيروسات قد تسبب متلازمة اسبرجر. ومن المحتمل أن تحدث هذه المتلازمة عند الأولاد أكثر من البنات. التغييرات في الدماغ هي المسؤولة عن جميع اضطرابات طيف التوحد، لكن ليس هناك سبب لهذه التغييرات بالضبط. [1]
متلازمة أسبرجر أحد إضطرابات طيف التوحد , حيث يعاني المصاب بالمتلازمة من صعوبات في التعامل مع العالم الخارجي او في التعاملات الإجتماعية و لكن تختلف إضطرابات أسبرجر عن أطياف التوحد بأن المصاب بها يمكن أن تنموا و تتطور لديه القدرة اللغوة و الإداركية بقدر نسبي أعلي من مرضي التوحد الآخرين .
سميت متلازمة أسبرجر نسبة الى الطبيب النمساوي هانز أسبرجر و هو طبيب أطفال حيث كان اول من وضع تشخيص للمتلازمة في عام 1944و لكنه كان تشخيص بدائي الى حد ما , حيث قام بتشخيص الحالة عند بعض الأطفال بالشكل التالي :-
1- طفل يفتقر الى مهارات التواصل اللفظي .
2- إظهار تعاطف او تفاعل محدود مع أقرانهم .
3- الحركة الجسدية او التحرك بشكل عام يتم بشكل أخرق و مرتبك .
لكن بعد مرور ما يقرب من خمسين عامأ بدأ هذا التشخيص , مع التطور و الأبحاث و التجارب ظهر تشخيص معيارى للمتلازمة او الأضطراب و لكن رغم هذه التطور الذي إرتبط بالمتلازمة و تشخيصها الا أنه حتى الآن لم يتم التوصل بشكل مؤكد الى السبب المباشر للمرض , الا أن هناك بعض الميل نحو أن السبب جيني لكن لم يتم التأكد بشكل قاطع منه .
ما هى متلازمة او إضطراب اسبرجر ؟
هى نوع من إضطراب طيف التوحد او الإضطرابات النمائية الشاملة و التي تتمثل في مجموعة مم الحالات النفسية الشاذة في التفاعلات الإجتماعية و الرغبة في الانماط السلوكية المتكررة و المقيدة و تبدأ هذه الإضطرابات في سن الرضاعة او الطفولة و تنتشر بشكل أكبر لدى الذكور .
رغم وجود بعض اوجه الشبه بين متلازمة أسبرجر و التوحد فيما يخص كيفية إكتشاف المرض الا أنه في عام 2008
و في أثناء مؤتمر خاص بالتخطيط لبحوث متعلقة بمرض التوحد اوصت بعض المجموعات من الباحثين بفصل متلازمة أسبرجر عن التصنيف كاحد افرع التوحد و تصنيفه كمجموعة منفصلة .
أعراض متلازمة اسبرجر
اولًأ الأعراض الإجتماعية .
1- إن أبرز أوجه الخلل في المصاب بمتلازمة أسبرجر هي النقص في تعاطف المصاب مع الآخرين .
2- صعوبة في التفاعل الإجتماعي مع الآخرين مما يؤدي الى صعوبة تكوين علاقات او صداقات جديدة .
3- نقص في تقديم المعاملة بالمثل على المستوى الإجتماعي و العاطفي فالمصاب بالمتلازمة لا يستطيع او يصعب عليه التعبير عن الأشياء التي يحبها او عن إظهار مشاعره نحو الآخرين .
4- الضعف في السلوكيات اللفظية من احد أهم السلوكيات اللفظية العين فهلا يستطيع توظيفها بالشكل المطلوب للتواصل كذلك حركات او تعبيرات الوجه , اوضاع الجلوس , الإيماءات .
5- لا يميل مرضى الأسبرجر الى الإنسحاب من حول الآخرين كمرضى التوحد بل يقتربون منهم .
6- فيما يخص السلوك العنيف لم توجد المعلومات الكافية التي تؤكد ميل المصابين بمتلازمة أسبرجر الى السلوك العنيف او الإجرامي .
ثانيًا الرغبات و السلوك المتقيد و المتكرر .
يميل مرضى الأسبرجر الى القيام بالأنشطة التى تتميز بالتكرار و التكثيف الذي قد يصل الى حد غير طبيعي , فحياته تمتاز بشكل روتيني و يعاني هذا المريض من ضيق الأفق حيث يهتم بموضوعات ضيقة جدًا و هي تتطور لتصبح أقل و أضيق فهو لا يفهم الطبيعة الأشمل للموضوعات و قد تأتي عليه مرحلة تصبح الأسرة و أفرادها خارج نطاق إهتماماته . و تعتبر التصرفات النمطية و التكرارت السلوكية أهم أسباب تشخيص متلازمة أسبرجر و أطياف التوحد بشكل عام .
ثالثًا النطق و اللغة .
لا يعاني مريض متلازمة أسبرجر من صعوابات في اللغة او تشوهات في طريقة النطق و لكن المشكلة تظهر في طريقة إستخدامه للغة الذي يكون غير نمطي فمثلا تجده يتمتع بالإسهاب , التحولات الفجائية , التفسيرات الحرفية و عدم الشمولية , التحذلق بشكل غير عادي , التحدث بشكل رسمي , عدم التناغم في مستوى الصوت و الحدة و الإيقاع , فشل المريض في تحديد مدى إهتمام المستمع بحديثه , تبرز مشكلة مريض الأسبرجر فيما يخص اللغة ايضًا أن المريض يفهم اللغة بشكل حرفي اي أنه يفهم معاني الكلمات بشكل جيد و يمتلك حصيلة لغوية عالية جدًا لكنه يعاني في فهم اللغة غير اللفظية مثل الفكاهة فهو يفهم معني النكتة لكنه لا يفهم المغزى منها مما يدفعه الى عدم الإستمتاع كغيره و هذا ناتج عن مشكلة ضيق الأفق لدى المريض .
رابعًا تقييم الذات و التقييم الإجتماعي .
مرضي اطياف التوحد بما فيهم مرضى متلازمة أسبرجر يمكن تعليمهم بعض المهارات الإجتماعية و التخاطبية و لكنها تظل مهارات جامدة و ليست الوحيدة التي يحتاجها للتواصل مع الآخرين و التوافق كما أنها لا تساعده على الفهم الدقيق لأفكار و مشاعر الآخرين و هي العوامل التي تساعدك على تحديد كيفية تقديمك لنفسك للآخرين كما أن مرضى الاسبرجر يعانون من الثقة المفرطة في الآخرين نتيجة عدم قدرتهم على التقييم الذاتي و الإجتماعي مما يجعلهم عرضة للإستغلال .
خامسًا القسوة و إنعدام التقمص العاطفي .
يعاني مريض الأسبرجر من عدم قدرته على فهم او تقدير مشاعر و أفكار الآخرين مما يعني عدم قدرته على التقمص العاطفي و بالتالي عدم القدرة على الإحساس بما يشعر به الآخرين , مما يساعد على جعل هذا المريض إنفعالى بشكل قد يكون مبالغ فيه كما أنه نتيجة لذلك اذا إتيحة لهذا المريض الفرصة و لم توضع له الضوابط الكافية اصبح طاغية و لحسن الحظ أن مرضى أطياف التوحد بما في ذلك الأسبرجر لا يميلون للعنف لانه في حال حدوث ذلك فلن توقفهم تعبيرات الرعب او الفزع او الألم فهو لا يمتلك القدرة على تقديرو الإحساس بما يشعر به الغير , و رغم ان السلوك العنيف للمرضى من هذا النوع ليس كثيرًا او يعتبر نادرًا الا أنه يجب مراقبة و متابعة المرضى من هذا النوع خوفًا من حدوث أي شئ و بخاصة أنه تصيبهم نوبات من الغضب يمكن أن يحدث بها اي شئ .
سادسًا عوامل او أعراض أخرى .
مرضى الأسبرجر قد تجد عليهم عوارض اخرى بخلاف ما سبق يمكن أن تساعد في تشخيص الحالة و منها إختلافات في الإدراك , إضطرابات او تأخر في المهارات الحركية , إضطراب فيما يخص النوع , العواطف .
العلاج .
كلما كان التدخل العلاجي مبكرًا كلما كانت النتائج أفضل و لكن لا يوجد علاج أفضل من غيره و يتم علاج متلازمة أسبرجر بعلاجات مشابهة لإضطرابات طيف التوحد عالي الأداء و لكن عند العلاج يتم الأخذ في الحسبان قدرات المريض اللغوية , مواطن القوة في المهارات اللفظية و و مواطن الضعف في المهارات الشفهية .
العلاج يتم في شكل برناج او حزمة من الأشياء و يتمثل البرنامج النوذجي في الآتي: –
1- التدريب على المهارات الإجتماعية .
2- علاج السلوك الإدراكي للمساعدة في الحد من السلوك المتكرر .
3- بعض العلاجات الدوائية و هي تعتمد على التشخيص النفسي لحالة المريض .
4- علاج جسدي رياضي للعمل على تحسين التكامل بين الحواس و العمل على تحسين التناسق الحركي .
5- التحسين و التدريب على عمليات التواصل الإجتماعي لتدريب المريض على التبادل في المحادثات .
6- تدريب الآباء من خلال تعليمهم تقينات سلوكية تستخدم في المنزل .
تشير التقارير الى أن نسب الشفاء من هذه المتلازمة قد تصل الى 20% حيث يتم شفاء الطفل المصاب من المرض و أعراضه و يعيش حياته بشكل طبيعي و هناك بعض المشاهير الذين أصيبوا بالمتلازة و كانوا عباقرة بارزين و منهم بيل غيتس , إسحاق نيوتن , أينشتاين , إديسون , هتلر , نابليون , هانز أسبرجر مكتشف المتلازمة , دافنشي , شكسبير , بيتهوفن , ليونيل ميسي و غيرهم العديد من المشاهير الذين أصيبوا به .