البوليبات القولونية وأخطارها “زوائد في القولون”


البوليبات القولونية أوالسلائل القولونية colorectal polyp

، هي زوائد نسيجية دقيقة تنمو بشكل طبيعي داخل بطانة الأمعاء الغليظة . رغم أن معظم البوليبات القولونية حميدة وغير خطرة ، إلا أنا قد تتحول إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت ، وهنا تظهر أهمية الفحص المنتظم للقولون عن طريق المنظار ، وخاصة بعد سن الخمسين ، لمعرفة تطور تلك البوليبات واستئصالها إن دعت الحاجة .

فرضت معظم الدول الغربية ، وغالبية دول مجلس التعاون الخليجي على الهيئات التابعة لوزارة الصحة ، تنبيه المرضى فوق الخمسين بإجراء تنظير القولون بشكل اعتيادي ، وعمله مجاناً لدى المستشفيات التابعة لها .


الأسباب


ليس هناك سبباً معروفاً لنمو الزوائد الجلدية أو البوليبات داخل

القولون

، وبالإضافة إلى ذلك ، تنمو البوليبات في مختلف أجهزة الجسم ، مثل بوليبات الرحم ، وبوليبات داخل المستقيم ، والمعدة . عادة ما يحتوي جدار القولون الداخلي على عدد من البوليبات لا تزيد عن 3 ، وفي حالة تطور حجمها أو زيادة عددها ، والذي يرصد من خلال

منظار القولون

، يقوم الطبيب بإزالتها أثناء المنظار تخوفاً من زيادة نشاطها وتحولها إلى خلايا سرطانية . تتحكم الجينات الوراثية في عدد ونمو البوليبات ، ويمكن لأي طفرة جينية دفع البوليبات إلى الانقسام ، المبدأ الأساسي للسرطان ، وتحولها إلى خلايا خبيثة على المدى الطويل . عادة ما تتخذ البوليبات شكل الزوائد الجلدية التي تظهر على سطح البشرة ، وتكون دقيقة الحجم مسطحة أو مسوقة كشكل الفطر ، وكلما زاد حجمها زادت فرصتها للتحول إلى سرطان . وتوجد بعض العوامل والتي يمكننا أن نعتبرها سبباً لظهور البوليبات ، ومنها :

• السن : يزيد عدد البوليبات بعد سن الخمسين ، ولذا ينصح ببدء عمل تنظير القولون بعد الخمسين للرجال والنساء على حد سواء .

• الوزن : ليس هناك ارتباطاً مباشراً بين زيادة الوزن وظهور البوليبات القولونية ، لكن في معظم الحالات التي يحدث فيها زيادة في عدد البوليبات يكون المريض من ذوي الوزن الزائد .

• التدخين والكحول : يزيد التدخين وشرب الكحوليات من خطر الإصابة بالبوليبات القولونية المتسرطنة وسرطان القولون بشكل عام .

• العوامل الوراثية : السرطان بصفة عامة مرتبط بالتاريخ المرضي العائلي للشخص ، حيث يكون الأشخاص أكثر عرضة للسرطان عن غيرهم في حالة وجود تاريخ مرضي للسرطان بين أقربائهم وخاصة من الدرجة الأولى والثانية .

• الأمراض المعوية : قد يلعب التهاب القولون المزمن و

قرحة القولون

وداء كرون دوراً في ظهور البوليبات القولونية .

• أسلوب الحياة : عدم الحركة وممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الحياتية بشكل طبيعي يزيد من فرصة كسل القولون وبقاء الفضلات بداخله لوقت أطول ، مما يعرض الشخص لنمو المزيد من البوليبات القولونية ، وحدوث أنواع مختلفة من السرطان ، منها

سرطان القولون

.


الأعراض


لتواجدها بشكل طبيعي داخل القولون في جميع الأشخاص ، لا يمكن اعتبار البوليبات القولونية مرضاً بعرض ، لكن في حالة زيادة عددها عن المعدل الطبيعي أو بدء تسرطنها ، تبدأ بعض الأعراض في الظهور والتي لا يبت فيها سوى منظار القولون ، ومنها

الامساك

أو الإسهال المتواصل لما يزيد عن خمسة أيام ، آلام عند التبرز وظهور خيوط دم بالبراز ، نزول قطرات دم على ورق التنشيف بعد التبرز أو الملابس الداخلية .


العلاج


أثناء إجراء منظار القولون ، وهو إجراء بسيط لا يتطلب وقتاً ولا ينتج عنه أي آلام ، يرى الطبيب أثناء التنظير عدد البوليبات وشكلها وحجمها ، وفي حالة زيادة عددها أو تغير شكلها عن الطبيعي ، يقوم تلقائياً باستئصالها بالمنظار . بعد الاستئصال تؤخذ الأنسجة لتحليلها في المعمل ، وفي حالة وجود تسرطن بها ، ينصح المريض بعمل منظار القولون على فترات متقاربة كل ستة أشهر ولمدة خمس سنوات على الأقل ، لمعرفة تطور الحالة وما إذا كان هناك أي نشاط خلوي سرطاني بالقولون . في بعض الحالات مثل مرض البوليبات العائلية ، يقوم المريض بإزالة القولون والمستقيم بالكامل ، ويستبدل بأجزاء من الأمعاء الدقيقة لتوصيلها بفتحة الشرج ، لتمكين الأمعاء من طرد الفضلات بشكل طبيعي .