هوس التسوق القهري “هوس الشراء “


هوس التسوق القهري

أو

هوس الشراء oniomania

، هو مرض نفسي يتميز بقيام الشخص بالتسوق والشراء بدون دوافع منطقية أو احتياج للسلع المشتراة . وبعد زوال لذة الشراء يشعر الشخص بآلام نفسية وتوبيخ داخلي على فعله ، وتبدأ أعراضه في مرحلة المراهقة . تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهوس التسوق عن الرجال بنسبة تزيد عن 60% ، وربما يرجع هذا إلى أن النساء أكثر تعرضاً للضغوط النفسية من الرجال وإلى اهتمام الرجال بالعمل بشكل أساسي بينما تتولى المرأة مسئوليات أكثر إرهاقاً .


الأسباب


على الرغم من الأبحاث الطبية المستفيضة لمعرفة الأسباب النفسية الحقيقية لهوس الشراء إلا أنها لا تزال غامضة بعض الشيء ، ومن أهمها :

• الحرمان العاطفي : عادة ما يكون مريض هوس التسوق محروم عاطفياً ، مثل إهمال الشريك ، الفشل الدراسي ، عدم وجود أصدقاء وعلاقات اجتماعية ناجحة ، عدم الإنجاب .

• الاضطرابات الانفعالية : وتشمل ردود الأفعال الخارجة عن التحكم مثل الغضب والفرح وعدم قدرة الشخص على إخراج الانفعال الطبيعي في الموقف مما يدفعه للهروب بالتسوق .

• البحث عن الجديد : تميل بعض الشخصيات المغامرة إلى التجربة سواء عن طريق السفر والرحلات أو عن طريق تجربة كل جديد ، حتى وإن لم تكن في حاجة إليه .

• عدم الرقابة : تنشغل بعض الأسر في السعي وراء مطالب الحياة من أجل توفير العيش الكريم لأولادها ، وفي هذه الظروف يجد المراهق نفسه يمتلك المال ويفتقد الاهتمام والرقابة من والديه فيقبل على الشراء بإفراط .

• بعد الصدمة : قد يتعرض الشخص لصدمة نفسية أو في أعقاب النجاة من الحوادث أو الأمراض المميتة فيقبل على شراء كل ما يقابله في محاولة للتغلب على شعوره الداخلي بالخطر .

• عدم الأمان : وعادة ما يكون ذلك لدى النساء ويتكون منذ الطفولة ، ويكثر بين من فقدن أمهاتهن في سن مبكرة .

• الإحساس برفض الآخرين سواء رفض الزملاء بالعمل أو رفض العائلة أو رفض الشريك .

• الشعور بالدونية : يكثر هذا الشعور بين أفراد الطبقات الفقيرة والذين تتوافر لديهم في مرحلة ما من حياتهم الأموال وتتغير أوضاعهم الاجتماعية فيحاولون تعويض ما شعروا به من نقص في بداية حياتهم .

• المستوى الثقافي : معظم المجتمعات الغربية تربي في أطفالها ثقافة الشراء ، وتدربهم على الاختيار في إطار الحاجة الحقيقية والميزانية المتاحة . غير أننا في مجتمعنا الشرقي عادة ما نكافئ أولادنا الصغار باصطحابهم للشراء أو تناول الطعام خارج المنزل عند نجاحهم أو اجتيازهم لمشكلة ما .


الأعراض


• تزايد الرغبة للذهاب للمتاجر واختيارها دائماً كهدف أول عند الخروج للتنزه أو بعد العودة من العمل .

• الإحساس بلذة ومتعة أثناء عملية الشراء .

• الإنفاق ببذخ حتى وإن كانت الحالة الاقتصادية لا تسمح بذلك .

• شراء أشياء ليس لها أهمية أو غير مناسبة للشخص .

• حرص الشخص على شراء أشياء شخصية ليس لها استخدام لبقية أفراد العائلة .

• الإحساس بالذنب بعد الشراء وعدم اهتمامه بالأشياء التي اشتراها ، بل محاولته تجنب رؤيتها أو النظر إليها مرة أخرى .

• الكذب واختلاق أشياء وهمية مثل وجود عروض مخفضة على السلع التي اشتراها أو أنه حصل عليها كهدية من صديق .

• سعي الشخص الدائم لتوفير المال اللازم للشراء سواء من أحد أفراد العائلة أو عن طريق إجهاد نفسه في العمل .


العلاج


كمعظم الأمراض النفسية تبدأ أولى خطوات العلاج بعد وعي المريض بحالته ولو بصورة جزئية ، وفي حالة مريض التسوق القهري نجد أنه دائماً ما ينفي ويبرر شراءه حتى وإن كان تبريره مختلقاً . ومن ثم ينبغي على أحد الأشخاص المقربين منه دفعه بطريق غير مباشر إلى معرفة مرضه . الخطوة الثانية هي استشارة الطبيب النفسي والذي يبدأ عادة بجلسات تحليل نفسية للوقوف على الأسباب الحقيقية للمرض . يتخذ العلاج اتجاهين؛ الأول هو العلاج الدوائي المساعد والذي يعمل على تهيئة المريض للعلاج السلوكي . الاتجاه الثاني وهو العلاج السلوكي والمتمثل في محاولة الطبيب تصحيح سلوك المريض وتقوية عزيمته على مقاومة رغبته في الشراء وترتيب أولويات حياته وإنفاقه . ويتطلب علاج التسوق القهري مساعدة العائلة أو الأصدقاء المقربين .