الألم العضلي المزمن .. متلازمة التعب
الألم العضلي المزمن أو متلازمة التعب Chronic fatigue syndrome
، هي حالة من التعب والإجهاد تأتي بشكل متكرر ومنتظم . يشعر المريض بإرهاق شديد لا يزول إلى بعد أخذ مقدار من الراحة . من أعراضه إحساس بآلام مبرحة في العضلات والعظام ، خاصة الطرف السفلي ، تعرق ، مشكلات في الذاكرة ، آلام بالرأس ، اضطراب النوم ، التهاب بالحلق ، وقد تستمر لفترة طويلة أو لأيام معدودة. متلازمة التعب المزمن تعتبر مرضاً في حد ذاتها ، وليست عرضاً لأمراض أخرى ، وليس لها أسباب معروفة ، إلا أن أكثر انتشاراً لدى السيدات في العقد الخامس والسادس من العمر . قد تستمر المتلازمة لسنوات ، وليس لها علاج سوى الراحة وبعض مسكنات الآلام .
الأسباب
في الوقت الذي لا توجد أسباب محددة للإصابة بمتلازمة التعب ، إلا أنه من خلال الدراسة العلمية للحالات المصابة ، وجد أنه قد يرجع للأسباب التالية :
• العدوى الجرثومية أو الفطرية .
• الصدمة النفسية أو الاكتئاب الشديد .
• مشكلات بالجهاز العصبي .
• التعرض لحوادث نتج عنها تضرر خلايا بالمخ أو ارتجاج بالمخ ، والتي قد تقع للشخص في فترة الطفولة ، ولكن المتلازمة تبدأ بالظهور في عمر 20-30 سنة .
• أمراض بالجهاز المناعي .
• قصور بالغدة الدرقية .
•
مرض السكري
.
• أسباب وراثية ، حيث يعتقد العلماء أن العائلات التي ينتشر فيها هذا المرض يكون أفرادها أكثر عرضة للإصابة .
• أسباب هرمونية: ربطت الدراسات الحديثة بين المرض والخلل في بعض الهرمونات بالجسم ، وهي نفسها التي تتسبب في زيادة إحساس البعض بالألم في حين أنه لا يمثل أي مشكلة لشخص آخر .
• أسباب كيميائية : قد يكون نقص في الدوبامين والكورتيزول والنورأينيفرين ، وكلها مواد كيميائية طبيعية بالجسم مسئولة عن الشعر بالراحة والسعادة .
• مشكلات بالدورة الدموية : حيث وجد أن عدد لا بأس به من الحالات مصابة بنقص في التروية الدموية بالمخ ، مما يؤدي إلى تضخيم الشعور بالألم وصعوبة التركيز .
التشخيص
يتشابه تشخيص ألم العضلات المزمن مع حالات العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا ، وأمراض العظام مثل
الروماتيزم
وخاصة لدى كبار السن . قد يهمل المريض في الذهاب للطبيب بعد زوال الأعراض ، إلا أنها سرعان ما تعاوده بوتيرة شبه منتظمة . يقوم الطبيب المختص بعمل التحاليل والفحوصات الطبية للتأكد من سلامة المريض من أي مرض عضوي قد يكون سبباً في تلك الأعراض . إلا أن عليه التأكد بسؤال المريض عن مجموعة الأعراض التي يشعر بها حيث دائماً ما تترافق آلام العضلات المزمنة بمشكلات في النوم والذاكرة والحالة المزاجية ، وكذلك
التهابات الحلق
واضطرابات الجهاز الهضمي .
الأعراض
مرض ألم العضلات المزمن من الأمراض الشائعة لدى النساء بنسبة تزيد عن 80% من الرجال . ليس من الضروري أن يشعر مرضى متلازمة الألم العضلي المزمن بكل الأعراض الواردة أدناه، إلا أنه عادة ما يجتمع ما يزيد عن خمس منها في نفس الوقت ، وهي :
• الإحساس بالإرهاق الشديد .
• عدم القدرة على أداء الأنشطة العضلية والعقلية الثقيلة .
• آلام بالعضلات تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا .
• آلام بالعظام والمفاصل وخاصة الطرف السفلي من الجسم .
• صداع ، وأحياناً صداع نصفي (
الشقيقة
) .
• آلام بالرقبة وأسفل الرأس .
• اضطرابات في النوم (قلق ، نوم غير عميق ، عدم القدرة على الاستيقاظ بنشاط) .
• تقلصات عضلية تشبه تلك التي تصيب الرياضيين.
• صعوبة في الحركة وعدم الاتزان.
• خفقان في القلب وضيق تنفس ومشكلات في الحلق تشبه التهاب اللوزتين.
• اضطرابات بالسمع والرؤية .
• مشكلات في الذاكرة وضعف القدرة على التركيز .
• انتشار الحساسية الجلدية بدون سبب واضح .
• ضعف الجهاز المناعي (إصابة متكررة بالرشح و
التهاب اللوزتين
وجفاف اللسان) .
• اضطرابات بالجهاز الهضمي ومشكلات بالقولون .
العلاج
في واقع الأمر ، لا يوجد حتى الآن علاج محدد لمتلازمة الألم العضلي المزمن ، ومعظم العلاجات تكون للأعراض حتى يتمكن المريض من مواصلة حياته بشكل طبيعي . إلا أن أحدث ما توصلت إليه الدراسات الحديثة ، أن العلاج الأنسب هو الالتزام ببرنامج علاجي تأهيلي يشمل العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي وجلسات نفسية وحمية غذائية مناسبة .
ومن العلاجات الدوائية مسكنات الآلام، مضادات
الاكتئاب
، منشطات الذاكرة ، والأقراص المنومة ، وكذلك أدوية ترخية العضلات . قد يكون دواء لاريكا هو الحل الأمثل ، حيث يقوم بتغذية الجسم بفيتامينات ب التي تعمل على معالجة التهاب الأعصاب ، وكذلك تسكين الآلام والمساعدة على النوم بعمق .
وفيما يخص العلاج الطبيعي ، يمكن للمريض الالتحاق بمركز علاج طبيعي بتوصية طبية للقيام بتمارين تساعد على تقوية ومرونة العضلات . ينبغي على المريض الالتزام بحمية غذائية معتدلة تحتوي على مواد غذائية عالية الطاقة منخفضة الدهون ، ولأصحاب الوزن الزائد من المفيد الوصول للوزن المثالي حيث تشكل السمنة إجهاداً طبيعياً على العضلات والمفاصل .