ظاهرة العنوسة في السعودية .. أسبابها وعلاجه

تعد ظاهرة تأخر الزواج أو ما يسمى بالعنوسة بين الشباب والفتيات في العالم العربي من المشاكل الاجتماعية التي تؤرق المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ، وخاصة في دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية ، إذ تقدر الإحصائيات أن عدد الفتيات التي تخطت سن الزواج يبلغ 1.4 مليون فتاة ، كما يقدر عدد الشباب حوالي 600 ألف شاب ، بإجمالي 2 مليون شاب وفتاة في السعودية .

ومن هنا كان الاهتمام بالبحث عن أسباب وحلول لمشكلة العنوسة من قبل جامعة الملك عبد العزيز ، وذلك بعقد ورشة عمل عن المفاهيم الخاطئة والعادات الاجتماعية في المجتمع السعودي ، والتي توصلت للأسباب الحقيقية لتأخر سن الزواج بين الشباب والفتيات السعوديين أو تخوفهم من فكرة الزواج .

وقد تم التوصل لقائمة المعتقدات والعادات الاجتماعية الخاطئة التي أدت لتفاقم ظاهرة العنوسة والتي تتمثل في الأسباب الآتية :




ارتفاع تكاليف الزواج .




الاختيار الإجباري لمعايير الأهل .




تعصب بعض العائلات في مسألة الحسب والنسب .




المبالغة في المواصفات المطلوبة في اختيار الشريك .




ردود الأفعال السلبية للتجارب الفاشلة في المجتمع .




نشر الإعلام للمفاهيم الخاطئة عن الزواج .

وكانت النتائج تلك الأبحاث تشير لتلسيط الضوء على المشكلة التي تؤرق المجتمع السعودي لدى الجنسين والتي توصلت لأسباب تأخر الزواج في الدولة :




يرجع بنسبة 45% للمفاهيم الخاطئة عن الزواج .




ضعف العلاقات الاجتماعية .




القلق من المسمتقبل الوظيفي في ظل الزواج .




اخفاء بعض المشكلات الجسدية والنفسية عن الطرف الآخر .




الغيرة من تفوق وتميز الطرف الآخر وخاصة من جانب الرجال .




الخوف من تحمل المسئوليات .




الخوف من العنف الأسري .


التفسير النفسي لظاهرة العنوسة :


تؤثر ظاهرة العنوسة في المجتمع بشكل كبير وبشكل خاص على الطرفين الفتاة والرجل ، وذلك للنظرة القاسية التي ينظرها المجتمع للفتاة التي تأخرت في سن الزواج مما يكن له أثر سيئ وجارح لمشاعرها واحساسها بالنقص ، وهي نظرة الشفقة والريبة بالرغم من عدم حيلة الفتاة لحل هذه المشكلة التي خلقها المجتمع وحاصرها بالقيود الخانقة ، ومن هنا يمكننا رصد الأسباب الحقيقة للظاهرة في النقاط التالية :


– أسباب اجتماعية :

وتنحصر في تفكير الأسرة ، وعدم توعيتهم للأبناء بالمعنى الحقيقي للزواج ، وبناء أسرة ، وكذلك دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية للوصول لحلول عملية نتناسب المجتمع .


– الأسباب الاقتصادي :

والتي تتمثل في ارتفاع تكاليف الزواج والمالبغة فيها ، مقارنة مع ازياد نسبة البطالة ، والمغالات في تجهيزات البيت والأفراح .


– الأسباب التربوية :

والتي ترجع لخلو المناهج التعليمية لإعداد الفتاة لتصبح زوجة وأم ناجحة ، وتعليم الشباب تحمل المسئولية ، والسعي للكسب الحلال وتأمين حاحة الأسرة .


– الأسباب الثقافية :

والتي تستوجب التوعية عبر وسائل الإعلام والقنوات ، والصحف والمجلات ، وتقديمها من المفكرين وعلماء الدين ، والمتخصصين الاجتماعيين لتكن لتصحح المعلومات المغلوطة التي تربى عليها المجتمع منذ سنوات ، والتوعية بأهمية الأسرة والزواج ومسئولياته .


– الأسباب النفسية :

لمعالجة أسباب الخوف المترسبة في بعض الفتيات والشباب من المستقبل ، وتحمل المسئوليات ، والخوف من الفشل ، والمشاكل الزوجية ، وتفضيل الحرية والرفاهية .