داء المقوسات أو مرض القطط Toxoplasmosis .. والحمل


داء المقوسات أو مرض القطط Toxoplasmosis

، هو مرض معدي ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان ، وقد يؤدي إلى أضرار بالغة بالجنين حال انتقاله للأم الحامل . ينتشر هذا الداء في كل بلدان العالم ، وينجم عن تناول أو تداول لحوم نيئة أو مطبوخة بشكل غير كامل حاملة للمرض ، وكذلك التعايش مع القطط المنزلية أو تناول مياه وأغذية ملوثة ببراز القطط المصابة .

يرتبط الجنين بأمه عن طريق الحبل السري ، الذي يستمد عن طريقه المواد المغذية والأكسجين ، ويتخلص من خلاله من السموم والمواد الضارة . وقد يصبح الحبل السري نفسه عرضة لمرور الجراثيم التي تصاب بها الأم أثناء الحمل ، ووصولها بسهولة إلى الجنين . ومن أكثر الأضرار خطورة لداء المقوسات تأثيره على الأجنة ونموها داخل الرحم . ويتراوح تأثير من الإجهاض إلى الموت داخل الرحم ، أو حدوث تشوه بالجنين أو اختلال في وظائفه الحيوية فيما بعد الولادة .


العدوى


داء المقوسات هو مرض يسببه طفيلي يسمى بالمقوسات القندية والتي تصيب الحيوانات المفترسة والأليفة وخاصة العصافير ، الدواجن ، القطط ، الخراف ، الخنازير والأبقار . وتشكل القطط الأليفة مصدر رئيسي لإنتقال الطفيلي من الحيوان إلى الإنسان وبقية الحيوانات الأخرى . يعيش هذا الطفيلي داخل أمعاء القطط الدقيقة ويتكاثر جنسياً وبعد بضعة أيام من تكاثره يتحد مكوناً أكياس طفيلية قادرة على الحياة خارج جسم الحيوان لفترات طويلة قد تمتد لعدة شهور ، مشكلة مصدر عدوى شائع للحيوان والإنسان . بعد أسبوعين من ابتلاع الكيس الطفيلي ينفجر داخل الأمعاء وينتشر إلى بقية أعضاء الجسم عن طريق الدورة الدموية . بعدها تبدأ الأكياس في التمركز في المخ ، العيون ، العضلات والقلب وقد يبقى داخل الجسم لفترات طويلة .

وطرق العدوى الأكثر شيوعاً هي تناول اللحوم النيئة أو غير المطهية بشكل كافي ، لمس براز القطط ، تناول الحليب الغير معقم ، التعايش مع الطيور ، ويمكن في حالات نادرة العدوى عن طريق نقل الدم وزراعة الأعضاء .


التشخيص والأعراض


يكتشف المرض بعمل إختبار دم IgG ، والذي يظهر المرض خلال يوم واحد من الإصابة . لا يظهر المرض أعراض عند معظم المصابين ، وتكون الأعراض حال حدوثها بسيطة وشبيهة بالإنفلونزا، والتي تشمل :



التهاب الحلق

.

• إرهاق شديد .

• حمى .

• صداع .

• آلام في العضلات .

يمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة أسابيع ، ثم تشفى ويبقى الطفيلي داخل الجسم ، إلى أن يصبح نشيط مرة أخرى وعندها تبدأ أعراض أكثر شدة مرتبطة بالجهاز المناعي لدى المصاب، وهي :

• زغللة في الرؤية .

• عدم تركيز .

• مشكلات في الجهاز التنفسي .

وفي حالة الإصابة لحديثي الولادة ، والتي تحدث نتيجة انتقال الطفيلي من الأم إلى الجنين في فترة الحمل ، تظهر على الرضيع الأعراض التالية :

• اليرقان ، أي اصفرار الجلد والعينين .

• مشكلات في وظائف الكبد و

الطحال

.

• نوبات تشنج عضلي .

وقد يصاب الجنين بداء المقوسات ولا يظهر عليه أياً من الأعراض التالية ، حيث يكون الطفيلي كامناً إلى أن يدخل الطفل مرحلة المراهقة ، فتظهر عليه الأعراض التالية :

• نقص بالسمع .

• إعاقة ذهنية .

• تأخر في النمو العقلي .

• مشكلات بصرية .


العلاج


بعد التأكد من الإصابة بالمرض، يعطى المضادات الحيوية ومن أكثرها شيوعاً السبايرومايسين ، وهناك أدوية فعالة أخرى مثل البيريمتامين ، السلفاديازين ، الليندامايسين ، التريماثروبيم ، الأزيثرومايسين ، الأتوفاكيون ، التتراسيسلين ، المينوسلين ، وأخيراً الميكسوسين والذي يعالج الحالات المزمنة من المرض .


الوقاية


• ينبغي على الحوامل تجنب الحيوانات الأليفة سواء المنزلية أو البرية ، وعند اكتشاف الحمل بعد ملامستها لتلك الحيوانات ، عليها استشارة الطبيب للقيام بالفحوصات اللازمة للتأكد من عدم الإصابة بالمرض .

• الحرص على تناول اللحوم والحليب والبيض موثوق المصدر ، وغسل الأيدي جيداً بعد التعامل مع اللحوم النيئة .

• الإلتزام بالنظافة العامة لمربي الطيور والحيوانات الداجنة ، والحرص على غسل الأيدي والوجه بشكل جيد وتغير الملابس بعد العناية اليومية بالحيوانات .

• في حالة وجود حيوان أليف بالمنزل ، يجب إعطاؤه التطعيمات الدورية للتأكد من خلوه من المرض ، وكذلك الغسل الجيد للخضروات والفواكه قبل تناولها وتطهير الأثاث والفراش بصفة دورية .