جهاز للظهر لعمل رسم ثلاثي الأبعاد للمكان

كانت الطريقة المعتادة لرسم مساحة ما هي إستخدام مؤشر الليزر الذي يشبه القلم حيث يتم توجيه إلى اليمين و اليسار و أعلى و أسفل و تسجيل الأبعاد لكي ترسم خارطة تقريبيه لمكان و هذه الطريقة التي يستخدمها البناءون تحتاج إلى عمل مكثف لغاية كما أنها عرضة لخطأ أما من خلال تسجيل الأرقام أو حساب القياسات الهندسية .

قبل عشر سنوات قدم بعض المبتكرين جهازًا يجر على عربة بعجلات و لكنها كانت كبيرة الحجم و وزن ثقيل و أيضًا صعبة النقل على الأدراج و الأسطح غير المستوية لذا كان هذا هو الدافع الذي دفع فريق العلماء لإبتكار جهاز يحمل على الظهر لعمل مسح و رسم ثلاثي الأبعاد للمكان ، لا يكون على المستخدم سوى وضع الجهاز على ظهره كما لو كان يحمل حقيبة ظهر ثم يبدأ بالسير داخل المبنى و الجهاز يجرى مسحًا للمكان و النتجة لا تقتصر فقط على رسم خارطة فقط لطابق الذي يتجول فيه إنما تعطي نموذجًا لرسم ثلاثي الأبعاد و شامل لفضاء الذي يتحرك فيه أيضًا .

يتكون الجهاز من مساحة الليزر التي تقيس جميع أبعاد الأسطح في المبنى من الحائط إلى الحائط و من السقف إلى الأرض علاوة على ذلك يوجد كاميرات ذات عدسات واسعة جدًا كعدسة عين السمكة يوجد إيضًا جهاز إستشعار لغلاف الجوي من أجل تقيم حالة البناء و أيضًا لإلتقاط إشارات الواي فاي و تقوم بتسجيلها و كل هذه الخطوات تحدث أثناء التجول في مكان ما و كل جزء يحصل على الطاقة اللازمة لتشغيلة بواسطة بطاريات فيتم نقل الطاقة عبر صندوق لطاقة .

عند تشغيل الجهاز تعمل أشعة الليزر عن إلتقاط كافة المعلومات الهندسية عن المكان و كل كاميرا تقوم بإلتقاط صورتين في الثانية الواحدة فيتم تمثيل المبنى بأكملة كما نراه خلال التجول و التنقل فيه ، لو مر أثناء تشغيل الجهاز أشخاص يستطيع فريق البحث إجراء فلترة لصور لاحقًا و إزالة الأشخاص من المشاهد التي قام الجهاز بتصويرها ، الصورة النهائية التي يحصل عليها الجهاز هي صورة مسحية نهائية لهندسة المكان أو البناء الثابت فقط و هذا ما نتوقعه في العالم الواقعي .

أول ما يقوم بيه الفريق بعد إنزال الجهاز من على الظهر هو تتبع المسار الذي اتبعه الجهاز خلال القيام بمسح المكان ، بعد ما ينتهي الفريق من تتبع المسارات التي قاموا بمسحها يمكنهم جمع كل الصور المسحية مع بعضهم البعض و تركيب صورة متكاملة عن المنطقة التي مروا بها فيجمع كل الصور التي إلتقاطها الليزر بما فيها الجدران و الأسطح فكل نقطة تتكون من مئات الملايين من النقاط الأخرى و تلك الجدران تظهر الأشخاص و الجدران و الأسقف و الإضاءات و من تلك النقاط الفردية يمكن تكوين صورة هندسية متكاملة لمكان .