جحا هو شخصية كوميدية ظريفة و فكاهية وصلتنا عنه العديد من القصص التي رويت لنا و التي قرأنها في الكتب عن مغامرات و مواقف تعرضت لها شخصية جحا ، و غالبا ما كنا نصل منها إلى عظة ما ، و بالرغم من أن بعض المؤرخون يقولون أنها شخصية أسطورية إلا أنه رأي أخر بأن هذه الشخصية شخصية قديمة كانت موجودة في الثقافات القديمة ، و نسبت هذه الشخصية في الغالب في الأدب العربي إلى شخصين فقط و هما أبو الغصن دجين الفزاري نسبة إلى قبيلة فزارة العربية و الذي عاش نصف حياته في القرن الأول الهجري و النصف الأخر في القرن الثاني الهجري و عاصر الدولة الأموية ، و قضي معظم حياته في الكوفة و مات بها عام 160 هجريا ، و إلى الشيخ نصر الدين خوجة الرومي و الذي ولد عام 605 هجريا في قرية خورتو و كان مدرسا و واعظا لذلك لقب بالخوجة ، و كان شخص عفيف و زاهد ، و كانت له آراء معادية للحكم و عاصر الحكم المغولي و توفي عام 683 هجريا .

و على الرغم من أن بعد ذلك بعض الشعوب كانت تختار شبيه ل هذه الشخصية و يطلق عليها جحا لهذا الشعب تبعا لثقافة هذا المجتمع كملة نصر الدين في إيران و كردستان و أبو نواس البغدادي و جحا الكردي و جحا الفارسي و كذلك في بلغاريا و أرمنيا و يوغسلافيا و الذين تشابهوا مع شخصية حجا الأساسية في الصفات ، و بالرغم من أن هذه الشخصية كان يبدو عليها قلة الذكاء و الفكاهة ، إلا أنه يقال أن جحا الحقيقي كان يتمتع بعقل واع و ذكاء و كان يتخذ من هذا الأسلوب طريقة لنقد الحكام و الأمراء .

و كان جحا رجل فقير يعايش كثير من الأحداث و المواقف و التي يتصرف فيها بطريقة كوميدية و يقال أنه عاش حوالي مائة عام ، و أخذت القصص و الروايات عن جحا في الإنتشار ، و لذلك يقال أنه تم إضافة بعد الأحداث و المواقف الخيالية طبقا لخيال و شخصية راوي القصة . كم يقال أيضا أن بعض من أعداءه وضعوا له قصص بين قصصه الحقيقية ليظهروا غير ذكي ، كما ألفت عنه العديد من النكات بعد ذلك ، و قصص و روايات كنوادر جحا و جحا و الحمار ، و هو الشخصية التي كانت تلازم جحا تقريبا في جميع الروايات ، و أقدم قصة لجحا تعود إلى القرن الأول الهجري و السابع الميلادي .