قصة قصر البارون وماسبب تسميتة بهذا الاسم ؟
تحفة معمارية رائعة يدهش بها كل من رأها، بناه المليونير البلجيكي ” البارون ادوارد امبان ” و الذي أتى إلى مصر من
الهند في نهاية القرن 19 و ذلك بعد فترة قليلة من افتتاح قناة السويس ، القصر يقع في في شارع العروبة طريق مطار القاهرة الدولي بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، و يعتبر القصر أحد عجائب العمارة الحديثة فى العالم ، و يشغل أهتمام الكثير من الباحثين ، بل وأنه طالما شغل فكر و خيال العديد من المصريين بكثير من الحكايات و الأساطير .
البارون و مصر :
وصل المليونير البلجيكي ” البارون ” إلى مصر، وكان ” البارون ” يعشق مصر لدرجة كبيرة جدا لذا اوصى بالبقاء في مصر حتى وفاته . بل و كتب في وصيته أن يدفن في مصر حتى أن مات خارج ارض مصر، لذا بدأ المليونير البلجيكي ” البارون ” يبحث له عن مقر يقيم فيه داخل مصر ولكن كان الغريب ان يختار البارون مكان في الصحراء بالقرب من القاهرة ، لذا بدأت لدى المليونير البلجيكي ” البارون ” فكرة بناء القصر وقام باختيار له اسم مناسب فاختار له اسم (هليوبوليس ) أي مدينة الشمس واستطاع البارون أن يشتري الفدان بسعر رخيص جدا يبلغ حوالي جنيه واحد فقط وذلك بسبب ان المنطقة الذي اختارها البارون لبناء قصره كانت منطقة تفتقر إلى المرافق والمواصلات بل و الخدمات ايضا ، و لكي يجذب البارون الناس إلى منطقة قصره فكر في إنشاء مترو ، و قام بتكليف المهندس البلجيكي ” أندريه برشلو ” بإنشاء خط مترو جديد يستطيع ان يربط المدينة الجديدة بالقاهرة ، و لم يكتفي البارون ببناء القصر فقط بل بدأ في بناء المنازل على الطراز البلجيكي و بناء فندقاً كبيرا هو ” فندق هليوبوليس القديم ” الذي تم ضمه بعد ذلك الى قصور الرئاسة بمصر، و كان ذلك القصر قصرا اسطوريا أثريا رائعا ، وطلب بتصميمه بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته ، و اصبح من أرقى القصور التي توجد في مصر على الإطلاق .
وصف القصر :
يقع القصر على مساحة تقدر بحوالي12.5 ألف متر، و قد تم استلهام فكرة القصر من “معبد أنكور وات ” في كمبوديا و المعابد الهندوسية ، فبالنسبة لشرفات القصر الخارجية فهى تأخذ شكل وكأنها محمولة على تماثيل الفيلة الهندية ، و النوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية ، و القصرمن الداخل يضم متحف كامل به العديد من التحف والتماثيل المصنوعة من الذهب والبلاتين ، هذا بالاضافة الى الساعة الأثرية القديمة التي توجد داخل القصر و التي لا يوجد ما يشبهها ابدا الا في” قصر باكنجهام الملكي ” بلندن و التي تقوم بتوضيح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين بالاضافة الى قدرتها على توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة ، بالنسبة الى الشكل الداخلى للقصر فهو صغير لا يزيد علي طابقين و يتكون من 7 حجرات فقط ، الطابق الاول للقصر يتكون من صالة كبيرة و ثلاث حجرات : حجرة منهم استخدمها ” البارون إمبان” كصالة للعب البلياردو وحجرتان مخصصة للضيافة ، أما الطابق الثاني فيتكون من 4 حجرات مخصصة للنوم و لكل حجرة حمام خاص بها ، و الجدير بالذكر أن أرضية القصر تم تغطيتها بالرخام وخشب الباركيه والمرمر الأصلي التي تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا ، أما البدروم (السرداب) الخاص بالقصر فكان يحتوي فقط على المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.
القصر بعد أن توفي البارون :
توفي ” البارون ” في 22 يوليو عام 1929، و عندما توفي البارون تم أهمال القصر لسنوات طويلة وأصبح القصر مهجورا ، و اصبحت كل حدائقه خراب بعد أن كانت مزدهرة ورائعة ، حتى قامت الحكومة المصرية بأتخاذ قرارا بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية .
لم يفتح القصر إلا مرات قليلة جدا نذكر منها :
المرة الأولى : عندما تم جرد محتويات القصر وذلك في الوقت الذي وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين في مصر عام 1961 .
المرة الثانية :عندما تم دخول الفنان حسين فهمي والمطربة شادية لتصوير فيلم ” الهارب “.
المرة الثالثة : عندما تم تصوير فيديو كليب للمطرب محمد الحلو .
المرة الرابعة : عندما دخله الفنان أحمد حلمي و منة شلبي لتصويرمشاهد من فيلم آسف على الإزعاج .
قصر البارون و عبدة الشيطان :
ما حدث أنه قد أحاط بالقصر الذي كان مهجورا فترات طويلة جماعات من الشباب المصريين الذين استطاعوا ان يصلوا الى القصر ليلا وأن يستخدموه في أقامة حفلاتهم الصاخبة وكان ذلك في عام 1997، و كانوا هؤلاء الشباب يرقصون على اصوات الموسيقى الصاخبة وكانوا يستخدمون الأضواء الساطعة الشديدة و كانوا يحدثون ضجيجا كبيرا وذلك كان يحدث كل ليلة وهم ما اطلق عليهم ” عبدة الشيطان ” و لكن استطاعت الشرطة المصرية بالقبض عليهم .
الوضع النهائي لقصر البارون:
بعد معاناة استمرت ما يقرب من نصف قرن من الزمان أي حوالي 50 عاما ، أصبح القصر مصريا بعد أن أستطاع المهندس محمد إبراهيم سليمان أن يعقد اتفاقا مع ورثة القصر وهو حفيد البارون إمبان و يسمى ” جان إمبان ” و كان الأتفاق هو شراء القصر مقابل قطعة أرض بديلة بمنطقة القاهرة الجديدة يقوم الحفيد فيها بأقامة مشاريع استثمارية.