رحلات الحج قبل 90 عامًا
وَ أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27] كان أمر الله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بإن يأذن في الناس بالحج منذ نحو أربعة الاف سنة فقال و كيف بسماعي قل بلغ و علينا الإخبار وعده الله تعالي بأن يجعل أفئدة منهم تهوي إلى بيته العتيق ، و جاءوا إلية من كل فج عميق طائعين و ساعين إلى مغفرة الله تعالى و ثوابه في التاسع من ذي الحجة من كل عام.
رحلات الحج لم تكن في الماضي ميسرة و سهلة كما في حالنا اليوم كانت وسائل النقل تنحصر قديمًا في الإبل و السفن القديمة و الرواحل و إشتهر طرق الحج على مدار التاريخ و لكن أشهرها على الإطلاق خمس طرق هى: طريق الحج الشامي و يسلكه حجاج المناطق الشمالية إبتداء من روسيا إلى تركيا و بلاد الشام إلى المدينة المنورة ، طريق الحج الثاني من اليمن عبر تهامة وصولًا إلى مكة المكرمة ، و طريق الحج العراقي الذي حظي بإهتمام كبير في العصر العباسي خصوصًا في عهد هارون الرشيد ، أما الرابع فيبدأ من شرقي الجزيرة العربية على الخليج العربي ويسير بإلاتجاه الغربي إلى مكة المكرمة ، الطريق الخامس طريق الحج المصري فكان ينطلق من المغرب الأقصى وصولًا إلى مصر .
كان هناك طريقان بحريان اولهم من السويس عبر البحر الاحمر كان يخدم سكان أفريقية و مصر و الثاني من الهند و كان يخدم حجاج تلك البلاد ، كانت طرق قوافل الحج التقليدية جزءًا من طرق القوافل التجارية القديمة التي أشار القرآن لها برحلتي الشتاء و الصيف.
كانت رحلات الحج في أواسط آسيا قديمًا تستغرق عامين و أصبح بعد ذلك تتم خلال ثلاث أشهر مع تطور وسائل النقل أما عن وسائل النقل التقليدية فقد ظلت على حالها مئات السنين ، كان الحجاج يسافرون مشيًا على الأقدام مبين حجم المعاناة التي كانوا يعانوها في رحلات الحج متحليين ومكشوفين الرأس تحت أشعة الشمس الحارقة .
أما عن السيارات فبدأت تقطع الصحاري وصولًا إلى الحج في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين و دفع ذلك لتحديد الطرق، فشكلت تطور مهم في نقل الحجاج على الرغم من كونها رملية توالت رحلات الحج في التطور حتى وصلت إلى ما نحو عليه في يومنا هذا .. تلك ما تقدمة هذه السلسلة الوثائقية المتميزة ..