اسباب وعلاج التأتأة عند الاطفال


التأتأة

، أحد أنواع اضطرابات الكلام التي تصيب في الغالب الأطفال بين الثانية والخامسة من العمر ، وخاصة الأولاد منهم ، وقد تصيب أيضا البالغين ولكن بنسبة ضئيلة ، ولكنها تختفي في معظم الحالات عندما يكبر الطفل ، ويمكن أن نصفها بأنها عملية إطالة أو تكرار في بعض الكلمات والمقاطع الصوتية التي يصدرها الطفل ، وقد تسبب للطفل مشاكل في التواصل مع الآخرين وقد يلجأ إلى الانطوائية والعزلة جراء هذه الحالة ، لا يوجد علاج شاف للتأتأة ولكن من الممكن أن تؤدي بعض التغيرات السلوكية والتعامل مع الطفل وتدريبه على النطق الصحيح أن يخفف من الأعراض ، ونستعرض سويا أعراض التأتأة ومظاهرها وطرق علاجها والتخفيف من حدتها في مقالنا .


الأعراض

:

تكمن أعراض التأتأة في صعوبة التكلم حيث يجد الشخص المصاب بالتأتأة صعوبة بالغة في بدء الحوار أو الكلام الذي سيقوله وقد تظهر عليه بعض السلوكيات مثل رفرفة العين أو رعشة في الشفتين ومن الممكن أن يحدث له بعض التصلب في الحركات نتيجة للتوتر الذي يتعرض له ، وإذا ازدادت علامات التأتأة لدى الطفل واستمرت لأكثر من ستة أشهر ، وازداد توتره وانفعاله وتأثر ذلك على علاقاته الاجتماعية أو أدائه الدراسي يجب الذهاب للطبيب واستشارته .


أنواع التأتأة وأسبابها

:

– التأتأة النمائية ، وهي تصيب الأطفال أثناء تعلمهم مهارات الكلام واللغة وهي من أكثر أنواع التأتأة شيوعا وهي حالة شبه طبيعية متوازنة قد تحدث كثيرا .

– التأتأة العصبية : وهي تنشأ نتيجة لفقدان الدماغ السيطرة على الإشارات المرسلة إلى الأعصاب والعضلات وممكن أن تصيب الأشخاص الذين حدث لهم إصابات بالدماغ مثل السكتة أو صدمة على الرأس ، وفي الغالب تكون ظاهرة جديدة بعد إصابتهم بالدماغ ولم تكن لديهم من قبل .

– التأتأة النفسية : وهي أقل أنواع التأتأة حدوثا وتصيب الأشخاص الذين لديهم مشكلات وانفعالات في التفكير ، ومن النادر أن تحدث هذه الحالة .


تشخيص التأتأة

:

عند الذهاب إلى الطبيب المختص يقوم بتقييم إصابة المريض بالتأتأة على الأسس التالية :

– وقت ظهور التأتأة لدى المريض والظروف التي أحاطت به عند ظهورها .

– يقوم بعمل تحليل لسلوك المريض المتعلق بالتأتأة .

– يقيم الطبيب قدرة المريض اللغوية والكلامية .

– آثار التأتأة على المريض وسلوكه في حياته .

– يستفسر الطبيب من أسرة المريض ما إذا كان الطفل يعاني من أي مشكلات أخرى في الكلام واللغة غير التأتأة .

وبناءا على هذه العوامل التي تم ذكرها يحدد الطبيب ما إذا كانت المشكلة ستستمر مع المريض أم سيقدر الطفل على تجاوزها مع الوقت والنمو .

وهناك أسباب قد تكون أكثر خطورة للأشخاص الذين يتعرضون للأصابة بالتأتأة أكثر من غيرهم وهي كالاتي :

– مثل إصابة شخص قريب للمريض مصاب بالتأتأة وخاصة في العائلة الواحدة .

– تأخر نمو الطفل وتطوره يزيد من خطر الإصابة بالتأتأة .

– الأطفال الذين يعانون من مشكلات في النطق أخرى غير التأتأة يكونون أكثر عرضة للاصابة بالتأتأة .

– التوتر الذي يحيط بالمريض مثل التفكك الأسري قد يسبب له التأتأة أكثر من غيره .


العلاج

:

ترتبط المعالجة من التأتأة بعمر الشخص المصاب وبحسب الأسباب والعوامل التي أدت إلى إصابته ، ولكن بكل الأحوال من الضروري الذهاب إلى طبيب مختص في الغلة والكلام لكي يحد من ظهورها وتفاقمها ، ومن الضروري أيضا معالجة التأتأة مبكرا عند الأطفال حتى لا يتحول نوع التأتأة النمائية إلى تأتأة دائمة .

وقد تكمن المعالجة للأطفال في الوقت المبكر بالتعلم التدريجي في الكلام وذلك بالتعلم على انتظام التنفس تدريجيا والانتقال بين الكلمة والأخرى تدريجيا بمقطع صوتي واحد ومن ثم التوجه إلى الجمل الأكثر تعقيدا ، ومساعدة الطفل على التخفيف من حدة القلق الذي ينتابه جراء تأتأته في الكلام ، ومن الممكن أن يلجأ الطبيب إلى وصف دواء مضاد للقلق أو الاكتئاب إذا كانت حالة المريض تستدعي ذلك .


نصائح مقدمة للأسرة لمساعدة الطفل

:

– لتحفيز الطفل على تخفيف التأتأة في الكلام ينصح بالتحدث معه بطريقة ممتعة تجذبه والحرص على عدم إجباره التحدث بالطريقة الصحيحة أو الضغط عليه ، يجب أن يتم إعطائه بعض الوقت حتى لا يصاب بالقلق أو الانزعاج من التأتأة .

– ينصح أيضا بتخصيص وقت للحوار العائلي مع الطفل وإغلاق التلفاز وتجنب أي صوت أو تشويش قد يفقد الطفل تركيزه أثناء الكلام .

– عند تكلم الطفل يجب ألا يقوم أحدا بانتقاده أثناء التحدث ولا يجب تصحيح كلامه لأن توجيه ملاحظات للطفل قبل البدء بالتحدث قد يؤدي إلى ارتباكه وتأتأته أكثر .

– لا يطلب من الطفل التحدث والقراءة بصوت عالي لأنه لن يكون مرتاحا وقد تزداد التأتأة ومن الممكن تشجيعه على عمل بعض النشاطات التي لا تتطلب الكثير من الكلام .

– يجب على الأهل التحدث مع الطفل بصوت هادئ وواضح ومحاولة التكلم ببطء حتى إذا كان هناك أشخاص أخر غير العائلة .

– عند التحدث مع الطفل وهو يتئتئ بالكلام يجب التركيز مع الطفل بجميع الحواس وعدم تجاهله وهو يتحدث ، ويجب السيطرة على أي تعبير للانزعاج على الوجه حتى لا ينتبه الطفل ويشعر بالضيق والانزعاج .

– يجب الإصغاء إلى الطفل أثناء التحدث وعدم مقاطعته والتكلم بالنيابة عنه وإعطائه الفرصة للتعبير عما يريد إيصاله .

في نهاية مقالنا ، يجب أن نذكر الأهل ممن لديهم طفل مصاب بالتأتأة بإحاطة الطفل بالحنان والعاطفة لأنها من أهم العوامل التي تساعد الطفل على تخطي هذه المرحلة والتخلص منها بسلام .



يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :






علاج ثقل اللسان







اكتئاب الطفل ، اسبابه ، وطرق علاجه







تهيئة الطفل قبل العودة إلى المدرسة