سوريا ولبنان .. الظروف مواتية لانتشار الكوليرا
وشدد على أن الوزارة “أمنت أدوية لمعالجة هذه الحالات، وتقوم بتوسيع شبكة الفحوص لنتعامل مع أي حالة يوجد شكّ بإصابتها”، لافتاً إلى أنه يتوقّع ارتفاعًا بحالات الكوليرا في لبنان بسبب التفشّي في سوريا.
بيئة حاضنة للانتشار
واعتبر دبيبو أن المفاجئ في الأمر ليس اكتشاف الحالة، بل تأخر الكوليرا بالوصول إلى لبنان. فقد كان متوقعاً الأمر منذ مدة، لأنه لدينا كل العوامل المؤاتية التي تساعد هذا الوباء، كسائر الأوبئة المعوية، على انتشارها. ففي الصيف شهد لبنان حالات تسمم معوي ناتجة عن تلوث المياه والطعام ما يعني وجود بيئة حاضنة لانتشار الأوبئة المعوية والكوليرا منها.
ولفت دبيبو إلى أن هذا الوباء اختفى عالمياً في الدول التي تعتمد أجهز صرف صحي وبنية تحتية ومياه صالحة للشرب ووسائل تعقيم ونظافة. بخلاف الدول التي تعاني من عدم وجود تلك الوسائل الصحية، مثل بلداننا. فالكوليرا وغيرها من الأوبئة تجد مناخاً للانتشار.
وأضاف أن الكوليرا انتشرت منذ مدة في اليمن، بسبب الحروب والهجرات الجماعية والاكتظاظ السكاني في المخيمات حيث تتلوث المياه بالصرف الصحي. ومؤخراً انتشر في سوريا، والآن وصل إلى لبنان.
جفاف الجسم والوفاة
وحول طبيعة هذا الوباء شرح رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية والمعدية في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور غسان دبيبو، لـ”المدن”، أن الكوليرا هي باكتيريا تسبب التهاباً بالجهاز الهضمي تؤدي إلى التقيؤ والإسهال، قد يكون حاداً جداً.
وحينها يخسر الجسم السوائل بشكل سريع، أي خلال ساعات قليلة، ما يؤدي إلى جفاف الجسم والوفاة. فهذه الباكتيريا تخرج سموماً تشل حركة الخلايا المعوية وتمنع امتصاص السوائل، ما يسبب جفاف الجسم.
انتقال العدوى والعلاج
ولفت إلى أن هناك أدوية عبارة عن مضادات حيوية تأخذ بجرعة واحدة لتخفف الأعراض وانتقال العدوى، ويوجد لقاحات في عهدة منظمة الصحة العالمية، لا يوزع إلا في الدول التي يحصل فيها انتشار للوباء، لكن العلاج الأساسي هو التشخيص ومنع جفاف الجسم.
عدد الإصابات بالكوليرا في لبنان
في بيان حول مستجدات انتشار وباء الكوليرا في لبنان، أوضح صدر عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أنه “حتى هذه الساعة توجد حالتان مصابتان بالكوليرا. وقد تم أخذ عينات من المخالطين لفحصها، وفي حال تبين وجود حالات إضافية سيتم الإعلان عنها رسميا”.