بعد الهزائم الأخيرة في شمال شرق أوكرانيا .. قديروف ومؤسس فاغنر غاضبان من شويغو
يبدو أن “الهزائم” التي منيت بها القوات الروسية في الأيام الماضية لاسيما في شمال شرق أوكرانيا وجنوبها، أشعلت غضباً بين حلفاء الكرملين.
فقد دفعت كل من رئيس الشيشان، رمضان قديروف، ومؤسس ميليشيات فاغنر، يفغيني بريغوزين، حليفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توجيه انتقادات حادة لخطط وزير الدفاع سيرغي شويغو.
إذ أكد مسؤولون سابقون في الحكومة الروسية ووزارة الدفاع وضباط في الجيش، فضلا عن مراقبين سياسيين وصحفيين، وأعضاء معارضة، إلى جانب سجين سابق جند ضمن مجموعة فاغنر للقتال على الأراضي الأوكرانية تلك المعلومات، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان.
جاء انقلاب الرجلين أو الحرب التي فتحلها على الوزير وسط هزائم وخسائر فادحة تكبدتها القوات الروسية خلال الأسبوعين الماضيين .
علماً أن الخلاف بين بريغوزين وشويغو يعود إلى سنوات سابقة قبل انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي.
بل أكد بعض المطلعين أن الخلاف بدأ بعد أن شكل بريغوزين مجموعة فاغنر بعيد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
سيكون هناك كبش فداء
وتعليقا على الخلافات الدائرة، رأى مسؤول سابق في وزارة الدفاع: “أن لبوتين شخصية مدمرة، تلعب على الاختلافات، لترى في النهاية كيف ستأتي نتيجة الصراعات الداخلية”
كما أضاف: “أنه لا يعرف كيف يصلح العلاقات لذلك سيدفع شخص ما الثمن في النهاية ويصبح الضحية”
في حين اعتبر قائد فاغنر السابق، مارات جابيدولين أن “بريغوزين يريد أن يصور نفسه كمدافع شرس عن الوطن الأم، عبر منظمته العسكرية المحترفة.” وأردف: “إنه يريد أن يُظهر قدرته على القتال بشكل أفضل من الجيش النظامي.”
كما أكد أن التوتر لطالما كان سائدا بين فاغنر ووزارة الدفاع، قائلا “لم نكن نحب بعضنا البعض.”
“ليطهر عاره بالدم”
بدوره انتقد قديروف الأسبوع الماضي “التخاذل الروسي”، لاسيما بعد خسارة بلدة ليمان، مركز السكك الحديدية المهم في منطقة دونيتسك، في دونباس شرق أوكرانيا. إذ شن هجومًا لاذعا على هيئة الأركان العامة الروسية وعلى قائد المنطقة العسكرية المركزية ألكسندر لابين ووزارة الدفاع.
ففي سلسلة من التعليقات التي نشرها على تلغرام الأسبوع الماضي، انتقد بشكل حاد استراتيجية الدفاع، معتبرا أن “العار لا يكمن في عدم كفاءة لابين، بل بأنه محمي من الأعلى من قبل قيادة هيئة الأركان العامة.”
كما كتب قائلاً: “لو ترك الأمر لي، لعاقبته وجردته من ميدالياته وأرسلته ببندقية إلى صفوف القتال الأمامية ليطهر عاره بالدم.” وأضاف أن “المحسوبيات العسكرية لن تؤدي إلى أي خير”.
“جميل يا رمضان”
ليرد عليه رئيس يفغيني الذي لا يزال يجول على السجون من أجل تجنيد مقاتلين: “جميل يا رمضان ، استمر في ذلك”!
بين هذا وذاك، رأى مراقبون أن بوتين المعروف بقدرته على تحريض من هم دونه ضد بعضهم البعض، يعتمد استراتيجية ماكرة تمنع أي شخص من أن يكون لديه طموح ضخم، لكنها تولد أيضًا خصومات مريرة، في وقت تبدو فيه الخسائر تتراكم.
فهل سيدفع شويغو في النهاية الثمن المرير؟!
يذكر أن روسيا كانت تكبدت خسائر كبيرة في دونيتسك شرقا، وخيرسون جنوباً، بالإضافة إلى ضرب جسر القرم مؤخراً، رغم أن كييف لم تتبن العملية رسمياً، إلا أن مسؤولاً أوكرانيا كبيراً أكد لصحيفة نيويورك تايمز، دون الإفصاح عن اسمه، أن مخابرات بلاده هي من دبرت التفجير بقنبلة محملة على متن الشاحنة.