تهديد نووي .. هل تستطيع كوريا الجنوبية اعتراض صواريخ جارتها الشمالية؟
ردّت كوريا الجنوبية على التجارب النووية لجارتها الشمالية، بأنها قادرة على اكتشاف واعتراض مجموعة متنوعة من الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية في وابل من الهجمات النووية لمحاكاة الهجوم على منافسيها.
ورغم أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، مون هونغ سيك، قال إن التهديدات النووية الكورية الشمالية “خطيرة للغاية”، فإنه أوضح أن نظام الدفاع الصاروخي الكوري الجنوبي قادر على اكتشاف واعتراض أنظمة الأسلحة التي قالت كوريا الشمالية إنها حشدتها في تدريباتها.
وقال “مون” إن كوريا الجنوبية لا تزال تدفع باتجاه إدخال أقمار تجسس صناعية وطائرات استطلاع دون طيار وأصول استطلاع بحرية إضافية، لمراقبة كوريا الشمالية بشكل أفضل.
اختبارات نووية لكوريا الشمالية
كانت كوريا الشمالية أجرت أمس الاثنين، تدريبات مكثفة وعمليات محاكاة تهدف إلى إظهار استعداد بيونج يانج لإطلاق رؤوس حربية نووية تكتيكية على أهداف محتملة في كوريا الجنوبية وأمريكا.
فضلًا عن تدريباتها استمرت على مدى أسبوعين شملت صواريخ باليستية ذات قدرة نووية وطائرات حربية وأصول أخرى لممارسة هجمات محتملة على أهداف كورية جنوبية.
وقالت كوريا الشمالية إن التدريبات تهدف إلى توجيه تحذير إلى سيول وواشنطن اللتين أجرتا تدريبات بحرية استفزازية مشتركة بحاملة طائرات أمريكية.
هل كوريا الجنوبية مستعدة فعلًا؟
رغم تعليقات “مون” قال بعض المراقبين إن جزءًا من الأسلحة المطورة حديثًا لكوريا الشمالية، مثل صاروخ KN-23 شديد المناورة على غرار صاروخ إسكندر الروسي وصاروخ تطوير فرط صوتي، قد يتغلب على الدفاعات الصاروخية الكورية الجنوبية والأمريكية.
يضيف المراقبون أنه إذا أطلقت كوريا الشمالية صواريخ متعددة من مواقع مختلفة في وقت واحد، فسيكون من الصعب على الحلفاء تحديد عمليات الإقلاع مقدمًا وإسقاطها، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
رئيس كوريا الجنوبية يدعو جارته الشمالية للتوقف عن التصرفات الاستفزازية
قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، إنه يأمل أن توقف كوريا الشمالية تصرفاتها الاستفزازية في أسرع وقت ممكن، وأن تسير على الطريق نحو نزع السلاح النووي.
وأضاف أنه يأمل أن تستجيب بيونغ يانغ لنداء الأمة من أجل تحقيق السلام والوحدة.
وأدلى يون بهذه التصريحات في خطاب تهنئة ألقاه كواك هيون كون رئيس مجلس الوحدة الوطنية، في مؤتمر الوحدة الوطنية لعام 2022 الذي عقد بمناسبة الذكرى الـ 41 لتأسيس المجلس في ملعب معرض الصناعات العضوية في منطقة “كوي سان” في إقليم تشونغتشونغ الشمالي الثلاثاء.
وقال يون: “لقد اقترحت مبادرة جريئة من شأنها تحسين اقتصاد كوريا الشمالية ومعيشة الشعب الكوري الشمالي بدرجة كبيرة إذا توقفت كوريا الشمالية عن تطوير الأسلحة النووية وحولت سياساتها إلى نزع الأسلحة النووية على نحو جذري”.
وتابع قائلا: “أريد بناء شبه الجزيرة الكورية التي يعم فيها السلام والازدهار على أساس القيم العالمية مثل الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والتعاون مع المجتمع الدولي”.
وقال يون أيضا: “آمل أن يكون مجلس الوحدة الوطني في طليعة جمع الآراء المختلفة للمواطنين بشأن الوحدة”.
كما ألقى وزير الوحدة الكوري الجنوبي كوون يونج سيه كلمة تهنئة قال فيها: “في الآونة الأخيرة، باتت أفكار وآراء المواطنين حول قضية الوحدة تختلف بدرجة كبيرة عن تلك التي كانت عليها في الماضي”، وأضاف أن هذا الأمر سيكون خطوة أولى نحو نجاح تحقيق الوحدة.
وتابع كوون: “ستسعى حكومة يون إلى دعم جهود المجلس وأداء أنشطته، نظرا لتعليق الآمال الكبيرة على المجلس الذي عمل ولا يزال يعمل بجدية على إعداد المستقبل الذي تتحقق فيه الوحدة”.
وأكد أنه لن يدخر جهدا لتحقيق الإجماع في البلاد لكي يدعم المجلس الأنشطة المتنوعة من أجل تهيئة البيئة للوحدة وتعزيز السياسات المتسقة، وشدد على وجوب تطور سياسات الوحدة وحركتها لمواكبة التطورات المتلاحقة.
مخاوف متزايدة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية
تزايدت المخاوف الخارجية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية منذ أن تبنت كوريا الشمالية الشهر الماضي قانونًا يصرح بالاستخدامات الاستباقية للأسلحة النووية في مواقف معينة، وحذر جيش كوريا الجنوبية منذ ذلك الحين كوريا الشمالية من أنها ستدمر نفسها بنفسها إذا استخدمت قنابلها.
ووفقًا لإعلان كوريا الشمالية بشأن جولاتها السبع من عمليات الإطلاق، فإن الأسلحة التي تم حشدها في التدريبات تشمل نوعًا جديدًا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي قطعت حوالي 4500 كيلومتر، وهي مسافة كافية للوصول إلى أراضي المحيط الهادئ الأمريكية، يقول بعض الخبراء إن الصاروخ الجديد قد يهدف إلى استهداف موقع بعيد مثل ألاسكا أو هاواي.