طريقة عصر الزيتون
الزيتون
هو من النّباتات المباركة لدى المسلمين، الزيتون من الأشجار دائمة الخضرة ذات الفوائد العديدة، وتعدّ سوريا وفلسطين من أوائل المناطق التي ظهر فيها الزيتون، وفي الوقت الحديث تحتوي دول البحر الأبيض المتوسّط على أكبر عدد من أشجار الزيتون الّتي يفوق عددها ٨٦٥ مليون شجرة في العالم؛ حيث تنتج منطقة البحر المتوسّط ٩٥٪ من إنتاج العالم.
أهمية الزيتون
إنّ أهميّة الزيتون تعود للقدم، فقد وُجدت العديد من الآثار الدالّة على استخدام الزيتون وزيته منذ زمن، ومنها:
- أهميّة أغصان الزيتون كرمز للسلام في الثقافة الإغريقية واليونانية؛ حيث ورد بالمثولوجيا اليونانيّة أنّ الآلهة قدّمت شجرة الزيتون كشجرة مستأنسة للسكّان، وأنّ ابنة الإله زيوس دائماً كانت تحمل غصن الزيتون في يدها، والزّيتون هو رمز الحكمة لليونان، وقد اعتبر هديّةً للأباطرة والأبطال.
- الزيتون وزيته اشتهر كغذاء أساسيّ تجاري في الحضارة السوريّة القديمة.
- ذُكر الزيتون لدى الفراعنة؛ فقد استخدم زيته لإضاءة المعابد، واعتاد الملوك على الغطس في حمّام الزيت المعطّر، أمّا إكليل غصن الزيتون فقد زيّن رأس المومياوات.
- أمّا حديثاً، فإنّ الشجرة المباركة تعدّ ذات فائدة كبيرة، إن كانت هذه الفائدة من أخشابها، أو أوراقها، أو ثمارها، أو زيتها، ونذكر ما يلي:
- الخشب: إنّ خشب الزيتون يتميّز باحتوائه على عروق جميلة ممّا يجعله مناسباً لعمل التحف الفنيّة.
- الأوراق: منقوع أوراق الزيتون مفيد جدّاً في العلاج، كما ويعدّ غصن الزيتون علامة سلام في جميع دول العالم، وعلامة للعديد من المنظّمات الدوليّة، أمّا شجرة الزيتون فهي علامة ترمز للشعب الفلسطيني، وحقّه في الأرض الفلسطينية.
- ثماره: إنّ ثمار الزيتون شهيّة الطعم تؤكل بعد تخليلها وتقدّم كنوع من المقبلات.
- زيت الزيتون: هو أحد أفخم وأغلى زيوت العالم، وهو صحيّ غير مضر بالصحة، يفيد القلب ولا يؤثّر في الكولسترول، ويكافح الجلطات، ويزيد من نعومة البشرة، ويقوّي الشعر، ويعالج قرحة المعدة وحموضتها والإمساك والكبد.
- مخلّفات الزيتون بعد عصره: تعدّ المخلّفات مفيدةً أيضاً، وهي تستخدم بعض تعريضها لحرارة عالية لإنتاج زيت المطراف الّذي تصنع منه أحد أهم أنواع الصابون وأفضلها، كما وتستخدم مخلّفاته لصنع الفحم الصناعي.
طرق عصر الزيتون
كان الزيتون يعصر على ثلاث مراحل قديماً، وبعد قطف الثمار وتنظيفها من الأوراق، وهذه المراحل هي:
- تكسير حبات الزيتون، وكان ذلك يتمّ باستخدام حجر الرحى، وهي آلة مكوّنة من جزأين: حجر توضع بداخله الثمار، وحجر يدور بواسطة الإنسان أو الدواب فيكسر الثمار.
- فصل الزيت عن الثمار: بعد انتهاء المرحلة الأولى تُجمع الثمار في سلال القش، وتوضع فوق بعضها، وتعلوها حجار كبيرة، ونتيجة الضغط ينفصل الزيت عن الزيتون.
- فصل الزيت عن الماء: بعد فصل الزيت عن الزيتون يوضع في أوعية كبيرة، ويُترك لحين ملاحظة أنّ الزيت يطفو عن وجه الماء فيفصل الزيت.
- ما زالت ذات الطريقة متّبعةً في وقتنا الحاضر، لكن مع توفّر آلات حديثة للتكسير والطحن وبوجود التعقيم.