مدينة قوم عاد
الأحقاف مدينة قوم عاد
قوم عاد وهم قوم من عباد الله أرسل لهم نبيه هود عليه السلام، ليهديهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأوثان، ولكنهم كفروا وكذبوا النبي، فأرسل الله عليهم العذاب الأليم، وهم قوم عاشوا في منطقة الأحقاف، والأحقاف هي جمع حقف أيّ الرمال، والرمال المرتفعة، أي أنّهم عاشوا في الصحراء وتحديداً في صحراء الربع الخالي التي تتوزّع حالياً في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، وهي المنطقة الواقعة ما بين أرض اليمن، وأرض عمان، وقوم عاد تمّ ذكرهم في القرآن الكريم، وهم قوم أعطاهم الله خيرات عظيمة وكثيرة فقد أمدّهم بالجنات والمساحات الشاسعة الخضراء وقد كانت الأنهار تجري من تحتهم، والدليل على ذلك خطاب نبي الله داوود لهم في القرآن الكريم قال لهم: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)[الشعراء:131ـ134]
هود عليه السلام
نبي الله هود كلّفه الله سبحانه وتعالى بنقل رسالة الإيمان والتوحيد إلى قوم عاد، الذين كانوا يعبدون الأوثان، وقد تم ذكر النبي هود في القرآن الكريم سبع مرات، خمس مرات في سورة هود، وواحدة في سورة الأعراف، وأخرى في سورة الشعراء.
مدينة قوم عاد
في عام 1990 تصدرعنوانا “اكتشاف مدينةٍ عربيةٍ أسطورية” و”اكتشاف مدينة عربية مفقودة” الجرائد المحلية والعالمية، وقد أطلق عليها مصطلح “عبار” أو أسطورة الرمال، على يد عالم الآثار الهاوي نيكولاس كلاب، وقد تم اكتشاف المدينة ذات الأعمدة الضخمة، وقد أكد د.زارينزوهو أحد أعضاء فريق البحث أنّ ما يميز هذه المدينة هي أعمدتها العملاقة، وبالتالي فهي نفس المدينة التي تحدث عنها القرآن في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) سورة [الفجر:6ـ7]، وإرم ذات العماد أي ذات الأعمدة الضخمة، وقد تمّ اكتشاف بعض الأعمدة التي يعتقد بأنها من الفضة وأخرى يعتقد بأنّها من الذهب، وقد كشفت السجلات التاريخيّة أنّ هذه المدينة قد تعرّضت لتغيير مناخي غيّر من بنية المدينة وحولها إلى صحارى وطمرها أسفل الرمال حيث أكّدت الأبحاث التاريخية أنّها طُمرت بعاصفة رملية بلغ سمكها 12 متراً، وقد كشفت الصور التي تمّ التقاطها عن طريق الأقمار الصناعيّة التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا والتي شاركت في عملية البحث عن المنطقة المفقودة عن العديد من السدود والقنوات القديمة التي كان يستخدمها أهل هذه المدينة في الري، وقد أشارت البحوث أنّ هذه القنوات كانت قادرة على توفير المياه لحوالي مئتي ألف نسمة.