مدينة يثرب

مدينة يثرب

مدينة يثرب أو المدينة المنورة، والملقّبة باسم طيبة الطيبة، وتحتل المرتبة الثانية من حيث القدسيّة عند المسلمين بعد مكة المكرمة، ومدينة يثرب عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة في أرض الحجاز التاريخيّة، أي في الجهة الغربيّة من المملكة العربيّة السعوديّة.

تبعد مدينة يثرب عن مكة حوالي 400 كيلومتر مربع، وتقع في الجهة الشماليّة الشرقيّة من مكة المكرمة، وتبعد عن البحر الأحمر حوالي 150 كيلومتراً، وهي واقعة في الجهة الشرقيّة من البحر الأحمر، ويعدّ ميناء ينبع من أقرب الموانئ إليها ويقع في الجهة الغربيّة الجنوبيّة لها، ويبعد عنها قرابة 220 كيلومتراً مربعاً.

تقدر مساحة المدينة حوالي 589 كم2، ومن الجدير بالذكر أن 29 كم2 من هذه المساحة مخصص للعمران، وباقي المنطقة يتكون من وديان وجبال، ومنحدرات السيول، وأنشطة زراعيّة، وأراضٍ صحراويّة، وكذلك مقابر، ومجموعة من الطرق السريعة.

التأسيس وسبب التسمية

تأسست مدينة يثرب قبل هجرة الرسول عليه السلام بأكثر من 1500 عام، على يد يثرب بن قاينة بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ولهذا سميت بهذا الاسم، ومن الجدير بالذكر أنه من المكروه تسميتها بهذا الاسم، والأفضل استخدام اسم المدينة أو الطيبة وهذه الأسماء أطلقت عليها بعد هجرة الرسول إليها، ولكن تجدر الإشارة إلى أن اسم يثرب شاع استخدامه بشكل كبير في العصور القديمة، والذي يدل على ذلك وجوده في الكتابات والنقوش غير العربيّة، كظهور اسم يثرب في كتاب اسطفان البيزنطي باسم يثرب، وفي جغرافيّة بطليموس اليوناني باسم يثربا، بالإضافة إلى ظهوره في نقش على عمود حجري بمدينة حران، كما أنها ذكرت في القرآن الكريم والتحديد في سورة الأحزاب بقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا)[الأحزاب: 13].

التاريخ القديم

استوطنتها قبيلة عبيل بزعامة يثرب بن هبل، وذلك لأنها وجدت فيها الأرض الخصبة ووفرة الماء والأشجار، وبقت فيها حقبة من الزمن، وجاء من بعدها العماليق وهم أيضاً من أحفاظ سيدنا نوح عليه السلام، ولكن العماليق خرجوا منها بعد فترة وتجوهوا للسكن بين مكة وتهامة.

قدسية المدينة

حظيت يثرب بمكانتها المقدسة بعد هجرة الرسول عليه السلام إليها وصحابته رضي الله عنهم، كما أنها تعدّ أول عاصمة للدولة الإسلاميّة، التي يحكمها الرسول عليه السلام، ثم الخلفاء الراشدين، وبقيت عاصمة الدولة الإسلاميّة حتى وفاة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ثالث الخلفاء الراشدين.