مدينة الخبر

مدينة الخبر

تقع محافظة الخُبر إلى الجنوب من محافظة الدمام في المملكة العربيّة السعوديّة، وتنضم الخبر إلى مدن المنطقة الشرقيّة، وتفصل بينها وبين مدينة ظهران نحو عشرة كيلومترات، وانتعشت المحافظة وازدهرت بعد أن تم اكتشاف حقول للنفط فيها، وتُعتبر المنطقة الشرقيّة بشكل عام مركزاً هامّاً لاستخراج النفط وإنتاجه في المملكة العربيّة السعوديّة، إذ تعتمد السعوديّة على الغالبية العظمى من الناتج المحلّي لمدن المنطقة الشرقيّة في إنتاج النفط، وعلى إثر ذلك شهدت القطاعات الصناعيّة والتجارية ازدهاراً غير مسبوق فقامت في المنطقة أكبر مدينة صناعيّة على مستوى المملكة في الجبيل، وقامت أخرى وازدهرت في مناطق بقيق ورأس تنورة والظهران، وتحتل مدينة الخُبر المرتبة الثالثة كأجمل مدينة عربيّة، ولُقّبت بعروس الشرقيّة ولؤلؤة الخليج.

تُعتبر مدينة الخُبر مركز محافظة الخبر، وتمتد مساحتها إلى سبعمئة وخمسين كيلومتراً مربّعاً، وتوجّهت شركة أرامكو السعودية مع حلول عام 1935م إلى بدء التنقيب واستخراج البترول من المناطق المحيطة بالخبر.

التسمية

يعود سبب تسمية هذه المدينة بالخُبر إلى عدة آراء مختلفة، فمن الناس من يؤكد أنّ مسمى الخُبر مفرده الخُبرة وهو المكان الذي تجتمع به المياه التي مصدرها السيول والأمطار، بينما يروي آخرون أنّ معنى اسم المدينة يشير إلى شجر السدر والأراك، وسمّيت بذلك نظراً للانتشار الواسع لهذه الأشجار على ساحل المدينة.

التركيبة السكانية

كشفت إحصاءات عام 2010 أنّ عدد السكان في مدينة الخُبر يبلغ ثمانمئة ألف ومئتين وعشر نسمات، وتُعتبر الغالبية العظمى المقيمة في هذه المنطقة من الأصول غير السعوديّة، إذ تبلغ نسبة القاطنين في المنطقة من غير حاملي الجنسية السعودية ما يفوق 56% من سكان المدينة وتعزى الأسباب في ذلك إلى وجود شركات التنقيب عن البترول التي ساهمت باتساع رقعة الحاجة للمهندسين والأطباء والفنييّن للعمل في تلك المنطقة، وبالتالي ارتفاع مستوى الأيدي العاملة من غير السعوديين في هذا المجال.

المناخ

تتأثر المملكة العربيّة السعودية بشكل عام بمناخ مداريّ جاف، الأمر الذي جعل من المناخ الحار يسود مدينة الخبر، إذ يكون صيفها حاراً جداً بينما يكون الطقس معتدلاً في فصل الشتاء، ويكون متوسط درجات الحرارة في وقت الذروة في فصل الصيف نحو خمسين درجة مئويّة، بينما في الموسم الشتويّ تصل إلى خمس عشرة درجة مئويّة، وتعتبر المنطقة ذات رطوبة مرتفعة إذ تصل في الصيف إلى 83% بينما لا تتجاوز 48% في فصل الشتاء، وتسجل المدينة هطولاً مطريّاً يصل إلى خمسة وثمانين مليمتراً سنويّاً.

النشاط الاقتصادي

يُعتبر القطاع التجاريّ النشاط الاقتصاديّ الأكثر أهمية في مدينة الخبر، إذ تعتمد المنطقة عليه بشكل كبير، وتربط بين النشاطات الاقتصادية بين مدن المنطقة الشرقيّة ومحافظات الخبر والظهران والدمام علاقة تكامليّة، إذ ساهم موقع المنطقتين الصناعيتين بإنشاء هذا النوع من العلاقة، حيث تقع إحدى هاتين المنطقتين في الظهران والأخرى في المنتصف ما بين الدمام والخبر، وانطلاقاً من الأهميّة التي يحظى بها القطاع التجاري فقد شهدت المدينة قيام المجمعات المركزيّة والكثير من الفنادق والمصارف، أما فيما يتعلق بالنشاط الزراعي فإنّ دوره يقتصر على توزّع البساتين والحدائق في النواحي الشمالية والغربيّة من المدينة، وتُعدّ المدينة مركزاً لبعض الصناعات من أهمها المواد الغذائية، ومواد البناء، والمياه الغازية، والملابس، والألبان، والغازات الصناعية.

السياحة

إنّ مدينة الخُبر وجهة سياحيّة جاذبة للكثير من السياح حول العالم، وما منحها هذه الميزة وجود الشواطئ المطلّة على الخليج العربي بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات، ومن أكثر الشواطئ جذباً في المنطقة شاطئ العزيزيّة وشاطئ الغروب، وأضفت مدينة الملك فهد السياحيّة أهمية سياحية على المدينة؛ نظراً لاحتضانها العديد من صالات الألعاب والمرح والمتنزهات، وكما تُقدّم المدينة خدمات فندقيّة للسياح.

التعليم

تزدهر المدينة من الناحية العلميّة أيضاً إلى جانب النواحي السياحية والاقتصاديّة، إذ تنتشر في ربوع المدينة دور التعليم بجميع مراحلها وأنواعها، فتوجد بها المدارس العالية المستوى بقطاعيها الخاصة والحكوميّة، وتمتاز مدارس الخبر بتقديمها التعليم بعدة لغات؛ وذلك لوجود طلبة على مقاعد الدراسة من غير العرب.

الثقافة

لم تغفل مدينة الخبر عن الجانب الثقافيّ فيها، فهي مدينة ذات تاريخ ثقافيّ حافل، وما زال حاضرها غنيّاً بالثقافة، فتقام فيها العديد من المهرجانات والمسابقات الثقافية والسياحية، كما أنّها قدمت للتاريخ الأدبي عدداً من الكتب والإصدارات التي تم تأليفها على يد كوكبة من مؤلفيها.