ما هي المعتقدات المقيدة للذات ؟ وكيف نتغلب عليها ؟

ما هي المعتقدات المقيدة للذات ؟ وكيف نتغلب عليها ؟

إن الفـرد لا يمكـن أن ينفصـل تماماً عن بيئته التي عاش بها لأنها تصـوره الأول عـن العالم، وهـي نافذتـه الأولى التـي منهـا خـرج إلى المحيط المختلف عنـه، ولـذا فـإن تأثـر البيئـة ومعتقـدات العائلـة أو القبيلـة تـرك أثرهـا عليـه، وهـذا مـا يـبرر وجـود الكثـير مـن الأشخاص يصـل تأثيـر هـذا الأمر بهم إلى الظـن أن معتقـدات عائلتـهم أو عاداتها هـي المعتقدات الوحيـدة الصالحة، وأن أي شـخص مختلف عـلى خطـأ بالضرورة، ولا شـك أن ذلـك يعـود لضيـق الأفق لديــه، ولكن قبل كل شيء ما هي المعتقدات المقيدة للذات وكيف نتغلب عليها؟

 

المعتقدات المقيدة للذات وكيفية تشكيلها

ببساطة، المعتقدات المقيدة للذات هي افتراضات أو تصورات عن الذات والطريقة التي يعمل بها العالم، وهذه الافتراضات “محدودة ذاتياً”.

 

 

هذا مثال بسيط، لكن دعنا نستكشف المصطلح عن كثب من خلال فحص كل مكون ، بدءاً من المعتقدات وكيف يتم تشكيلها.

كيف تتشكل معتقداتك؟

منذ سن مبكرة في مرحلة الطفولة، نبدأ في تكوين معتقدات حول العالم ومكاننا فيه، وتنشط أدمغتنا في اكتشاف الأنماط وإنشاء الارتباطات لدرجة أننا نعالج باستمرار كميات هائلة من المعلومات حول العالم من حولنا ونستخدمها لتشكيل معتقداتنا ، والغرض من عملية تكوين الاعتقاد هو مساعدتنا على فهم العالم والبقاء آمنين.

عادة ما تُبنى معتقدات الطفولة المبكرة هذه على تجاربنا الخاصة ويشكلها آباؤنا وغيرهم من الأشخاص المهمين والمؤثرين في حياتنا.

مع تقدمنا ​​في السن، نبدأ في تكوين معتقدات أكثر تعقيداً، ويمكننا استخلاصها من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك الكتب والأفلام والإعلانات التلفزيونية وتصرفات أقراننا.

ومع ذلك، فإن المعتقدات الأساسية التي نشكلها في سن مبكرة لها تأثير كبير لدرجة أننا غالباً ما نتشبث بمعتقداتنا القديمة حتى عندما نصادف معلومات وتفسيرات جديدة.

كيف نتغلب على المعتقدات المقيدة لذاتنا؟

صحيح أن أثر البيئة مهم جداً، ولكــن المرء صاحـب الفكـر الحر يمحـص الأمور والمعتقدات ويقـوم بأخـذ مـا ينفعـه ويعتقـد بصلاحه ويتـرك كل عـادة أو تقليـد غيـر مناسـب، فأنـت لا يمكنـك أن تتفـق أو أن تصـل لحل مشـكلة أو حـل يرضي كافـة الأطراف إذا كنـت تتعامـل مـع شـخص يعتقـد أن عـادات قبيلتـه هـي قوانيـن لا يمكـن خرقهـا.

لكي تكون منفتح الذهن ومتقبلاً لآراء غيرك ووجهات نظرهم، يجب على المرء أولاً الاستماع إلى الأفكار الأخرى دون نقد ، بعد ذلك يجب أن نمرر الأفكار المقدمة من خلال مرشح النقد بموضوعية ونضيفها إلى أفكارنا إذا كان ذلك مناسباً، وإذا كانت تتعارض مع أفكارنا، فيجب أن نجرب التفكير بهذه الأفكار قبل أن نكون متحيزين، يجب الاستماع إلى ما يقال بصبر حتى لو كان موقفاً مخالفاً. إذا كان هناك موقف مثير للجدل، يجب التعبير بلغة أسلوبية دون الإساءة للآخرين ، دون السخرية من أفكارهم ، وأنك تعتقد أن الأفكار متعارضة ، وسيكون من الأنسب لكلا الجانبين محاولة إيجاد فكرة مشتركة.