مدينة داخلة

مدينة داخلة

مدينة داخلة المغربيّة هي آخر النقاط الحضريّة العمرانيّة الواقعة في أقصى الجنوب المغربي على الحدود مع موريتانيا، في نقطة يطلق عليها الكويرة، وتعتبر عاصمةً لجهة وادي الذهب، وتعتبر المدينة شبه جزيرة بالرغم من طبيعتها الصحراويّة، وتسمّى مسك ختام المغرب، حيث إنّ شواطئها تقع على المحيط الأطلسي من ثلاث جهات.

موقع وسبب تسمية المدينة

تقع مدينة داخلة على بعد 650كم إلى الجنوب من مدينة العيون، إضافةً إلى أنها تقع على بعد 600كم على الحدود المغربيّة، تتوغّل على مسافة 40كم في عمق المحيط الأطلسي، وتسودها رياح قويّة على مدار العام من كافة الجهات، ومن هنا جاء اسمها، وذلك لشكل المدينة الشبيه بسفينةٍ ضخمة تخترق المحيط، وتظهر وكأنها عائمة فوق مياهه، ولهذا أطلق عليها اسم داخلة.

مناخ المدينة

تتميّز مدينة الداخلة بمناخها الدافئ، وشمسها المشرقة طوال 300 يوم خلال العام، وصنفت المدينة لدى صحيفة (نيويورك تايمز) ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحيّة العالميّة عام 2012م.

نبذة تاريخيّة عن المدينة

في عام 1881م أرسلت إسبانيا بعثات صيد إلى مدينة داخلة عن طريق مبعوثين لها التقيا بسكّان المدينة الأصليين، وبعد عودتهما إلى جزر الكناري الواقعة إلى جوار المحيط الأطلسي، ادّعيا وقتها بأنهما اشتريا شبه جزيرة داخلة، وفي العام ذاته تمكّنت شركة المصايد الكناريّة الإفريقيّة من الحصول على إذن يمكّنها من استغلال سواحل المدينة بهدف الصيد، وذلك بالضغط والإجبار الذي مورس على المغرب، وفي عام 1883م عُقد (المؤتمر الإسباني للجغرافيا الاستعماريّة)، الذي أوصى بإنشاء عدد من المراكز الإسبانيّة على الشاطئ الصحراوي المغربي، إضافة إلى تأسيس شركة إسبانيّة لإنشاء المستعمرات الإفريقيّة.

الاستعمار الإسباني للمدينة

في عام 1884م أرسلت الحكومة الإسبانيّة سفينتين تجاريتين لسواحل المدينة، ورُفع العلم الإسباني في عدد من النقاط المحيطة المجاورة للمدينة؛ وهي الرأس الأبيض في الكويرة الواقعة على الحدود الموريتانيّة المغربيّة، وثانية في الرأس الأسود، وأخرى في المدينة نفسها التي أطلق عليها اسم (فيا ثيسنيروس)، نسبةً إلى الأسقف الإسباني (فرانسيسكو سيسنيروس) وتكريماً له، ثمّ أنشاً الإسبان حصناً لهم على ساحل المدينة، ومن هنا تشكّلت النواة الأولى لمدينة الداخلة في شهر شباط من عام 1884م.

انتهاء الاستعمار الإسباني للمدينة

دام استمرار الإستعمار الإسباني للمدينة حتى عام 1975م، حيث شهدت داخلة واحداً من أضخم الأحداث السياسيّة في المغرب، وهي المسيرة الخضراء التي زحف فيها نحو أكثر من 350.000 شخص باتجاه الجنوب في مسيرة سلميّة خضراء، رافعين أعلاماً ومصاحف، ومطالبين خلالها بتحرير الصحراء المغربيّة من الوجود والسيطرة الإسبانيّة التي دامت أكثر من تسعين عاماً على أرضها، وتمكّنت الحكومة المغربيّة من استرجاع داخلة عام 1979م.