مدينة عبادان

عبادان

تعتبر مدينة عبادان إحدى المدن الواقعة ضمن محافظة خوزستان جنوب غرب إيران على شاطئ الخليج العربي، وقد كانت عبادان مدينةً عربيةً عراقية، لكن تم فصلها عن البصرة على خلفية اتفاق سياسي أيام الحكم العثماني للبلاد العربية، حيثُ كانت عبادان ضمن منطقة الأهواز التي عاشت فيها قبيلة كعب العربية، وحكمها الشيخ خزعل وأسس فيها العديد من المنشآت النفطية قبل سيطرة الإيرانيين عليها، خلال الفترة الممتدة بين عامي1897م إلى 1925م.

تعتبر عادان اليوم من المراكز العالمية لتكرير النفط، وترتبط بحقول النفط الإيرانية بواسطة شبكة من الأنابيب، ويبلغ عدد سكانها حالياً حوالي 291.690 نسمة، فيما تبلغ مساحتها 2.796 كم².

مناخ مدينة عادان

إنّ مناخ المدينة الحار والرطب جداً ساعد على الزراعة، خاصة في المناطق الساحلية لبعض الأصناف الزراعية التي تُناسبها الحرارة العالية، مع ارتفاع في مستوى الرطوبة بالجو، مثل الأرز، والقطن، والشاي، وقصب السكر، والبرتقال، والعنب، والتمور.

تاريخ مدينة عادان الحديث

تذكر بعض المصادر التاريخية أنّ تطور مدينة عبّادان بدأ أوائل القرن العشرين، بالتحديد عام 1909م، وبعد مرور عشرة أعوام صارت عبادان أبرز مدن الخليج العربي وأهمها، وتطورت فيها مظاهر الحياة كثيراً، حيثُ شُيدت المباني والمنازل على نمط المنازل في أوروبا، وتحسنت المرافق في المدينة، ونشطت المجالات الخدمية الأساسية مثل الكهرباء، وعلى ضوء ذلك تحركت الأنظار باتجاه المدينة المتطورة، وقصدها العديد من سكان مناطق إيران الجنوبية المحاذية لها، كما أرسلت بريطانيا عمالها من مستعمرة الهند حينها، مما زاد في عدد سكانها عام 1921م لُيصبح ما يقارب الثلاثين ألف نسمة، وارتبطت عبادان بعدها بمدينة الأهواز في عهد الشيخ خزعل.

تم إقصاء الشيخ خزعل عن سدة الحكم واعتقله الإيرانيون، وتم نقله إلى العاصمة طهران عام 1925م، ورغم تغيير السلطات الإيرانية لاسمها إلى آبادان، إلا أنّ السكان ظلوا يتداولون بكثرة اسمها الأصلي عبادان حتى الوقت الحالي، ويعود أصل التسمية إلى أهل المدينة الذين كانوا عباداً وصالحين، أما بالنسبة لزيادة الألف والنون فتعود إلى أنّ أهل البصرة كلما رغبوا بتسمية شيء ألحقوا له الألف والنون فصارت عبادان، كما أنّ معظم سكان عبادان ترجع أصولهم إلى العربية التي ينطقون بها، إلى جانب وجود بعض الأقليات الفارسية والکردیة.

الاقتصاد في مدينة عادان

كانت عبادان قبل سيطرة إيران عليها تضم أكبر مصافي الوطن العربي، وتعرضت هذه المدينة للكثير من الخراب والدمار، خلال الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م، بما فيها محطات ومنشآت البترول، لكن المدينة تمكنت من استعادة عافيتها الاقتصادية، وصارت أهم مدن إيران النفطية، كما أنّها أكبر مركز لتصدير المنتجات النفطية في النصف الشرقي للكرة الأرضية.