مدينة عين وسارة

مدينة عين وسارة

مدينة عين وسارة هي واحدةٌ من المدن الجزائريّة التابعة لدائرة عين وسارة ولاية الجلفة، وتعتبرُ من أهمّ مدن الولاية من حيث المساحة والتعداد السكّاني، وهي واقعةٌ على الطريق الوطنيّ رقم واحد، والذي يسمّى: طريق الوحدة الإفريقيّة الذي يربطُ الشمال الجزائريّ بالجنوب، بدْءاً من العاصمة الواقعة في أقصى الشمال، حتّى ولاية (تمنراست) الواقعة في أقصى الجنوب.

تقع المدينة إلى الشمال من عين وسارة بلديّة بو غزول التابعة لولاية المية، أمّا إلى الجنوب منها فتقع بلديّة القنيني، وإلى الغرب منها تقع بلديّة خميس المويعدات، وإلى الشرق تقع بلديّة بنهار.

الأهميّة

تتميّز مدينة عين وسارة بموقعِها الاستراتيجيّ الذي استقطب العديد من المهاجرين القادمين من شمال البلاد وجنوبها، وقد وصل العديد منهم إليها هرباً من الإرهاب الذي عمّ مناطقهم، إضافةً للإقامة فيها بقصد التجارة، وقد أدّى هذا الأمر إلى توسّع المدينة، بحيث ضمّت العديد من الأفراد من كافة أنحاء الجزائر، الأمر الذي أنعش اقتصادها المحليّ.

تتميّز المدينة بأراضيها الفلاحيّة، إضافة لوجود وحداتٍ صناعيّة منتجة للعديد من الصناعات المتنوّعة، خاصة صناعة الحليب ومشتقّاته، إضافة للصناعات الزجاجيّة والمشروبات الغازيّة.

التسمية

تختلفُ الروايات حول تسمية المدينة، لكن يتّفقُ غالبُها فيما بينها حولَ وجود نبع ماء هامّ يقع إلى الجهة الشرقيّة لضفّة وادي بوسدراية، وهذا سبب الاسم الأوّل (عين)، أمّا فيما يتعلق في باقي الاسم (وسارة) فقد كان هناك العديد من الروايات، ومنها:

  • أنّ العين أو نبع الماء يعود لعجوزٍ كانت تعمل على نسج السروج.
  • كان يفدُ إلى النبع القوافل السيارة المارة من المكان بهدف الشرب والسقي، ويمضون لمتابعة طريقهم، فأطلق عليها اسم عين (اشرب وسار)، واختُصرتْ لاحقاً لتصبح عين وسارة.
  • كون العين تعودُ للمساجين (الأسرى)، ومن هذا المنطلق سمّيت بعين وسارة.
أطلق على المدينة اسم بول كازيليس Paul Cazelles، من قبل الأوروبيين؛ نسبةً لحاكمها الفرنسيّ الذي حكمها وكان من أكبر رجال المنطقة، واشتهر عنه احترافه بالتجارة وتربية المواشي، وكان يمثّل المدينة في المجلس الأعلى في العاصمة.

لمحة عن المنطقة

ذكر الكاتب والرّسام Eugene Fromentin ملامحَ المدينة والمنطقة في كتابه: صيفٌ في الصحراء، الصادر عام ألفٍ وثمانمئةٍ وثلاثٍ وخمسين، وذلك إبّان قيامه برحلةٍ بدأت في العاصمة الجزائريّة حتى وصلت ولاية الأغواط، ووصف شكل المناطق التي مرّ بها في هذا الكتاب، وقال عن مدينة عين وسارة في كتابه: ((بعد السير لمدة ستِّ ساعاتٍ توقفنا للاستراحة في منتصف النهار بالمكان المسمّى (عين وسارة)، حيث كان خالياً وتعيساً يقعُ بمحاذاةِ مستنقعٍ على أطرافه رمالٌ بيضاء وبعض الحشائش الخضراء، وعند وصولنا وجدنا بعض الطيور المتوحشةِ كالغربان والنسور، كانت تحتلّ المستنقع قبلنا، فباشرنا التزوّد بالمياه من شدّة العطش)).

في عام ألفٍ وثمانمئةٍ وثلاثةٍ وخمسين أنشئتْ محطّة استراحة للجيش الفرنسيّ فيها، واستمرّ إنشاؤها مدّةَ عام، وبدت بعدها بشكلٍ حصين، يصل طول أسوارها إلى سبعين متراً، ولها زوايا محصّنة وعريضة، ويوجد داخلها مساكنُ، وإسطبلاتٌ، ومخازن، أمّا في الخارج فإنه يمر إلى جانبها واد بوسدراية دائم الجريان؛ بفضل مياهه الجوفيّة المتفجرة طوال الوقت على شكل عيون ماء.