مدينة حرستا

مدينة حرستا

تقع مدينة حرستا السورية شرق الشارع المتوجه من دمشق إلى حمص، وتبعد عن مدينة دمشق حوالي الخمسة كيلومترات، وتتبع لمحافظة ريف دمشق، أما من الناحية الإدارية فهي تابعةٌ لدوما، ومدينة حرستا محاطةٌ ببرزة، والقابون، وعربين، وقد وصل عدد السكان في المدينة حسب التعداد السكاني لعام 2004 حوالي الثمانية وثمانين ألفاً وثمانمئة وست عشرة نسمة.

التسمية

لقد جاء اسم حرستا من اللغة الآراميّة؛ ويعني هذا الاسم خشونة الأرض، وأطلق هذا الاسم على المدينة لكثرة الأشجار والحصى وتربتها الخشنة، وتتوافر الصخور بكثرة في البساتين التي تقع على سفاح جبال القلمون المشهورة في سورية، قديماً كانت تتبع كلمة حرستا كلمة الزيتون؛ فكان يطلق على المدينة حرستا الزيتون، لاشتهارها بزيت الزيتون المميز الصافي اللذيذ، والذي اشتهر في كافة أرجاء الوطن العربي على أنه أنقى زيت، ثم أصبح يطلق عليها حرستا البصل؛ لأن هذا النوع من الخضراوات كان يزرع بكثرةٍ فيها، وحتى هذا اليوم يذكر اسم البصل إلى جانب اسم حرستا في جميع السجلات المدنيّة، فتكتب حرستا البصل، وكانت تشتهر هذه المدينة بزراعة العنب، الذي كانت أشجاره تغطي السهل الذي يصل دوما بقرية العذراء.

تاريخ المدينة

قبل أن تظهر الديانة الإسلامية، كان أغلب سكان بلاد الشام ينتمون إلى الديانة المسيحيّة، لكن ما إن ظهر الإسلام وبدأت رقعته بالاتساع من مدينةٍ إلى أخرى، بدأت أعداد المسلمين بالتزايد في كل المدن السورية، ومنها مدينة حرستا، التي بدأ سكانها باعتناق الدين الحنيف، حتى إنّه لم يبقَ فيها على الديانة المسيحية سوى أسرتين حتى يومنا هذا، وكان البناء في حرستا باستخدام الطين وليس الحجر؛ وهذا ما أدى إلى اندثار الآثار القديمة، ومع الفتح الإسلامي اتخذ الأمويون من مدينة حرستا مستجماً وموقعاً للترفيه؛ بسبب كثرة المياه فيها ووفرة أراضيها الخصبة، فبنوا القصور وأماكن الاستجمام، وقد بقي من آثار هذه المتنزهات في هذا الوقت موقع يسمى البلاطة؛ وقد تم بناء الفرن الآلي فوقها في الوقت الحالي، ومما بقي أيضاً من آثار الأمويين ما يسمى بالحدائق، والتي كانت قريبةً من البلاطة، وقد حولت في الوقت الحاضر إلى أماكن سكنيةٍ، وتعرف حرستا بشخصياتٍ مشهورةٍ مثل: إمام الفقه والأصول محمد بن الحسن الشيباني، وقاضي حرستا عبد الصمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني، وحرستا مثلها مثل باقي مدن وقرى سوريّة؛ احتُلّت من الفرنسيين لعدة أعوام، ولكن الثوريين والعائلات الأصيلة القديمة المتجذرة في حرستا قاومت المحتل وجاهدت حتى حصلت على الحريّة.