مدينة طبرقة

مدينة طبرقة

إحدى المدن التونسية الواقعة في الجهة الشمالية من البلاد، في ولاية تسمّى جندوبة، على بعد مئة وخمسة وسبعين كيلومتراً من العاصمة تونس، إلى الجهة الشمالية الغربية منها، ويبلغ عدد سكانها حوالي خمسة عشر ألف وستمئة وأربعة وثلاثين نسمة، بحسب إحصائيات عام 2004م، أمّا اسمها فقد استمدته من الحضارة الرومانية القديمة التي حكمتها، وكان في البداية تابراكا المشتقّ من اللغة الأمازيغية، والمناخ فيها بارد جداً كونها منطقة سواحل ومرتفعات جبلية عالية الارتفاع.

تعدّ طبرقة من أهمّ المدن التونسيّة السياحيّة التي تمتاز بخضرتها وإطلالتها المميّزة على البحر، وتقام فيها العديد من المهرجانات السياحية أبرزها مهرجان الجاز ومهرجان الموسيقى اللاتيني، وهذا ما يكسبها أهميةً ثقافية كبيرة مقارنةً بالمدن التونسية الأخرى، إضافةً للمسابقات التي تتضمّن ممارسة رياضة الغوص، وصيد الأسماك تحديداً جراد البحر وسمك اللالوقار، وتعرف بالشعب المرجانية التي تدخل في صناعة المجوهرات، ويوجد فيها مطار دولي يقع على بعد خمسة عشر كيلومتراً إلى الجهة الشرقية من المدينة.

الجغرافيا

تنحصر المدينة بين البحر الأبيض المتوسط، وبين سلسلة من جبال البلوط والفلين، كان لها اسماً فينيقياً يعرف بثابركا، وكانت عبارة عن مرفأ صغير يمارس فيه السكان الصيد، ويقدّر طول سواحله بحوالي خمسة وعشرين كيلومتراً، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً في تصدير المرجان.

المعالم

يوجد في طبرقة قلعة قديمة تعود إلى القرن الرابع عشر للميلاد، وتمتاز بوجود مجموعة من التضاريس المهمّة والتي تتضمن صخور الإبر المدبقة، والتي ترجع إلى الفترة الحجرية الأولى، ويبلغ ارتفاعها حوالي عشرين متراً، ومجموعة من السهول والهضاب، والأودية أبرزها وادي المالح، ونفرة، والزرقاء، وسرسار، إضافةً لوادي عين الصبح والكريم وغيرها، إضافةً للأشجار والغابات التي تتخللها المياه والخضرة الخلابة.

تمتاز طبرقة من جهة أخرى بمبانيها وارتفاعتها الشاهقة، ذات الألوان الأبيض والأزرق، وتكون أسقفها مكسوّة بالقرميد الأحمر، ويمتدّ الشاطئ فيها ما بين الغابات والجبال، والتي تتخللها الكثبان الرملية وكذلك الخلجان الصخرية؛ لذلك تعتبر شواطئها المكان الأفضل لممارسة رياضة الغوص.

التاريخ

طبرقة من أعرق المدن التاريخيّة التي أنشأها الفينيقيون قبل حوالي ألفين وثمانمئة عام، وكانت معروفة باسم ثابركا في هذا الوقت والتي تعني موطن الظلال أو بلاد العليق، وكانت مزدهرة بشكلٍ كبير خلال القرنين الثالث والرابع للميلاد، وكان الرومانيون يحمّلون الحبوب والرخام إلى الفلبين، وفي الفترة ما بين عامي 1540م و1741م كانت تحت سيطرة جمهورية جنوة، حكمها الإيطاليون تحديداً عائلة لوميليني؛ لذلك اشتهرت بالتجارة وأنجزت كثيراً من الأمور.