المدينة المنورة قديماً وحديثاً

المدينة المنورة

تعتبر المدينة المنورة إحدى المدن السعودية الواقعة في الجهة الغربية منها، وتعتبر المدينة المقدسة الثانية الأكثر قداسةً بعد مكة المكرمة، والتي تبعد عنها حوالي أربعمائة كيلومتر في الجهة الشمالية الشرقية منها، أمّا المسافة ما بينها وبين البحر الأحمر فتقدّر بحوالي مئة وخمسين كيلومتر، وهي قريبة من ميناء ينبع الواقع في الجزء الجنوبي الغربي منها على بعد مئتين وعشرين كيلومتر، وتقدّر السماحة الكلية للمدينة بخمسمئة وتسعة وثمانين كيلومتراً مربعاً، تشغل المناطق العمرانية حوالي تسعة وتسعين كيلومتراً مربعاً منها، وبقية المناطق عبارة عن تضاريس طبيعية فارغة من جبال وصحراء ووديان ومنحدرات، إضافةً للأراضي الزراعية.

تاريخ المدينة المنورة

قديماً

كانت تسمّى قديماً يثرب، والتي تأسست قبل حوالي ألف وستمئة سنة ما قبل الهجرة، وكان يحل مكانها قبيلة عربية اسمّها عبيل، كان سكانها يتحدثون اللغة العربية، وأشارت النصوص الآشورية إلى وجود المدينة قبل القرن السادس الميلادي، ووجدت فيها مجموعة من النقوش التي ذكرت أنّه أطلق عليها اسم لاثريبو، وكلمة يثرب إغريقية.

حديثاً

أصبحت المدينة تابعة لحكم المملكة العربية السعودية في التاسع عشر من جمادى الأولى للعام 1344 هجرياً، بعد أن قام الهاشميون بتسلميها للملك عبد العزيز بن آل سعود بناءً على اتفاقٍ بينهما، وشهدت خلال هذه الفترة تطوراً وازدهاراً على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فقامت الدولة بتوسيع العمران والبناء فيها، كما عملت على توسيع المسجد النبوي بحوالي اثنين وثمانين متراً مربعاً في الثاني من نوفمبر للعام 1984م.

سكان المدينة المنورة

قديماً

في الفترة الأخيرة من الإسلام بلغ عدد سكان المدينة ما يتراوح ما بين اثني عشر وخمسة عشر ألف نسمة، وزاد هذا العدد عندما بدأ المسلمون بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة، إضافةً إلى القادمين إليها من القبائل والبادية، وقد قام الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بإبعاد اليهود عنها، وبلغ عدد سكانها عند وفاته حوالي ثلاثين ألف نسمة.

خلال فترة الخلافة الراشدية استشهد عدد كبير من سكانها؛ نتيجة خروجهم لمحاربة المرتدين عن الإسلام، وفتح البلاد الإسلامية، وقيام الكثيرين منهم بالانتقال إلى بلاد الشام والعراق ومصر لإقامة الحكم الإسلامي فيها، أمّا خلال فترة الخلافة العباسية فقد وصل عدد سكانها إلى حوالي ثلاثة آلاف فقط؛ نتيجة انتشار الفتن وسوء الأحوال الأمنية وكذلك الاقتصادية، ولكن ازداد العدد في القرن السادس للهجرة.

حديثاً

تضاعف عدد سكانها في آخر ثلاثة عقود، بعضهم من السكان الأصليين والبعض الآخر من الوافدين إليها، وحالياً يقدّر العدد بما يزيد عن مليون نسمة، وتعرف المدينة بتطورها العمراني والمستوى العالي للخدمات التي تقدمها تحديداً للزوّار الذين يأتون إليها في المواسم الدينية؛ كالعمرة، والحج، وشهر رمضان.