مدينة إيفيان الفرنسية
مدينة إيفيان
تعتبر مدينة إيفيان أو Évian-les-Bains أو بلدة الرحلة ليوم واحد من أهم وأجمل المدن الفرنسية، هناك حيث تشرف المدينة على بحيرة ليمان وهي أكبر البحيرات في أوروبا، التي تكوَّنت من جراء تجمع ينابيع الآبار الجوفية عام 1869م، وانحدرت شلالتها من أعالي الجبال المحاذية لها تصب في البحيرة، فجعلت المدينة تستقبل الزوار من مدينة لوزان السويسرية المجاورة عبر خط تواصل بحري، وتبدأ الرحلة عبر البحيرة وخلال نصف ساعة على متن الباخرة تنتقل من أجواء سويسرا العملية إلى عالم مليء بالراحة والجمال في إيفيان.
تستقبل الزائر على ساحل البحيرة واجهة المدينة بالأرمات المضيئة والأشجار والزهور بين الاستراحات، والمقاهي، والمطاعم، والفنادق الراقية، ثمّ تتّسع الرحلة إلى داخل مدينة إيفيان بطبيعة أزقتها الضيقة وبيوتها المزينة بالورود، أمّا الأمر الذي يضيف للرحلة تميزاً هو الالتفاف خلف المدينة صعوداً بالسيارة، وتتبع Cachat أو أعلى منبع لمياه البحيرة، ثمّ التنزه بين شلالات المياه الصغيرة، وزيارة ميناء اليخوت وسفن النزهة، وتناول وجبة الغذاء بين الأشجار وصوت الطيور المنسجم مع تساقط الماء.
طبوغرافية إيفيان
- تقع مدينة إيفيان على مساحة 4.29 كيلومتر مربّع في إقليم سافوا العليا، التابع إلى أقاليم رون ألب جنوب شرق فرنسا، وتطل على بحيرة ليمان من جهة فرنسا، ومن الجهة المقابلة للبحيرة تقع مدينة لوزان في سويسرا فهي منطقة حدودية، حملت المدينة اسمها انطلاقاً من النبع الأساسي للبحيرة وهو Evian-les-Bains.
- عدد سكانها يتراوح ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف نسمة 8.675 حسب إحصائية العام 2013، أمّا الفئة التي تشكل الغالبية العظمى فيها هم من سكان الريف الفرنسي، الأمر الذي أكسبها طابع البساطة والتلقائية، فكانت الفرصة كبيرة لأصحاب رؤس الأموال بتشغيلهم في أعمال الإعمار والبناء والأعمال الخدماتية للمشاريع السياحيّة الضخمة.
- بالإضافة إلى مناخ إيفيان المعتدل وازدهار الأرض بالخيرات النباتية والزهور فقد حملت لقب مدينة الزهور، وأصبح يقصدها السياح من فرنسا وكافة دول أوروبا والعالم كمصيف للسياحة الطبية والاستجمام العلاجي.
تاريخ إيفيان
- يعود الفضل في اكتشاف البحيرة إلى دوليس أحد نبلاء منطقة اوفرين، حيث كان في رحلة بين أحضان الطبيعة، وبينما هو في رحلته استوقفه نبع مياه ليروي عطشه، واستشف مدى لذة ونقاء هذا الماء، وشعر بأن الماء يريح جسمه ويخلصه من ألم الكلية الذي كان يعانيه، وقد اهتم دوليس بماء النبع، ومن بعدها ذاعت شهرة النبع وقدرة مياهه على الاستشفاء من الأمراض.
- لا شكّ في أنّ وجود بقايا مستوطنات رومانية في إقليم سافوا العليا، تعود للعام 1826، دليلاً على اهتمام الرومان بالمدينة.
- أقيمت عليه أوّل مراكز الاستجمام العلاجية عام 1826م، بتقسيماته من غرف وحمامات بمياه معدنية، وتطورت وتمّ افتتاح أشهرها منتجع (Fauconnet) الصحي في الطريق الوطني الرئيسي 1853م.
- تم توصيل إيفيان بخط سكك الحديد الفرنسية عام 1864م.
- بعد أن اكتشفت آبار المياه في إيفيان ما بين عام 1869-1875 م، تمّ اعتماد معالجة وتعبئة المياه 1960م كمشروع استثماري لشركة داون.
- سيطر الإنجليز على إيفيان أثناء الحرب العالمية الثانية بسبب موقعها الاستراتيجي، وارتفاع مساقط الينابيع لأبراج المراقبة حيث بلغ ارتفاعها 739 متراً عن سطح البحر.
أحداث هامة شهدتها إيفيان
لقد تم عقد مؤتمرات دولية مهمة جداً في إيفيان منها:
- في العام 1938 كانت اجتماعات لمناقشة أوضاع اليهود في أنحاء العالم.
- تم عقد اتفاقيات بين فرنسا والجزائر التي حصلت بموجبها على استقلالها بعد الانتداب الفرنسي عام 1960-1962م.
- عقدت القمة التاسعة والعشرين لمجموعة الثماني (G8) عام 2003م، في قلب فندق في رويال إيفيان، وهو الفندق الملكي الفرنسي الذي تم بناؤه عام 1909.
- تقوم المدينة باستضافة مباريات رياضية دولية، تحديداً تلك التي تقام من أجل لعبة الغولف على مستوى الشرق الأوسط.
كنوز إيفيان
- حين نذكر مدينة إيفيان يجب أن نذكر أجود وأنقى وأعذب المياه في أوروبا، لقد أجرت الأكادمية الطبية الفرنسيةFrench Academy of Medicine عام 1902م عدة أبحاث على جزيئات مياه البحيرة، وثبت صحة تلك المياة للاستخدامات الطبية، وأن لها خاصية تنقية وتنظيف الكلى، ومن ثم أُقيمت شركة دانون لمعالجة المياه صحياً وتعبئتها كمصدر دخل قومي، حيث بلغ معدل الانتاج إلى أربعة ملايين عبوة (قنينة) مياة سنوياً، يتم بيعها في 125 دولة بالعالم.
- تميزت إيفيان أيضاً بأرقى وأفضل المطاعم والعديد من الفنادق أشهرها: رويال بالاس، وفندق رويال إيفيان، الذي تم تشييده على هيئة قارب كبير، باللون الأبيض لاستقبال ادوارد السابع ملك بريطانيا العظمى في العام 1909م، يقع القصر على مساحة 17 هكتار من الأرض، تتصل في داخله صالات الاستقبال وقاعات الطعام، مجهزة بأثاث إنجليزي فاخر.
- تعبق إيفيان بعدد من القصور والبنايات النادرة، التي تنتشر في حدائقها نوافير المياه والتماثيل، فتتميز أبنيتها بجدران ونوافذ ملوّنة هندسية الأشكال، والقباب الدائرية.
اقتصاد إيفيان
- تشكل السياحة بمنشآتها من مطاعم وفنادق سياحة محلية ودولة، دخل قومي ينشط الاقتصاد باستغلال الموارد البشرية والطبيعية.
- تمّ اعتماد مشروع تعبئة مياه ينابيع إيفيان كمشروع قومي.
نادراً ما تجمع المدن العالمية عدداً كبيراً من الميزات كما فعلت مدينة إيفيان، فهمي عبارة عن تجمع سياحي طبيعيّ، تاريخيّ، سياسيّ، اقتصاديّ، أثريّ، وعلاجيّ، وحين يدرك الإنسان أهمية الأشياء ويستغلها كما يجب تزداد قيمتها، فتميّزت إيفيان أيضاً بأنّها حملت شعاراً خاصاً بها في داخله يحمل رمز سمكة كبيرة تمسك بين فكيها سمكة صغيرة.