معلومات عن مدينة إزمير التركية

مدينة إزمير

مدينة إزمير أو التي كانت تُعرف قديماً باسم سميرنا، هي ثالث أكبر مدينة في دولة تركيا، والتي اعتُبرت مركزاً تجارياً مهماً لفترة طويلة من الزمن بسبب امتدادها على جبال منطقة بحر إيجة من غرب الأناضول إلى شرقها، ووجود وديان النهر من هضبة الأناضول المؤدّية إلى بحر إيجة مما يسهّل عملية التواصل مع المناطق النائيّة، ويعود أصل المدينة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد تمكّنت من المحافظة على مكانتها خلال فترة الحوثيين، واليونانيين، والرومانيين، والبيزنطيين.[١]

تاريخ مدينة إزمير

يعود تسمية مدينة إزمير إلى اللفظ اليوناني لكلمة (إس سميرناه) والذي يُقصد به (إلى سميرناه)، وهو الاسم نفسه الذي سماه الرومان للمدينة، وبقى متداولاً باللغة الإنجليزيّة واللغات الدولية الأخرى إلى أن اعتُمد اسم إزمير من قِبل برلمان تركيا في 18 آذار من عام 1930م، وبات هذا الاسم الذي تُعرف به عالمياً، كما تعدّ مدينة إزمير من أقدم المدن التي تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، إذ يُعتقد أنّ المدينة كانت توجد في الحقبة الزمنية التي تقع بين الألفية الرابعة والألفية السابعة قبل الميلاد، وتعتبر هذه الفترة الزمنية الواقعة بين العصر النحاسي والعصر الحجري الحديث، وكانت المدينة واقعة تحت سيطرة الحوثيين عام 1500 قبل الميلاد تقريباً، ثم تمّ استيطانها من قبل الإغريق في عام 1000 قبل الميلاد تقريباً، ولا تزال آثار كل منهما واضحة في المدينة ليومنا هذا.[٢]

في أوائل القرن السادس قبل الميلاد ضمّ الليدنيون مدينة إزمير إلى ملكهم، حيث أقاموا دولة لهم غرب الأناضول، وبعد ذلك احتل القائد الفارسي دولتهم في عام 545 قبل الميلاد، وبقيت تحت سيطرة الفرس إلى أن تم احتلالها من قبل الإسكندر المقدوني في عام 333 قبل الميلاد بعد أن جرت عدّة معارك، وفي عام 133 قبل الميلاد ضُمت المدينة إلى الإمبراطوريّة الرومانيّة، وبدأ أهلها باعتناق الديانة المسيحيّة بشكلٍ سريع كردٍ على الاضطهاد الذي حدث لهم من قِبل اليهود في القرن الميلادي الأول، مما أدّى إلى ازدهار الكنائس، كما حافظت المدينة على ديانتها المسيحيّة في ظل الحكم البيزنطيّ وذلك بعد انقسام الإمبراطوريّة الرومانيّة إلى قسمين شرقي وغربي، وفي عام 1076م دخلت مدينة إزمير العهد الإسلامي على يد السلاجقة الأتراك، ثمّ استردّها الحكم البيزنطي في عام 1102م، إلى أن سقطت بيد الصليبيين عام 1204م، وبقيت المدينة ساحة كر وفر بين كلّ من الصليبين والأتراك والمسلمين حتّى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي.[٢]

في عام 1389م ضُمّت المدينة إلى الحكم العثماني بيد السلطان بايزيد الأول، وبقيت في ظل الحكم العثماني إلى ان انتصر المغول عليهم في معركة انقرة في عام 1402م، وسُلّمت للجنوبيين الذين كانوا يستولون أجزاء منها قبل سيطرة العثامنيين، وفي عام 1415م قام السلطان محمد الأوّل بالسيطرة عليها مجدداً وأعادها للحكم العثماني، وفي عام 1475م تعرّضت المدينة لهجمة مفاجئة من البنادقة، ثمّ تناوب اليهود الشرقيين القادمين من إسبانيا على الهجرة إليها في عام 1492م، وقد حعلوها أحد معاقلهم في الدولة العثمانيّة.[٢]

موقع مدينة إزمير

تتخذ مدينة إزمير شكل القوس شديد الانحناء على السواحل الشرقيّة لبحر إيجة الواقع غرب دولة تركيا، ومن الجهة البريّة فتخترق أراضيها دلتا نهر غيديز وهو ثاني أكبر الأنهار في البلاد، وتحدّها من الجهة الشماليّة محافظة باليكشير، ومن الجهة الغربيّة أفيون، ومن الجهة الشماليّة الشرقيّة دينزلي، والجهة الشرقية آيدن، كما تتقسّم المدينة إلى أحد عشر قطاعاً سكنياً ويعتبر كوناك أهمها حيث يعدّ المركز التاريخي للمدينة، أمّا القطاعات الأخرى فهي بالشوفا، وبيراكي، وبورنوفا، وبوكا، وتشيللي، وغازيمير، وغوزيل بهجة، وكارابالر، وكارشيكا، ونارليدر، وتبلغ مساحة المحافظة على 734 ألف كيلومتر مربع تقريباً.[٢]

مناخ مدينة إزمير

مناخ المدينة فهو مشابه لمناخ البحر الأبيض المتوسّط مع درجة حرارة قد تتجاوز 40 درجة مئويّة، وطقس جاف في فصل الصيف، وبارد في الشتاء حيث تتساقط الثلوج في المدينة بين شهري كانون الأول وكانون الثاني.[٢]

سكّان مدينة إزمير

يبلغ عدد السكّان في مدينة إزمير 2847700 نسمة تقريباً بحسب الإحصائيات المقامة في عام 2014م، إذا تبلغ نسبة السكّان في المدينة 3.673% من عدد السكّان الكليّ في دولة تركيا.[٣]

اقتصاد مدينة إزمير

ترجع أهميّة المدينة الاقتصادية بسبب احتوائها على ميناء يعتبر من أهم الموانئ في دولة تركيا في القسم الآسيوي، والذي استطاع أن يجذب تجّار القطن من المدن الأوروبية المختلفة كإنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا منذ القرن السادس الميلادي، ونتيجةً للميزات التي مُنحت للمستثمرين الأجانب فقد برز واحد من المراكز التجاريّة الدولية في العصر العثماني، كما بلغت المدينة موقعاً متقدّماً على الخريطة الاقتصاديّة التركيّة أثناء قيام دولة تركيا الحديثة؛ وذلك نتيجةً للتجارة القائمة في مينائها الدّولي الذي حصل على المركز الثالث كأكبر موانئ التصدير بعد مينائي إسطنبول وبورصة، والمركز الخامس بين الموانئ المختلفة من حيث تلقّي الواردات، كما تنقسم قطاعات الإنتاج الاقتصادية في مدينة إزمير إلى 30.5% لقطاع الصناعة، و22.9% لقطاعي التجارة والخدمات، و13.5% لقطاعي النقل والمواصلات، و7.8% لقطاع الزراعة، كما أنّ المدينة مرشّحة لاستضافة معرض التجارة الدولي القائم في سنة 2020م، بعد فقدانها لفرصة استضافته في عام 2015م لمدينة ميلان في إيطاليا.[٢]

المعالم في مدينة إزمير

يقع على قمة جبل اليمنيين الشهير في مدينة إزمير قبر الأسطورة اليونانيّة تانتالوس، وقد اكتُشف في عام 1835م، بالإضافة إلى أنّ المدينة تضم كنائس يهوديّة، ومتحف التجمّعات السكانيّة اليونانيّة، وبرج الساعة الرخامي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، ومراكز التسوّق والحدائق والمنتجعات وحدائق الطيور المختلفة.[٢]

المراجع

  1. “İzmir”, www.encyclopedia.com, Retrieved 10-12-2017. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ “إزمير”، www.aljazeera.net، 22-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2017. بتصرّف.
  3. “Izmir · Population”, population.city, Retrieved 10-12-2017. Edited.