مدينة العلوم والصناعة في باريس
باريس
لم تكتفي مدينة باريس بحملها لقب مدينة الحب وعاصمة الموضة بل تطلعّت نحو ماهو أهّم، فطمحت لنيل لقب مدينة النور وهو اللقب الذي حازت عليه كثمرة لنجاحاتها التي حققتها على مستوى العالم في مجال العلم والفكر أثناء عصر التنوير في القرن التاسع عشر.
تنفرد باريس بتاريخ حافل بالأمجاد العلمية حيث تصدّرت مراكز متقدمة في مجال العلم والفنون في مطلع القرن الثامن عشر على مستوى أوروبا والعالم الغربي، كما تُعتبر في الوقت الحالي أيضاً مركزاً مهماً للاقتصاد، والثقافة، والسياسة، والترفيه، والإعلام، والأزياء، والفنون، وما زاد من أهمية المدينة وجود عدد ضخم من المتاحف، والمسارح، والمعالم الأثرية التاريخية، ومنها برج إيفل، وقوس النصر، ومتحف اللوفر، ومتحف العمارة والتراث، ومدينة العلوم والصناعة.
مدينة العلوم والصناعة
تعتبر مدينة العلوم المتحف الأكبر للعلوم على مستوى أوروبا وهي عبارة عن مؤسسة عامة تتخذ طابعاً صناعياً وتجارياً في آن واحد، وتسعى المدينة لترسيخ الثقافة العلمية والتقنية وتعزيزها في المجتمعات، وتعتبر مدينة باريس الفرنسية مقراً لهذه المدينة.
يرجع الفضل في إنشاء هذه المدينة إلى الرئيس الفرنسي جيكسار ديستان، وجاءت تعبيراً لمدى اهتمامه بنشر المعرفة العلمية والتقنية بين أفراد الشعب الفرنسي خاصة الفئة الشابة منهم، ونظراً لما يستعرضه المتحف من إنجازات علمية وتقنية يستقطب المتحف ما يفوق خمسة ملايين زائر سنوياً.
افتتاح مدينة العلوم والصناعة
يعتبر الثالث عشر من شهر آذار عام 1986م مولداً لمتحف العلوم والصناعة، حيث فتح أبوابه في ذلك اليوم ليصبح فيما بعد معبداً للمعرفة العلمية، وأصبح الزوار يتوافدون إليه بأعداد هائلة إلا أنّ الأعداد بدأت بالتراجع تدريجياً في أواخر التسعينيات، ومع مجيء عام 2005م تمكن المتحف من استرجاع عدد الزوّار حيث استقطب في ذلك العام نحو 3.5 مليون زائر وفق ما صرّح مدير المتحف.
أهمية مدينة العلوم والصناعة
إنّ المتحف يستعرض كلّ ما يلبي شغف زوّاره اهتماماتهم ذات العلاقة بالتقنيات الصناعية والصناعات العالمية والتقنيات الصناعية الحديثة، بالإضافة إلى العلوم الحيوية والكائنات البحرية أو تاريخ العلم، كما تعتبر مدينة العلوم الصناعة بمثابة منطقة تنشط التفاعل بين مختلف الفئات من شباب وأطفال، وتفتح آمامهم الآفاق للخوض بالاكتشافات الخاصة بهم حول العالم المادي بواسطة اللعب والتجارب، وتشغل المدينة حيزاً في قلب أكبر حديقة في القارة الأوروبية.
تضم هذه المدينة العلمية والتعليمية أقساماً متعددة في مختلف المجالات العلمية؛ ومنها علوم الفضاء، والحياة، والضوء، والتربة والبناء، والحياة البحرية، والعروض السينمائية ثلاثية الأبعاد.
في وصفٍ عام لبعض المشاهد للمتحف من الخارج فإن كتلة كروية فولاذية لامعة مجوّفة تغطي سماء صالة السينما الموجودة في المدينة؛ وتتفاوت في شكلها عن السينما الكلاسيكية حيث أن جميع اتجاهاتها لها انحناء يقدر ب30 درجة تقريباً، مما يمنح الزائر عدم التوازن أثناء الجلوس، أما فيما يتعلق بالأصوات فيُستخدم ثمانية عشر مكبر لكل منها قدرة 18000 كيلو واط، لذلك تمكنت المدينة من إبهار زوّارها واستقطاب عدد أكبر إليها.